الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عدم الجواز لأي أحد بأن يصف نفسه بكونه مؤمناً حقاً
.
• قال السمعاني رحمه الله: " وفيه دليل لأهل السنة على أنه لا يجوز لكل أحد أن يصف نفسه بكونه مؤمناً حقاً، لأن الله تعالى إنما وصف بذلك قوما مخصوصين على أوصاف مخصوصة، وكل أحد لا يتحقق في نفسه وجود تلك الأوصاف ".
(1)
الدراسة:
لما وصف الله سبحانه المؤمنين المتصفين بالصفات المذكورة في الآيات السابقة بأنهم مؤمنون حقا استنبط السمعاني أنه لا يجوز لأحد أن يقطع لنفسه أو لغيره بأنه مؤمنا حقا ووجه استنباطه هنا أن في وصفه سبحانه بحقيقة الإيمان لهؤلاء المتصفين بتلك الصفات دلالة على أن من سواهم لا يحق له شرعا أن يصف نفسه بأنه مؤمنا حقا.
قال القرطبي: " إن المؤمن الحقيقي من كان محكوماً له بالجنة، فمن لم يعلم ذلك من سر حكمته تعالى فدعواه بأنه مؤمن حقا غير صحيح ".
(2)
وممن أيد السمعاني في استنباطه هذا ووافقه: البغوي وابن عادل الحنبلي.
(3)
(1)
تفسير السمعاني (2/ 248).
(2)
الجامع لأحكام القرآن (7/ 365). وقد ذكر الرازي خلاف الأئمة الفقهاء حول مسألة تعليق الإيمان بالمشيئة للاستزادة: انظر مفاتيح الغيب (15/ 452).
(3)
انظر: معالم التنزيل (3/ 326)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 2506).
وقد أشار البقاعي إلى لفتة بليغة في أن من قصَّر في تلك الصفات لا ينتفي منه الإيمان بالكلية، قال:" وفي هذا تنبيهاً على من قصَّر في هذه الأحوال ولم يأت بها على كمالها لم يخرج عن الإيمان ولكن ينزل عن درجة الكمال بحسب تقصيره ".
(1)
وإن مما يؤيد ما استنبطه السمعاني ويؤكده، أن من تمعن في تلك الصفات يلحظ أن كلها أعمال قلبية لا يملك أحد فيها القطع بأن صاحبها مؤمنٌ حقا، فقل مثلا وجل القلب عند ذكر الله أو زيادة الإيمان عند سماع تلاوة القرآن أو التوكل على الله أو غير ذلك من باقي تلك الصفات والله أعلم.
(1)
نظم الدرر (3/ 188).