‌(32) مؤلفات القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي، (ت سنة 422 ه - اصطلاح المذهب عند المالكية

‌

‌(32) مؤلفات القاضي عبد الوهاب بن نصر البغدادي، (ت سنة 422 ه

ـ).

" ألف تآليف كثيرة مفيدة في فنون العلم"(1)، ونالت مؤلفاته شهرة عند المالكية المغاربة بله المشارقة، فهو وإن كان عراقياً في مدرسته المالكية، إلا أن آراءه اتسمت بتبنيها لمبادئ وقواعد الترجيح القيروانية المصرية، ولذا فكتبه تعتبر جسراً يربط بين آراء الفرع المالكي العراقي، وترجيحات الفرع المصري القيرواني. وكان للاهتمام الذي أولاه لكتب عميد المدرسة القيروانية ابن أبي زيد في شرحيه على الرسالة والمختصر قدر كبير من العرفان لدى علماء المدرسة القيروانية، ظهر واضحاً في ترحيبهم وتقديرهم لكتب القاضي عبد الوهاب وآرائه تقديراً كان من مظاهره النقل من كتبه، والاستدلال بتوجيهاته، والأخذ بترجيحاته. بل لقد ظهر تأثير القاضي عبد الوهاب على المدرسة الأندلسية متمثلة في زعيمها أبي الوليد الباجي وكتابه المنتقى، الذي تتردد على صفحاته آراء القاضي معزوة إلى كتبه: التلقين، والإشراف، والمعونة، وشرح الرسالة (2)، وربما مال الباجي في بعض القضايا إلى ترجيح رأي

القاضي عبد الوهاب (1).

"ألف [القاضي] في المذهب، والخلاف، والأصول تواليف مفيدة"(2)، نذكر فيما يلي ما يرتبط بموضوع البحث وهي:

1 -

التلقين: وهو أشهر كتبه على الإطلاق، وأكثرها ذكراً في مؤلفات فقهاء المالكية.

والتلقين كتاب أقرب إلى الاختصار منه إلى البسط والشرح، فهو مختصر "من أجود المختصرات"(3)، "وهو على صغره من خيار الكتب، وأكثرها فائدة"(4). "يحفظه الطلبة"(5).

وكتاب التلقين فقه مذهبي، يعرض لأمهات المسائل بدون أن يتعرض لأدلتها، كما يتجنب الإكثار من التفريعات وأقوال

المذهب (1).

2 -

المعونة لدرس مذهب عالم المدينة (2)(المعونة على مذهب عالم المدينة):

"والكتاب من حيث الفقه المحرر وتنظيم الفصول، غاية في الإبداع. وكثيراً ما يكون صنيعه أن يذكر الفقه محرراً أول الباب، ثم يتبعه فصولاً يوضح ما أجمله، مع إشارته لدليل المالكية، وذكر من خالفهم، والاحتجاج عليه، فهو بالجملة ديوان فقه قيم للغاية"(3). وهذا المنهج الذي اتبعه القاضي يجعل الكتاب ديوان فقه مقارن.

3 -

الإشراف على (نكت) مسائل الخلاف (4)، من الكتب "التي يهتم بها الفقهاء في المغرب"(5)، وهو كتاب آخر للقاضي في الفقه المقارن، إلا أن منهجه في هذا الكتاب يختلف عن منهجه في

(المعونة)، كما يختلف تماماً عن منهجه في التلقين، فالإسهاب والتفصيل في المعونة يقابله في الإشراف تحرير للمسائل التي يجري فيها الخلاف بين المذاهب، ذاكراً رأي المالكية من غير تعرض لاختلاف الأقوال، ثم يعقب بآراء من خالف المالكية وما بنو عليه مخالفتهم. وبعد ذلك يعرض لأدلة المالكية نصاً كانت، أو استنباطاً وقياساً، كل ذلك في اختصار مركز غير مخل بالفحوى والمقصود. فلعل المؤلف قصد بهذا الكتاب أن يكون حلقة وصل بين التلقين والمعونة.

4 -

شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، وهو شرح "سلك فيه مسلك الإسهاب"(1)"في نحو ألف ورقة"(2). وهذا الكتاب كان مفتاح شهرة القاضي عبد الوهاب في أوساط علماء المدرسة القيروانية ومصر لما للرسالة عندهم من تقدير عظيم، فـ"الحظوة التي نالها عبد الوهاب بمصر إنما كانت بفضل شرحه للرسالة التي كان للمصريين شغف بها"(3). وقد بلغ من إعجاب المالكية بهذا الشرح أن أول نسخة منه بيعت "بمائة مثقال ذهباً"(4). وهو ثمن ضخم لكتاب حتى بمقاييس عصرنا الحاضر.

5 -

النصرة لمذهب إمام دار الهجرة. "في مائة جزء، فوقع الكتاب بخطه بيد بعض قضاة الشافعية فألقاه في النيل"(1).

6 -

الفروق (البروق) في مسائل الفقه.

7 -

أوائل الأدلة في مسائل الخلاف بين فقهاء الملة.

8 -

عيون المسائل.

ومن كتبه التي لم يكتب له إتمامها:

1 -

الممهد في شرح مختصر أبي محمد: شرح فيه اختصار ابن أبي زيد للمدونة، "صنع منه نحو نصفه"(2).

2 -

كتاب شرح المدونة.

3 -

شرح التلقين (3).