الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التسولي، فهو أحد العمدتين المستند عليهما في التدريس والقضاء، وارتكز عليها التكوين الفقهي في عامة أقطار المغرب العربي (1).
53 - مؤلفات المهدي الوزاني، (ت 1342 ه
ـ).
" جل المفتين والقضاة يلجئون إلى هذه التواليف،
…
، وقد ملأت المغرب فتاويه" (2).
من أشهر مؤلفاته:
1 -
المعيار الكبير، ويعرف بالمعيار الجديد، أو النوازل الجديدة الكبرى.
2 -
المنح السامية في النوازل الفقهية، ويعرف بنوازل الوزاني، أو النوازل الصغرى.
3 -
شرح العمل الفاسي.
4 -
حاشية علي شرح التاودي لتحفة ابن عاصم.
5 -
تحفة الحذاق بنشر ما تضمنته لامية الزقاق، وهي حاشية على شرح التاودي للامية الزقاق.
(1) انظر: الفكر السامي (2/ 433)؛ أعلام الفكر الإسلامي (ص 91).
(2)
الفكر السامي (2/ 318).
وبعد:
فمن الواضح للقارئ أن الكتب المعتمدة في هذا الدور فرعان رئيسان للكتب المعتمدة في الدورين السابقين:
الفرع الأول: شروح وحواشي على مختصرين معتمدين، هما: التهذيب، والرسالة.
* فطرر الأعرج، والطنجي، وشرح ابن ناجي كلها على التهذيب للبراذعي.
* وابن ناجي، والقلشاني شرحا الرسالة لابن أبي زيد القيرواني.
* والتفريغ للجلاب، شرحه ابن ناجي.
الفرع الثاني: يتشعب إلى شعبتين.
الشعبة الأولى: مختصرات تضم آراء المذهب واجتهاداته المعتمدة مستمدة من الأمهات والدواوين والمطولات المعتمدة من قبل.
* فالجامع بين الأمهات، (مختصر ابن الحاجب الفرعي)، اختصار لستين ديواناً، ويرتبط بعقد الجواهر لابن شاس، إن لم يكن اخصتاراً له، فاحتضاناً لما ينتظم ف يالعقد من فوائد (1)، واشتراكاً في الأصول.
(1) انظر: البداية والنهاية (13/ 188).
* ومختصر النيلي، اختصار للتفريع.
* ومختصر ابن عرفة، نمط فريد في منهجه الاختصاري، ويتميز باصطلاحاته، وحدوده، ومناقشاته لآراء ابن الحاجب في مختصره الفرعي.
* أما مختصر خليل فذروة منهج الاختصار للكتب المعتمدة، اعتمد في ترجيحاته آراء أربعة من أشهر علماء الدور السابق: ابن يونس، واللخمي، وابن رشد، والمازري، مع ارتباطه الوثيق بمختصر ابن الحاجب الفرعي (الجامع بين الأمهات).
الشعبة الثانية: وهي منبثقة من الأولى، وتضم شروحاً وحواشي على كل من كتاب الجامع بين الأمهات، (مختصر ابن الحاجب الفرعي)، ومختصر خليل بن إسحاق.
* فالشهاب الثاقب، وتنبيه الطالب، والتوضيح كلها شروح للجامع بين الأمهات، ويتميز التوضيح باعتماد ما شهره ابن بزيزة في مؤلفاته المعتمدة: شرح التلقي، وشرح الإرشاد.
* ونال مختصر خليل أكبر قسط من الشروح والحواشي المعتمدة، وهذه الشروح والحواشي تعتمد على ما تقدمها من كتب معتمدة، كما يرتبط متأخرها بمتقدمها اعتماداً أو نقلاً.
إذ لا ريب في أكثر هذه الشروح تداولاً واشتهاراً في الميدان العلمي المعاصر هي: مواهب الجليل لحطاب، والشرح الكبير
لدردير، وحاشيته للدسوقي، وشرح الزرقاني والحواشي التي تخدمه: بناني، والتاودي، والرهوني، وكنون.
ومواهب الجليل لحطاب عالم مكة، هو حلقة الوصل بين ما تقدمه وما جاء بعده من شروح وحواشي على المختصر، فقد اعتمد حطاب على كثير من الشروح المعتمدة السابقة له - كما نوه بذلك في مقدمته - و"استمد منه كل من شرحه [المختصر] بعده
…
، وعليه اعتمد البناني، وابن سودة [التاودي]، والرهوني، في كثير من تعقيباتهم على الزرقاني" (1).
* وبدهي أن كتب الفقه التطبيقي: الفتاوى، والقضاء، وما جرى به العمل، تعتمد في آرائها وترجيحاتها على كتب الفقه النظري المعتمدة في أدوار المذهب المختلفة.
هذا العرض لما يعتمد من كتب في دور الاستقرار، يصور مدى قوة الصلة والارتباط بينها وبين ما سبقها من كتب معتمدة في الدورين السابقين؛ إذ هو ارتباط الفروع والأغصان، بالجذع والجذور، من الشجرة المالكية الباسقة.
* * *
(1) الفكر السامي (2/ 270).