الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جواز اتباع الفاضل للمفضول
.
[النحل 123].
• قال السمعاني رحمه الله: " قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} هذا دليل على أنه يجوز للفاضل أن يتبع المفضول ".
(1)
الدراسة:
لما أمر الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم عليه السلام، استنبط السمعاني جواز إتباع الفاضل للمفضول، ووجه الاستنباط أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومع هذا نجد المولى عز وجل يأمره بإتباع ملة إبراهيم عليهما السلام جميعا.
ولم يكن إتباع محمد صلى الله عليه وسلم لسيدنا إبراهيم عليه السلام إلا لسبق إبراهيم عليه السلام للقول بالحق، وتمييز الصواب، وتقدمه لمعرفة دين الإسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. قال ابن عطية: " قال ابن فورك
(2)
: وأمر الفاضل بإتباع المفضول، لما كان سابقا إلى قول الصواب والعمل به ".
(3)
(1)
تفسير السمعاني (3/ 209).
(2)
محمد بن الحسن بن فورك الأنصاري الأصبهاني، أبو بكر: واعظ عالم بالاصول والكلام، من فقهاء الشافعية، سمع بالبصرة وبغداد، وحدث بنيسابور، وبنى فيها مدرسة، كان أشعريا، بلغت تصانيفه في أصول الدين وأصول الفقه ومعاني القرآن قريبا من المئة، روى عنه الحاكم حديثا، توفي سنة 406 هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (33/ 204) والأعلام للزركلي (6/ 83).
(3)
المحرر الوجيز (4/ 210).
وممن ذكر هذا أيضا من المفسرين: الماوردي، وأبو حيان، وابن الجوزي، وابن عادل الحنبلي، ومحمد أبو زهرة، والسعدي، وغيرهم.
(1)
يؤيد هذا الاستنباط تعلم موسى وإتباعه للخضر مع تفاوت المراتب فيما بينهما، وما كان ذلك إلا لأن المفضول اختص بعلم لم يكن عند الفاضل هذا العلم، وهو علم بعض الغيب، ومعرفة بعض البواطن، لأن موسى عليه السلام لم يكن على علم واطلاع به.
(2)
(1)
انظر: النكت والعيون (3/ 219)، والبحر المحيط (5/ 447)، وزاد المسير (4/ 138)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 3269)، وزهرة التفاسير (1/ 4300)، وتفسير السعدي ص 482.
(2)
للاستزادة انظر: فتح القدير (4/ 408) وتفسير السعدي ص 482.