‌(61) مؤلفات ابن غازي، محمد بن أحمد العثماني المكناسي، (ت 919 ه - اصطلاح المذهب عند المالكية

‌

‌(61) مؤلفات ابن غازي، محمد بن أحمد العثماني المكناسي، (ت 919 ه

ـ) (1).

له "التصانيف المفيدة والعجيبة"(2)، منها:

1 -

"شفاء الغليل في حل مقفل خليل: بين فيه هفوات وقعت لبهرام، ومواضع مشكلة من المختصر، أجادها ما شاء، من أحسن الموضوعات عليه، متداول شرقاً وغربا"(3)، أبدع [فيه] بما لم يسبق إليه" (4)، "والكتاب ممتلئ علماً وأدباً وتحريراً، وفكرة وقَّادة" (5).

يقول مؤلفه: "أما بعد فإن مختصر الشيخ العلامة خليل بن إسحاق، من افضل نفائس الأعلاق، وأحق ما رمق بالأحداق،

وصرفت له همم الحذاق، ولقد عنى تلميذه الإمام أبو البقاء بهرام بحل رموزه، واستخراج كنوزه، واقتباس أنواره، واجتناء ثماره، واجتلاء أقماره بألطف عبارة، وألطف إشارة، إلى أماكن أضرب عنها صفحاً، أو لم يجدها شرحاً، فتحرك مني العزم والساكن، لتتبع تلك الأماكن، فشرحتها بهذا الموضوع بقدر الاستطاعة، وإن كنت في الحي مزجى البضاعة، وأودعته مع ذلك نكتاً جميلة، كل نكتة منها تساوي رحلة

…

، وأما ما خرج من أوهام الشارح من بعض المشروح، فلا يكون مني التنبيه عليه جنوح؛ لأن ذلك مما يطول، ويشبه الفضول" (1). "وهو كتاب جليل أثنى عليه العلماء، واعتمدوه في تدريسهم، ونقلوا عنه في مؤلفاتهم.

وممن اعتمده كثيراً، الشيخ الحطاب رحمه الله في شرح المختصر، وأثنى على صاحبه، فقال في المقدمة بعد أن ذكر شراح خليل، من المتقدمين والمتأخرين: وبقيت في الكتاب مواضع يحتاج إلى التنبيه عليها، وأماكن يتحير الطالب اللبيب لديها، فتتبع الشيخ ابن غازي رحمه الله من ذلك أماكن كثيرة، وفك مواضع من تراكيبه العيرة، فأوضحها غاية الإيضاح، وأفصح عن معانيها كل الإفصاح" (2)(3).

2 -

إتحاف ذوي الذكاء والمعرفة، بتكميل تقييد أبي الحسن، وتحليل تعقيد ابن عرفة:

الكتاب المذكور "على المدونة، كمل به تقييد أبي الحسن الزرويلي، وحل مشكل كلام ابن عرفة في مختصره"(1)، وهو "مملوء علماً، وتحصيلاً، ومعرفة، عرف بها ابن غازي، إلى تحقيقات تاريخية استطرادية مناسبة، وفتاوى تهم الباحث الدارس، وأكثر كتبه اشتملت على فوائد يندر العثور عليها في غيرها"(2)، والكتاب

…

موسوعة فقهية تدل على علم غزير، واطلاع واسع، ودقة في استنباط الأحكام" (3)(4).

3 -

نظائر الرسالة: "نظم رجزي يذكر فيه ابن غازي رحمه الله بعض مشكلات الرسالة [رسالة ابن أبي زيد]، وما تحمل بعض

ألفاظها عليه، واصطلاحاته في ذلك" (1)، "جمع فيه فوائد شريفة، ونبه فيه على نكت لطيفة، لكنه قصد الإشارة والرمز؛ بحيث لا يفهمه إلى من كانت له ممارسة للكتاب المذكور" (2)، وفي الكتاب "تظهر مهارة ابن غازي، واقتداره على نظم أدق المسائل والأحكام، والنكت الفقهية، بأوجز عبارة، وأدق لفظ

…

" (3).

"على أن منظومة النظائر، لا تأخذ قيمتها ووزنها من هذه المهارة في النظم، ولا بما نلمح فيها من نكت بديعة، وبلاغية لطيفة، وإنما تأخذ قيمتها الكبرى ما مادتها الفقهية؛ ذلك لأن نظائر ابن غازي ليس مجرد صياغة نظمية لرسالة ابن أبي زيد على بحر الرجز، ولا هي كذلك مجرد تنسيق لما في الرسالة من مسائل، بل هي استقراء دقيق لما في الرسالة من أشباه ونظائر أينما وجدت في مختلف أبوابها، ونفاذ إلى دقاقها، مع إحكام الضبط، ورسوخ الدراية بفقه المذهب في أصوله وفروعه"(4)(5).