الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ذكر جل المفسرين عين ما استنبطه السمعاني، قال البغوي:" وإنما خص الناصية بالذكر لأن العرب تستعمل ذلك إذا وصفت إنسانا بالذلة، فتقول: ناصية فلان بيد فلان .... فخاطبهم الله بما يعرفون ".
(1)
وبمثله قاله أيضا: الطبري، وابن عطية، وأبو حيان، وجلال الدين المحلي، والخازن، وحقي.
(2)
الاستعجال بإكرام الضيف من أدب الضيافة
.
قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود 69].
• قال السمعاني رحمه الله: " فهذا دليل على أن الضيف ينبغي أن يعجل له بشيء يأكله، وهو سنة إبراهيم صلوات الله عليه ".
(3)
الدراسة:
استنبط السمعاني من هذه الآية استنباطا تربويا سلوكيا وذلك في أن من أدب إكرام الضيف السرعة والاستعجال في إكرامه وعدم التأخر والتواني في ذلك،
(1)
معالم التنزيل (4/ 183).
(2)
انظر: جامع البيان (15/ 364)، والمحرر الوجيز (3/ 435)، والبحر المحيط (6/ 168)، وتفسير الجلالين (4/ 36)، ولباب التأويل (2/ 490)، وروح البيان (4/ 92).
(3)
تفسير السمعاني (2/ 442).
ووجه استنباطه هنا أنه سبحانه ذكر حرف العطف الفاء الدال على التعقيب، بعد السلام مباشرة من غير لبث ولا تأخر في إكرامه عليه السلام لأضيافه.
قال القرطبي: " في هذه الآية من أدب الضيف أن يعجل قراه، فيقدم الموجود الميسر في الحال، ثم يتبعه بغيره إن كان له جدة، ولا يتكلف ما يضر به ".
(1)
وممن ذكر ذلك الاستنباط من المفسرين: ابن كثير، وابن عادل الحنبلي، والألوسي، وابن عاشور.
(2)
وقد استنبط بعض المفسرين استنباطا لطيفا آخر يصب في مصب الأول نحو إكرام الضيف وهو أنه من أدب إكرام الضيف عدم مشاورته في إكرامه من تقديم طعام ونحوه، خشية أن يستحي الضيف أو أن يكون ذلك سببا في إحراجه، قال ابن القيم:" ومن كرم رب المنزل المضيف أن يذهب في اختفاء بحيث لا يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي فلا يشعر به إلا وقد جاءه بالطعام بخلاف من يسمع ضيفه ويقول له أو لمن حضر مكانكم حتى آتيكم بالطعام ونحو ذلك مما يوجب حياء الضيف واحتشامه".
(3)
وممن ذكر هذا الاستنباط من المفسرين الذي صب في مصب الاستنباط الأول: الزمخشري، وأبو حيان، والنسفي، والصاوي
(4)
، والألوسي.
(5)
(1)
الجامع لأحكام القرآن (9/ 64).
(2)
انظر: اللباب في علوم الكتاب (1/ 4661)، وتفسير القرآن العظيم (7/ 421)، وروح المعاني (6/ 291)، والتحرير والتنوير (11/ 294).
(3)
جلاء الأفهام (1/ 272).
(4)
الصاوي: هو أحمد بن محمد الخلوتي، الشهير بالصاوي، فقيه مالكي، نسبته إلى (صاء الحجر) في إقليم الغربية، بمصر، له مؤلفات منها حاشية على تفسير الجلالين، وبلغة السالك لاقرب المسالك في فروع الفقه المالكي، ولد عام 1175 هـ، وتوفي عام 1241 هـ. انظر: الأعلام للزركلي (1/ 246)، ومعجم المؤلفين (2/ 111).
(5)
انظر: الكشاف (4/ 401)، والبحر المحيط (9/ 555)، ومدارك التنزيل (3/ 359)، وحاشية الصاوي على الجلالين (5/ 347)، وروح المعاني (14/ 63).