الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقويم كتب هذه المرحلة
إن البنية الأساسية لمذهب مالك تتكون من الموطأ، ومن السماعات، (آرائه الفقهية التي يرويها تلاميذه وينقلوها عنه).
وتتعدد السماعات بتعدد التلاميذ، وتكثر بكثرتهم، إلا أن هناك بعضاً من كبار تلاميذ مالك، كان لسماعاتهم ومروياتهم الحظ الأوفر من تلقي المالكية، ممن جاء بعدهم بالقبول والاعتماد. ولعل من أشهر هذه السماعات: سماعات عبد الرحمن بن القاسم، سماعات أشهب، سماعات ابن وهب، سماعات ابن عبد الحكم، سماعات ابن الماجشون.
والكتب التي تجمع هذه السماعات كتب لا شك في اعتمادها؛ إذ هي منقولة نقل الثقة عن الإمام مالك، وقد تضم هذه الكتب اجتهاد الناقل الشخصية، تكتسب الاعتماد من الثقة بقائلها، ومدى معرفته بمذهب مالك وأصوله، ومع اعتماد هذه السماعات والكتب التي تجمعها على العموم، وأن النقل من هذه السماعات لا يكاد يخلو منها كتاب معتمد من كتب الفقه المالكي قديماً حديثاً، إلا أن اعتماد سماع صاحب معين من أصحاب الإمام قد يحظى بالترجيح والتفضيل لدى بعض المدارس دون بعض، والعكس صحيح أيضاً.
فإلى جانب الموطأ "الأصل الأول واللباب"(1) اجتبى علماء
(1) تنوير الحوالك (1/ 6).
المالكية كتباً معينة مشهورة من كتب هذه الفترة، اعتبروها زبدة آراء علمائهم، فاختصوها بمزيد الاهتمام، واتفقوا على اعتمادها مرجعاً أساساً راجحاً فيما تعرضه من آراء، وأصبحت هذه الكتب "أمهات المذهب ودواوينه"، يوجزون اعتمادهم عليها، فيرون أن الأمهات أربعة:
1 -
المدونة، 2 - والواضحة، 3 - والعبية، 4 - والموازية.
ويجعلون (الدواوين) سبعة - تجاوزاً - فيضيفون إلى الأمهات الأربع: المختلط، والمجموعة، والمبسوط، فتصبح الدواوين سبعة.
وغني عن الذكر أن المختلطة هي المدونة، أو بتعبير أدق هي المدونة قبل تنظيم سحنون لها، وهي اسم بقي علماً للأجزاء التي لم يكتب لسحنون أن يهذبها وينظمها من المدونة، فالدواوين في حقيقتها ست فقط (1).
ولا شك أن في تخصيص هذه الكتب بهذين الاسمين إشارة واضحة من علماء المذهب إلى أنها تجمع أهم السماعات المالكية، والاجتهادات لعلماء هذه المرحلة، وسيعرض الباحث هذه الكتب، وانطباعات العلماء عنها، ومدى اعتمادها لديهم:
(1) انظر: حاشية عدوي على الخرشي (1/ 38)، وانظر: السلطان عبد الحفيظ، العذب السلسبيل في حل ألفاظ خليل (ص 83).