الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكرار الأربعين بعد ذكر الثلاثين والعشر لقطع الأوهام عن الزيادة
.
قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [الأعراف 142].
• قال السمعاني رحمه الله: " فإن قيل: ذكر الثلاثين والعشر يغني عن ذكر الأربعين، فما معنى هذا التكرار؟ قيل: فائدة قوله: {فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} قطع الأوهام عن الزيادة، لأنه لما وقت الثلاثين أولاً، ثم زاد عليه عشرا، ربما يقع في الأوهام زيادة أخرى، فذكره لقطع الأوهام عن الزيادة ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من أن سبب تكرار قوله تعالى أربعين ليلة بعد ذكر الثلاثين والعشر هو دفع التوهم من كون أن العشر سوى الثلاثين، وليست العشر هي المتممة للثلاثين، ووجه استنباطه أنه سبحانه كرَّرها لقوة الشك عند من يظن أن العشر متممة حتى بلغت ثلاثين ليلة.
الموافقون:
وافق السمعاني جمع من المفسرين في القول بأن سبب التكرار هو دفع التوهم، قال الرازي: " إنما قال أربعين ليلة لإزالة التوهم أن ذلك العشر من
(1)
تفسير السمعاني (2/ 211).
الثلاثين لأنه يحتمل أتممناها بعشر من الثلاثين كأنه كان عشرين ثم أتمه بعشر فصار ثلاثين فأزال هذا الإيهام ".
(1)
وممن قال بذلك أيضا: الماوردي، والقرطبي، والشهاب الخفاجي، والشوكاني، والألوسي.
(2)
المخالفون:
خالف بعض المفسرين في القول بأنها لدفع التوهم وقالوا بأنها للتأكيد، قال ابن عادل بعد أن ذكر القولين بأنها إما للتأسيس أو للتأكيد وباعد القول بالتأسيس:" وأظهرهما: أنها للتأكيد، لأن قوله قبل ذلك: {وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} فُهِمَ أنها أربعون ليلة".
(3)
وقد ذكر ابن عطية وابن الجوزي أنه قد يكون أحد أسباب التكرار هو التأكيد أيضا.
(4)
النتيجة:
يكون ما كان عليه السمعاني ومن وافقوه هو الأقرب إلى الصواب مع عدم استبعاد القول الآخر بالكلية، وذلك لأن ذكر العشر للإتمام يجعل المتأمل بين أمرين إما أنها المتممة للثلاثين بمعنى أن مناجاة موسى لربه كانت عشرين ليلة أولا، أو أن هذه العشر هي المتممة للأربعين بعد الثلاثين ليلة الأولى، فأتت الأربعين ليلة لتقطع وتدفع الأوهام تجاه التوقع الأول، والله أعلم.
(1)
مفاتيح الغيب (14/ 184).
(2)
انظر: النكت والعيون (2/ 256)، والجامع لأحكام القرآن (7/ 274)، وحاشية الشهاب الخفاجي (4/ 212)، وفتح القدير (3/ 87)، وروح المعاني (5/ 42).
(3)
اللباب في علوم الكتاب (1/ 2430).
(4)
انظر: المحرر الوجيز (3/ 91)، زاد المسير (3/ 31).