الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(33) التعليق على المدونة: لأبي عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج (ت سنة 430 ه
ـ) (1).
" كتاب جليل لم يكمل"(2)، ويبين أهمية هذا الكتاب أن مؤلفه "طارت فتاويه في المشرق والمغرب. واعتنى الناس بقوله
…
، وأخذ عنه الناس من أقطار المغرب، والأندلس" (3).
(34) الوثائق للباجي: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي، (ت سنة 433 ه
ـ) (4).
(1) موسى بن عيسى بن أبي حاج، أبو عمران الفاسي، فقيه القيروان، إمام وفقيه استوطن القيروان، كان من أحفظ الناس وأعلمهم. وحصلت له رياسة العلم. (توفي سنة 430 هـ)، انظر: جذوة المقبس (ص 338)، ترتيب المدارك (7/ 243 - 252)، الصلة (2/ 611 - 612). بغية الملتمس (ص 457)، الديباج المذهب (2/ 337 - 338)، وذكر أن اسمه "موسى أبو عمران ابن عيسى ابن أبي حجاج".
(2)
الديباج المذهب (2/ 337)، شجرة النور الزكية (ص 106).
(3)
ترتيب المدارك (7/ 245 - 246).
(4)
"أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي،
…
نبيه البيت في العلم والجلالة
…
، من أهل العلم بالحديث والرأي والحفظ للمسائل، قائماً بها، واقفاً عليها، عاقداً للشروط، محسناً لها"،
…
(ت سنة 433 هـ).
ترتيب المدارك (8/ 46)؛ وانظر أيضاً: الصلة (2/ 522 - 523)؛ البغية (ص 50)؛ نفح الطيب (2/ 414).
كان "متقدماً في علم الوثائق، وعللها، وألف فيها كتاباً حسناً، وكتاباً مستوعباً في سجلات القضاء، إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين"(1).
(1) الصلة (2/ 523).
(35)
التهذيب "تهذيب المدونة"(2) لخلف بن سعيد الأزدي، القيرواني، الشهير بالبراذعي (1)، (ت سنة 438 هـ)(2).
(2) عن مخطوطات الكتاب أورد سزكين المعلومات التالية:
"3 - "تهذيب في اختصار المدونة، لأبي سعيد خلف بن سعيد البراذعي (كان يعيش سنة 430 هـ/ 1039 م). القرويين بفاس 320 (4/ 523 هـ) انظر: Schacht في المصدر السابق (1/ 275). 321، 322 (943 هـ). 323. 324 (869 هـ). 325. 1118 (778 هـ) 1119. باريس 1051 (257 ورقة. 850 هـ). 1056. (230 ورقة. في القرن الثامن الهجري). 1053 (252 ورقة. في القرن العاشر الهجري). 1054/ 2 (الأوراق 131 - 222. في القرن السابع الهجري). سراي. أحمد الثالث 872 (270 ورقة. 842 هـ). انظر فهرس معهد المخطوطات العربية 1/ 279. والفهرس 1/ 369). تشستربتي 3952 (136 ورقة. 573 هـ). 4719 (286 ورقة. في القرن التاسع الهجري). بلدية الإسكندرية 1052 ب (243 ورقة. 836 هـ. انظر: فهرس معهد المخطوطات العربية 1/ 279). طلعت بالقاهرة. فقه مالكي 95. الأزهر 2/ 314. فقه مالكي 1654/ (244 ورقة). الإسكوريال 995 (271 ورقة. 804 هـ. انظر فايدا= Vaida، Andulus 28/68.69) الزيتونة بتونس 4/ 285 - 286. رقم 2452 - 2455. رقم جديد 1719 (210 ورقة). 1720 (177 ورقة. 879 هـ). 1991 (377 ورقة). 5671 (210 ورقة. 862 هـ). 9996 (300 ورقة. 964 هـ. انظر أيضاً: إبراهيم شبوح في: مجلة معهد المخطوطات العربية 2/ 1956/367.
(H.R.Idris.Mcli L. Mass.2 - 1957/348)
الكتاني بالرباط 834 (1/ 301 ورقة). الحمزاوية 90. اليوسفية بمراكش 35 (1/ 6) مكناس (316) ".
تاريخ التراث العربي، المجلد الأول (3/ 152 - 153).
وانظر: فهرس مخطوطات خزانة القرويين. رقم: (320، 321، 322، 323، 324، 325). (1/ 307 - 311). برقم: (1118، 1119). (3/ 214 - 215)، وانظر أيضاً في دراسات في مصادر الفقه المالكي (ص 16) المعلومات الآتية:
"1 - البراذعي: "التهذيب في اختصار المدونة" .. GAS.1470؛ مغاربة، 3126، المجلد الأول (الورقة 342)؛ المجلد الثاني (الورقة 247)؛ جلاوي 266، 593 - رباط، أوقاف 367 (الورقة 162)، 385 (الورقة 240)، 1179؛ رباط، المكتبة الملكية 1785 (المجلد الثاني)؛ مراكش، ابن يوسف 656 (انظر شخت ص 13 - 15) ".
(1)
البراذعي، خلف بن أبي القاسم الأزدي القيرواني، أبو القاسم، ويكنى أيضاً بأبي سعيد، المعروف بالبراذعي، من كبار أصحاب ابن أبي زيد والقابسي، وحفاظ المذهب المؤلفين فيه، لم تحصل له رئاسة بالقيروان، يقال: إن فقهاء القيروان أفتوا برفض كتبه، وسهل بعضهم في اختصاره للمدونة لشهرة مسائله، خرج من القيروان، واستقر بصقلية، وقصد أميرها، فحصلت له عنده مكانة، وعنده ألف كتابه المذكور (التهذيب)، وطارت كتبه بصقلية، وذكر أن المناظرة في جميع حلق بلدانها كانت بكتاب البراذعي. انظر: ترتيب المدارك (7/ 256 - 258)؛ الديباج المذهب (1/ 349 - 351)؛ شجرة النور الزكية (ص 105)؛ الفكر السامي (2/ 209 - 210)؛ تراجم المؤلفين التونسيين (1/ 102 - 104).
يقول الشيخ محمد الشاذلي النيفر: "الظاهر أن الصواب في البرادعي أنه بالدال المهملة كما في المدارك والديباج"، تراجم خليل لعظوم، والطرق التقريبية للفقيه، النشرة العلمية للكلية الزيتونية، السنة الأولى، المجلد الأول (ص 166).
تعمل دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث - دبي- على نشر هذا الكتاب الجليل، وقد صدر منه القسم الأول المشتمل على العبادات في مجلد، وتقوم الدار بإنجاز بقيته.
واعتمد كاتب البحث على الطبعة الأخيرة المحققة للمدارك والديباج حيث ورد الاسم فيها بالذال المعجمة.
(2)
(*) لم تعرف سنة وفاته، إلا أن الشيخ العابد يقول عن وفاته: "وجدت بظهر أول ورقة من كتاب التهذيب هذا: أن مؤلفه البراذعي مات بالقيروان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
…
".
فهرس مخطوطات خزانة القرويين (1/ 307). علماً بأن عياضاً ذكر ترجمة البراذعي ضمن علماء الطبقة الثامنة فيمن توفوا بعد الأربعمائة.
يقول مؤلف الكتاب مبيناً غرضه، ومنهجه في التأليف: "
…
هذا كتاب قصدت فيه إلى تهذيب مسائل المدونة، والمختلطة، خاصة دون غيرها، إذ هي أشرف ما ألف في الفقه من الدواوين، اعتمدت فيه على الإيجاز والاختصار، دون البسط والانتشار، ليكون أدعى لنشاط الدارس، وأسرع لفهمه، وعدة لتذكرته، وجعلت مسائلها على الولاء حسب ما هي في الأمهات، إلا شيئاً يسيراً، ربما قدمته، أو أخرته، واستقصيت مسائل كل كتاب فيه، خلا ما تكرر من مسائله، أو ذكر منها في غيره، فإني تركته مع الرسوم، وكثير من الآثار؛ كراهية التطويل" (1).
وليتضح للقارئ، مدى نجاح البراذعي في تطبيق هذا المنهج الذي اختطه يقدم الباحث اقتباساً من كتاب التهذيب.
"كتاب الزكاة الأول
في زكاة الذهب والورق"
"ولا زكاة في أقل من خمسين [أواق] من الفضة، وأوقية الفضة أربعون درهماً. فإذا بلغت مائتي درهم ففيها خمسة دراهم، ولا في أقل من عشرين ديناراً زكاة. وفي العشرين نصف دينار. وما زاد على
(1) وجاء في ختام كلامه: "كان الفراغ من تأليفه سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة". البراذعي، تهذيب المدونة، مقدمة الكتاب.
فهرس مخطوطات خزانة القرويين رقم 322 (1/ 310).
ذلك عشر كل منهما، ومن له مائة درهم، وتسعة دنانير قيمتها مائة درهم فلا زكاة عليها، وصرف دينار الزكاة عشرة دراهم بدينار، ويجمع بين الذهب والفضة في الزكاة، كما يجمع في زكاة الماشية الضأن إلى المعز، والجواميس إلى البقر، والبخت إلى الإبل العراب، وهي في البيع أصناف مختلفة، ومن له تبر مكسور ودنانير أو دراهم، وزن جميع ذلك عشرون [
…
] دينارً زكَّاه، ويخرج ربع كل صنف، وله أن يخرج في الزكاة عن الدنانير ورقاً كقيمتها. وقال في بابه بعد هذا: ويخرج عن الورق ورقاً أو قيمة
…
ومن تجر بعشرة دنانير فصارت عشرين زكى لتمام حول الأصل، وحول ريع المال حول أصله، كان الأصل نصاباً أم لا كولادة الماشية. قال ابن القاسم: إذا مضى لعشرة الأصل دنانير عنده حول، فأنفق خمسة، ثم اشترى بالخمسة الأخرى سلعة فباعها بخمسة عشرة فلا شيء عليه حتى يبيعها بعشرين. فإن كانت النفقة بعد الشراء، أو باع السلعة بعد ذلك بسنة، أو أقل أو أكثر، بخمسة عشر ديناراً زكى عن عشرين. قال غيره: عليه الزكاة، أنفق قبل الشراء أو بعده. وإن لم يتم حول العشرة حتى اشترى منها السلعة ثم باعها، فلا يزكي حتى يبيع بعشرين، كانت النفق قبل أو بعد، ومن باع عشرة دنانير بعد
حولها بمائتي درهم زكاها حينه، ولا يؤخر. ومن باع ثلاثين ضانية حلوباً بعد الحول قبل مجيء الساعي بأربعين من المعز، وهي من غير ذوات الدر، أو باع عشرين جاموساً بثلاثين من البقر، أو باع أربعة من البخت بخمسة من الإبل العراب فإن الساعي يأخذ منه الزكاة إذا قدم" (1).
إن مقارنة هذا الاقتباس بنص المدونة يظهر جلياً حرص المؤلف على التزام حرفي "لنص المدونة"، فيقدمها رؤوساً لمسائل مختصرة، مركزة، منظمة في تسلسلها، مرتبة في أفكارها، ترتيباً منطقياً، يجمع شتات القضية الواحدة، ولكن بأسلوب المدونة، إلا في القليل النادر، إذ يحور في الأسلوب بغية الاختصار والتركيز.
والتهذيب وإن كان اختصاراً للمدونة نفسها، إلا أن ثَمَّت من يرى أن البراذعي تابع في ذلك ومقلد لشيخه ابن أبي زيد، فهو قد "اتبع طريقة اختصار أبي محمد، إلا أنه ساقه على نسق المدونة، وحذف ما زاده أبو محمد"(2). وبتعبير آخر أعاد ترتيب مختصر ابن أبي زيد على نسق المدونة. وهذه النظرة إلى التهذيب غير مسلم بها،
(1) البراذعي، تهذيب المدونة (نسخة مصورة على ميكروفيلم، رقم 121 فقه مالكي، بمكتبة معهد البحث العلمي وإحياء التراث، جامعة أم القرى بمكة 1/ 32).
(2)
ترتيب المدارك (7/ 256).
فـ "ما ذكره من كونه تبعه غير صحيح، وكثيراً ما يختصر خلاف ما في مختصر أبي محمد مما هو معروف. وإنما هو مبين لاختصاره"(1).
إن المقارنة الواقعية بين المنهجين وتطبيقهما، تثبت أن لا تعارض بين النظرتين السابقتين، فالبراذعي: اتبع منهج ابن أبي زيد في الاختصار؛ إذ أن كلاً منهما حذف الأسئلة، والأسانيد، والآثار، والمكرر من المسائل. أما المادة العلمية فمع حرص كل منهما على استيعاب واستقصاء مسائل المدونة فقد اختلفا في عنصرين:
1 -
أسلوب عرض المادة: فابن أبي زيد عرض المادة الفقهية للمدونة بطريقة تختلف اختلافاً جذرياً عن المدونة نفسها؛ إذ أعاد كتابتها بأسلوب وعرض جديدين في سلاسة التعبير، وحبكة التفكير الفقهي، المستوعب لمعاني المسائل وتصويرها.
أما البراذعي فقد حرص كل الحرص على التمسك بألفاظ المدونة وتعبيراتها، فأعاد كتابة المدونة بنصوص المدونة نفسها، فاختصاره لا يمس نصوص المدونة إلا بما يقتضيه الاختصار، والبعد عن التكرار من تقديم وتأخير، أو تحوير.
2 -
المادة الفقهية: زاد ابن أبي زيد في مختصره زيادات
(1) كتاب الجامع في السنن والآداب
…
(مقدمة أبي الأجفان، وزميله، تعليق رقم (1) ص 46).
وإضافات إلى مسائل المدونة، بل وأشبع الزيادات في بعض الأبواب، وأضاف أبواباً لم تكن في المدونة، ولعل ما يصور حجم الزيادات في مسائل مختصر ابن أبي زيد أن عدد مسائله 50 ألف مسألة (1)، في حين أن مسائل المدونة نفسها 40 ألف مسألة، أو ما يقارب ذلك (2)، أما البراذعي فلعله فعل عكس صنيع ابن أبي زيد. فمع حذفه لكل ما رآه غير ضروري لم يزد شيئاً جديداً على المادة الفقهية الأصلية للمدونة.
يصور ذلك أن البراذعي عاد في مختصره بمسائل التهذيب إلى 36 ألف مسألة (3). فالبراذعي قدم في تهذيبه فقه المدونة خالصاً من الزيادات والإضافات، مرتباً ترتيباً منهجياً، احتفظ فيه بمنهج أستاذه ابن أبي زيد في الاختصار، ذلك المنهج الذي يعتبر ابن أبي زيد رائده، فربط بذلك بين التراث القديم الأصيل للمدونة مع المنهج الجديد المحبب عند علماء المالكية ربطاً محكماً، وهذا النجاح العلمي في الربط بين أصالة المادة واللفظ وأصالة المنهج أعطى الحياة لهذا الكتاب، فتميز باعتماده وقبوله، بل وتفضيله على مختصر ابن أبي
(1) فهرست ابن النديم (ص 284).
(2)
انظر ما تقدم عن المدونة.
(3)
معلمة الفقه المالكي (ص 307)، ويرى مؤلف المعلمة أن التهذيب اختصار لكتاب النوادر.
زيد نفسه (1)، "حتى صار كثير من الناس يطلقون المدونة عليه"(2)، أي على التهذيب، وهي منزلة لم ينلها أي مؤلف آخر من مؤلفات (3) البراذعي التي حكم عليها بالهجر والترك من علماء المذهب بالقيروان، نتيجة مواقف سياسية تعزى للمؤلف، وإنما رخصوا فقط في اعتماد مختصر المدونة (التهذيب)؛ لأن مسائله مشتهرة (4).
(1) سبب اختصار البراذعي للمدونة، وإقبال الناس على هذا الاختصار تاركين اختصار ابن أبي زيد هو "أن الطلبة طلبوا من ابن أبي زيد اختصارها [المدونة] للدرس، فاختصرها، وزاد في مختصرها زيادة من التعبية، والموازية، والواضحة، فامتنع الطلبة من درسه لما فيه من الزيادات، فبلغ ذلك أبا سعيد فاختصرها فأخرجها، وطالعها ابن أبي زيد فقال: هذا هو الذي يوافق الطلبة. ومال الناس إلى درس هذا الكتاب دون غيره من اختصار ابن عبد الحكم، واختصار أبي محمد، وغيرهما".
الهلالي، أحمد بن عبد العزيز، نور البصر شرح المختصر (ص 192).
(2)
مواهب الجليل (1/ 34).
(3)
من مؤلفات البراذعي:
1 -
اختصار الواضحة.
2 -
التمهيد لمسائل المدونة.
3 -
الشرح والتمامات لمسائل المدونة "أدخل فيه كلام شيوخها المتأخرين على المسائل". انظر: ترتيب المدارك (7/ 257)؛ الديباج المذهب (1/ 350)؛ تراجم المؤلفين التونسين (1/ 102 - 103).
(4)
ترتيب المدارك (7/ 257 - 258)؛ الديباج المذهب (1/ 350).