الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن عبدوس" (1).
ولا شك أن أولى "بوادر" هذا الضعف ظهرت مع هجرة القاضي عبد الوهاب بن صر إلى مصر، إلا أن هذا الضعف في هذا الجناح المالكي لم يحرم آراء المدرسة العراقية وترجيحاتها وكتبها من أن تؤدي دوراً مهماً في المذهب وآرائه وتطوره الفقهي، كما سيظهر من خلال هذا البحث إن شاء الله.
3 - المدرسة المصرية:
احتلت المدرسة المصرية برئاسة ابن القاسم مركز القيادة بين المدارس المالكية، فهي في الحقيقة "الجذع" السامق لشجرة المذهب، فعلى سماعات ابن القاسم، وما قدمه في المدونة من آراء مالك، وآرائه هو الشخصية، اعتمدت المدارس المالكية كلها بعامة، ومدرسة إفريقية والأندلس بخاصة، مع الإقرار بآراء الأصحاب الآخرين ممن يمثلون مدرسة المصريين عند المتأخرين، ويشار بهم إلى
(1) ترتيب المدارك (1/ 24).
ورد في النص "ابن عبدوس" هكذا في النسختين المطبوعتين من ترتيب المدارك، ولعل المقصود به: أبو الفصل بن عمروس: "محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمروس
…
آخر الفقهاء - يعني ببغداد على مذهب مالك - .... إليه انتهت الفتوى في الفقه بمذهب مالك ببغداد .... (توفي سنة 452 هـ) ". ترتيب المدارك (8/ 53 - 54).
"ابن القاسم، وأشهب (1)، وابن وهب، وأصبغ (2)، وابن عبد الحكم (3)، ونظرائهم"(4). على أن سماعات ابن عبد الحكم ومروياته عن مالك، وأشهب، وابن القاسم كانت لها الحظوة الأولى عند المدرسة العراقية (5)، شاركتها فيها مدونة ابن القاسم/ سحنون.
(1) أشهب بن عبد العزيز، أبو عمرو، ويقال اسمه: مسكين، وأشهب لقب، روى عن مالك والليث، تفقه بمالك، والمدنيين، والمصريين، كان فقيهاً نبيلاً، حسن النظر، من المالكيين المحققين، عدد كتب سماعه عشرون كتاباً، ألف مدونة تسمى مدونة أشهب (توفي سنة 204 هـ، وقيل: 203 هـ).
انظر: الانتقاء (ص 51 - 52)؛ طبقات الفقهاء (ص 155)؛ ترتيب المدارك 03/ 262 - 271).
(2)
"أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع
…
، رحل إلى المدينة ليسمع من مالك، فدخلها يوم مات، وصحب ابن القاسم، وأشهب، وابن وهب، وسمع منهم، وتفقه بهم
…
، كان من أفقه أهل مصر، وعليه تفقه ابن المواز، وابن حبيب
…
، كان فقيهاً نظاراً
…
، من أعلم خلق الله كلهم برأي مالك، له تواليف حسان، منها: كتاب سماعه من ابن القاسم اثنان وعشرون كتاباً
…
، توفي بمصر (سنة 225 هـ، وقيل: 224 هـ) ". ترتيب المدارك (4/ 17 - 22).
(3)
ابن عبد الحكم، عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، ولد بمصر، سمع من مالك سماعاً نحو ثلاثة أجزاء، والموطأ، ثم روى عن ابن وهب، وابن القاسم، وأشهب كثيراً من رأي مالك الذي سمعوه منه، كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، أفضيت إليه الرئاسة بعد أشهب (توفي سنة 214 هـ).
انظر: الانتقاء (ص 52 - 53)؛ طبقات الفقهاء (ص 156)؛ ترتيب المدارك (3/ 363).
(4)
مواهب الجليل (1/ 40)؛ الخرشي على خليل (1/ 48).
(5)
الانتقاء (ص 53)؛ ترتيب المدارك (3/ 364).