الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دلالة تحريم الفرح بزهرة الحياة الدنيا والركون إليها
.
قال تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد 26].
• قال السمعاني رحمه الله: " وقوله: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الفرح: لذة في القلب بنيل المشتهى، وهذا دليل على أن الفرح بالدنيا حرام منهي عنه ".
(1)
الدراسة:
عندما أتبع الحق تبارك وتعالى فرح كفار مكة بزهرة الحياة بأنه ليس في الآخرة إلا متاع فان زائل، بعدما علم أن فرحهم فرح بطر وأشر وطغيان، لا فرح تحدث بنعمة الله وإظهاراً لفضله عليهم، استنبط السمعاني أن هذا الفرح حرام منهي عنه، ووجه الاستنباط أن الله عبر عن فرحهم في دنياهم الذي أشغلهم عن أخراهم وما عنده في الآخرة ووصفه بأنه ليس إلا متاع يفنى ويذهب.
وقد وافق السمعاني جل المفسرين على هذا الاستنباط، قال الخازن في هذا الموطن من الفرح:" وفيه دليل على أن الفرح بالدنيا والركون إليها حرام ".
(2)
وممن قال بذلك أيضا: البغوي، وابن عادل الحنبلي، والنيسابوري، وحقي، وابن عاشور.
(3)
(1)
تفسير السمعاني (3/ 91).
(2)
لباب التأويل (3/ 17).
(3)
انظر: معالم التنزيل (4/ 315)، واللباب في علوم الكتاب (1/ 3076)، وغرائب القرآن (4/ 155)، وروح البيان (4/ 243)، والتحرير والتنوير (12/ 179).
وقد بين السعدي رحمه الله في كتابه تيسير اللطيف المنان نوعي الفرح المحمود والمذموم، وذكر أمثلة على ذلك، ثم قال:" فصار الفرح تبعا لما تعلق به، إن تعلق بالخير وثمراته فهو محمود، وإلا فهو مذموم ".
(1)
فيكون بعد ذلك استنباط السمعاني صحيحاً إذا كان الفرح كما هو حال كفار قريش عند فرحهم بالدنيا التي كانت سبباً في ترك ما ينفعهم في آخرتهم ومن تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك. أما الفرح بالمباحات من أمور الدنيا فلا بأس بها ما لم تشغل عن أمور الآخرة، والله أعلم.
(1)
للاستزادة انظر: تيسير اللطيف المنان (2/ 62).