الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تخصيص النخيل والأعناب كونها أكثر قوت وفاكهة للعرب
.
قال تعالى: {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون 19].
• قال السمعاني رحمه الله: " وخص النخيل والأعناب بالذكر، لأنهما كانتا أكثر فواكه العرب ".
(1)
الدراسة:
استنبط السمعاني مناسبة تخصيص النخيل والأعناب بالذكر مع دخولهما في عموم الجنات، وقال إن مناسبة هذا التخصيص هو كونها أكثر فواكه العرب.
وقد أشار بعض المفسرين إلى نحو ذلك، من أن النخيل والأعناب هي أكثر فواكه العرب وأكثر قوتهم. قال أبو بكر الجزائري:" وذكر النخيل والأعناب دون غيرهما لوجودهما بين العرب، فهم يعرفونها أكثر من غيرها، فالنخيل بالمدينة، والعنب في الطائف"
(2)
.
وممن أشار إلى ذلك أيضاً: السيوطي، وابن عاشور.
(3)
وذكر بعض المفسرين وجهاً آخر وهو أن مناسبة التخصيص لما فيهما من النفع والفضيلة على سائر ما ينبت في الجنات، قال ابن القيم مبينا سبب تخصيص هاتين الفاكهتين: " خص هذين النوعين من الثمار بالذكر لأنهما أشرف أنواع الثمار
(1)
تفسير السمعاني (3/ 468).
(2)
أيسر التفاسير (3/ 510).
(3)
انظر: تفسير الجلالين (1/ 447)، والتحرير والتنوير (26/ 243).
وأكثرها نفعا فإن منهما القوت والغذاء والدواء، والشراب، والفاكهة، والحلو، والحامض، ويؤكلان رطباً يابساً، ومنافعهما كثيرة جداً ".
(1)
وممن أشار إلى ذلك أيضاً: البيضاوي، والبقاعي، والشوكاني، وأبو السعود، والشهاب الخفاجي، والشوكاني، والسعدي.
(2)
وكلا المناسبتين وارد، سواء كونه فاضلاً لنفعه، وأيضا لكونه قوت أكثر العرب فالتخصيص بالذكر لكونه الأنفع فيعظم الامتنان به، ولفضله على سائر النباتات التي في الجنات، وأيضا عندما يكون معروفا عند العرب والخلق عموما لكثرته وكونه يقتات منه، فيجتهدوا لنيل هذا النعيم مع الفارق بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، وإلا ليس في الآخرة شيء من الدنيا إلا الأسماء، حتى تدرك العقول هذا النعيم. والله أعلم.
(1)
طريق الهجرتين (1/ 549).
(2)
انظر: أنوار التنزيل (4/ 433)، ونظم الدرر (5/ 193)، وإرشاد العقل السليم (5/ 412)، وحاشية الشهاب الخفاجي (7/ 239)، وفتح القدير (6/ 162)، وتفسير السعدي (1/ 549).