الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
مذهب المالكية: مذهب أهل المدينة، و"مذهب أهل المدينة النبوية دار السنة، ودار الهجرة، ودار النصرة .... مذهبهم في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم، أصح مذهب أهل المدائن الإسلامية شرقاً وغرباً، في الأصول والفروع"(1).
ورث الإمام مالك بن أنس (ت. 179 هـ)(2)، إمام دار الهجرة ومؤسس مدرسة المالكية، علم أهل المدينة "فلا ريب عند أحد أن مالكاً رضي الله عنه أقوم الناس بمذهب أهل المدينة رواية،
(1) ابن تيمية، أحمد، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمع وترتيب عبد الرحمن بن قاسم (20/ 294).
(2)
الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي مؤسس المذهب المالكي، أحد الأئمة الأربعة المشهورين، إمام في الفقه، وإمام في الحديث، ترجم له الكثيرون وألفت كتب خاصة بمناقبه. انظر:
- ابن عبد البر، يوسف، الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء.
- السيوطي، جلال الدين، تزيين الممالك بمناقب سيدنا الإمام مالك.
- الزواوي، عيسى بن مسعود، مناقب سيدنا الإمام مالك.
وممن ترجم له ترجمة مستفيضة:
السبتي، القاضي عياض، ترتيب المدارك، ج 1، ج 2.
ابن فرحون، إبراهيم بن علي، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، (1/ 55 - 139).
ورأياً" (1)، ضربت إليه أكباد الإبل من مشارق الأرض بل ومن أقصى المغرب.
انتشر المذهب المالكي في أنحاء المعمورة؛ بل أصبح في حياة مؤسسه - المذهب الرسمي للدولة الإسلامية في الأندلس، "فقد أخذ هشام بن عبد الرحمن بن معاوية - أمير الأندلس (2) حينئذ - جميع الناس بإلزامهم مذهب مالك، وصير القضاء والفتيا عليه، وذلك في عشرة السبعين ومائة من الهجرة في حياة مالك وقريب من موته"(3)، وتلك سمة لم تتحقق لأن من المذاهب الإسلامية الأخرى كما هو معروف في التاريخ.
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية (20/ 320).
(2)
هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، الخليفة الأموي بالأندلس، تولى بعد أبيه عبد الرحمن الداخل (ت 180 هـ).
انظر: ابن الفرضي، أبو الوليد عبد الله، تاريخ علماء الأندلس (ص 4)، الحميدي، محمد بن أبي نصر، جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (ص 10).
(3)
ترتيب المدارك (1/ 27)، الونشريسي، أحمد بن يحيى، المعيار المعرب (6/ 356)؛ (11/ 379).
قال المقدسي "كان الإسبانيون لا يعرفون إلا القرآن والموطأ، فكانوا إذا وجدوا تابعاً من أتباع مذهب أبي حنيفة أو الشافعي طردوه من إسبانيا .... "، عرنوس، تاريخ القضاء في الإسلام (ص 61).
وفي أفريقيا وطد سحنون (1) مذهب مالك فكان لا يقضى إلا به، وفي مصر أثمرت جهود ابن القاسم (2) ونظرائه في نشر المذهب، كما أينعت جهود تلاميذ مالك في العراق
…
(1) اسمه عبد السلام بن سعيد، وسحنون لقبه، درس على كبار أصحاب مالك، من أمثال علي بن زياد، وابن القاسم، وأشهب، وابن وهب، وعبد الله بن الحكم، وابن الماجشون، ومطرف، وغيرهم، لم يلق مالكاً، كان ثقة حافظاً للعلم، لم يكن بين مالك وسحنون أفقه من سحنون، انتهت إليه الرئاسة في العلم بالمغرب، وعلى قوله المعول (ت. 240 هـ).
انظر: أبو العرب، محمد بن أحمد بن تميم، طبقات علماء إفريقية وتونس (ص 184 - 187)؛ الشيرازي، أبو إسحاق، طبقات الفقهاء (ص 160)؛ المالكي أبو بكر، عبد الله بن محمد، رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية (1/ 345 - 375)؛ ترتيب المدارك (4/ 45 - 88)؛ النباهي، أبو الحسن بن عبد الله، المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا (ص 28 - 30)؛ الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (2/ 30 - 40).
(2)
ابن القاسم، عبد الرحمن بن القاسم العتقي، يكنى أبا عبد الله، توفي سنة (191 هـ)، أحد أشهر أصحاب مالك بن أنس إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق، ناشر مذهب مالك؛ وخاصة في مصر، أملى الأسدية (المدونة) فكانت "الكتاب" للمذهب شرقاً وغرباً، روايته للموطأ صحيحة، فقيه، جمع بني الزهد والعلم، هو أفقه الناس بمذهب مالك، له سماع من مالك عشرون كتاباً، وكتاب المسائل في بيوع الآجال.
انظر: الانتقاء (ص 50 - 51)؛ طبقات الفقهاء (ص 155)؛ ترتيب المدارك (3/ 244 - 261)؛ الديباج المذهب (1/ 465 - 468).