الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلاغة التعبير بالضمير (مع) وذلك لإغاظة المنافقين
.
• قال السمعاني رحمه الله: " قال تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}، وإنما لم يقل: فأولئك هم المؤمنون، وسوف يؤتيهم الله أجرا عظيما، غيظا على المنافقين ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني نكتة بلاغية بالقول بأن الله عبر بأن المنافقين بعد توبتهم يكونوا مع المؤمنين، ولم يقل سبحانه هم المؤمنون، وذلك بغضا، وغيظا لهم، وإعراضا عنهم، وحيدا بالكلام عن ذكرهم. قال الشوكاني: " قال القتيبي
(2)
: حاد عن كلامهم غضباً عليهم، فقال:{فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يقل هم المؤمنون".
(3)
(1)
تفسير السمعاني (1/ 495).
(2)
القتيبي: هو أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين، من علماء الحديث، مولده في القاهرة، من مصنفاته: إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، والمواهب اللدنية في المنح المحمدية في السيرة النبوية، ولطائف الاشارات في علم القراءات، والكنز في التجويد، ومشارق الانوار المضية، توفي في القاهرة سنة 851 هـ. انظر: الأعلام (1/ 232).
(3)
فتح القدير (2/ 236).
وممن قال بهذا وأيده الثعلبي، والسمرقندي، والقرطبي، وابن قتيبة، وابن عادل الحنبلي.
(1)
وذكر النيسابوري وجهًا آخر في استنباط لفظ المعية للمؤمنين أنها لتشريف المؤمنين لتبعية المنافقين لهم قال: " وعند حصول الشرائط
(2)
قال: {فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} ولم يقل مؤمنون تشريفاً للمؤمنين أنهم متبعون، والمنافقون بعد الشرائط تبع لهم ".
(3)
واستنبط بعض العلماء من آخر الآية استنباطًا يؤيد المعاني المستنبطة الأولى وذلك بإيقاع أجر المؤمنين بالتسويف لانضمام المنافقين لهم، كما هو في قوله تعالى:{وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} ، قال القرطبي:"ومن شرط التائب من النفاق أن يصلح في قوله وفعله، ويعتصم بالله أي يجعله ملجأً ومعاذًا، ويخلص دينه لله، كما نصت عليه هذه الآية، وإلا فليس بتائب، ولهذا أوقع أجر المؤمنين في التسويف لانضمام المنافقين إليهم".
(4)
وممن قال به أيضا الرازي.
(5)
وعليه يكون استنباط السمعاني سالماً من القدح لموافقة أهل التفسير له وللأوجه الأخرى المستنبطة عند بعض المفسرين، والتي لم تخالف استنباط السمعاني رحمه الله.
(1)
انظر: والكشف والبيان (3/ 406)، وبحر العلوم (1/ 436)، والجامع لأحكام القرآن (5/ 426)، وتأويل مشكل القرآن (1/ 14)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 1645).
(2)
الشرائط هي المذكورة في نفس الآية: التوبة، والصلاح، والاعتصام بالله، والإخلاص لله.
(3)
غرائب القرآن ورغائب الفرقان (2/ 520).
(4)
الجامع لأحكام القرآن (5/ 426).
(5)
انظر: مفاتيح الغيب (11/ 252).