الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجوب لزوم الأدب في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
• قال السمعاني رحمه الله: " وفي هذه الآيات بيان استعمال الأدب في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، وعظم الجناية في ترك ذلك، وما يؤدي إلى حبوط العمل واستحقاق العقاب ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني من هذه الآيات في صدر سورة الحجرات والمسماة بسورة الآداب، أن ذلك يوجب استعمال الأدب في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجه استنباطه هنا أمر الله سبحانه بعدم التقديم بين يدي الله ورسوله بقول أو فعل يخالف أمرا إلهيا، أو هديا نبويا، وأيضا أمره سبحانه بعدم رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك من الآداب السلوكية.
قال السعدي عند تفسيره لهذه الآيات: " هذا متضمن للأدب، مع الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتعظيم له، واحترامه، وإكرامه، فأمر الله
(1)
تفسير السمعاني (5/ 216).
عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان، بالله وبرسوله، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يكونوا ماشين، خلف أوامر الله، متبعين لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في جميع أمورهم، وأن لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا يقولوا حتى يقول، ولا يأمروا حتى يأمر، فإن هذا حقيقة الأدب الواجب مع الله ورسوله، وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه، وبفواته، تفوته السعادة الأبدية، والنعيم السرمدي ".
(1)
وممن أشار من المفسرين إلى هذا الاستنباط السلوكي والتربوي: الرازي، وابن كثير، والبقاعي، والشوكاني، والألوسي، وابن عاشور، والعثيمين.
(2)
(1)
تفسير السعدي ص 799.
(2)
انظر: مفاتيح الغيب (28/ 97)، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (7/ 364)، ونظم الدرر (7/ 220)، وفتح القدير (7/ 8)، وروح المعاني (13/ 320)، والتحرير والتنوير (26/ 178)، وتفسير القرآن العظيم للعثيمين (7/ 1).