الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
185 - باب الصَّلاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التَّشَهُّدِ
976 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنِ ابن أَبي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قال: قُلْنا أَوْ قالوا: يا رَسُولَ اللهِ أَمَرْتَنا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيكَ وَأَنْ نُسَلِّمَ عَلَيْكَ فَأَمّا السَّلامُ فَقَدْ عَرَفْناهُ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ قال: "قُولُوا اللَّهُمَّ صَل عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيتَ عَلَى إِبْراهِيمَ، وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما بارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"(1).
977 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ بهذا الحَدِيثِ قال:"صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيتَ عَلَى إِبْراهِيمَ"(2).
978 -
حَدَّثَنا محَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا ابن بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الحَكَمِ بإِسْنادِهِ بهذا، قال:"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيتَ عَلَى إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"(3).
قال أَبُو داوُدَ: رَواهُ الزُّبَيْرُ بْن عَدِيٍّ، عَنِ ابن أَبي لَيْلَى كَما رَواة مِسْعَرٌ إِلا أَنَّهُ قال:"كما صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجيدٌ وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ". وَساقَ مِثْلَهُ (4).
979 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ ح، وحَدَّثَنا ابن السَّرْحِ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ أنَّهُ قال: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ السّاعِدِيُّ أَنَّهُمْ قالوا: يا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قال: "قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْواجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كما
(1) رواه البخاري (6357، 4797)، ومسلم (406). وانظر تالييه.
(2)
انظر السابق. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(897).
(3)
انظر الحديثين السابقين.
(4)
انفرد به أبو داود معلقًا، وأصله في الصحيحين كما تقدم.
صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْواجِهِ وَذُرّيَّتِهِ كلما بارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" (1).
180 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ المجْمِرِ أَنَّ محَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ - وَعَبْدُ اللهِ بْن زَيْدٍ هُوَ الذِي أُرِيَ النِّداءَ بِالصَّلاةِ - أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأنصارِيِّ أَنَّهُ قال: أَتانا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ فَقال لَهُ بَشِيرُ بْن سَعْدٍ أَمَرَنا الله أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَمَنَّيْنا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ، ثمَّ قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"قُولُوا". فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ زادَ فِي آخِرِهِ: "فِي العالمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"(2).
181 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن يُونُسَ، حَدَّثَنا زهَيْرٌ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحاقَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْراهِيمَ بْنِ الحارِثِ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو بهذا الخَبَرِ قال:"قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ"(3).
182 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حِبّانُ بْن يَسارٍ الكِلابِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُطَرِّفٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ كَرِيزٍ، حَدَّثَنِي محَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الهاشِمِيُّ، عَنِ المُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتال بِالمِكْيالِ الأَوْفَى إِذا صَلَّى عَلَينا أَهْلَ البَيْتِ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَأَزْواجِهِ أُمَّهاتِ المُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَهْلِ بَيتِهِ كما صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ"(4).
* * *
(1) رواه البخاري (3369، 6360)، ومسلم (407).
(2)
رواه مسلم (405). وانظر ما بعده.
(3)
انظر ما قبله. وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود"(902).
(4)
رواه البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 87، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 318، والبيهقي 2/ 151، وضعف إسناده الألباني في "ضعيف أبي داود"(174).
باب الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأول (1)
[976]
(حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ) بن الحارث الحوضي (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ) بن عتيبة بفتح المثناة فوق قبل ياء التصغير الكندي (عَنِ) عبد الرحمن (ابْنِ أَبِي لَيْلَى) التابعي.
(عَنْ كعْبِ بْنِ عُجْرَة قال: قُلْنَا، أَوْ) شك من الراوي (قَالوا) لفظ مسلم، عن الحكم: سمعت ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: قد عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا"(2).
(يَا رَسُولَ اللهِ، أمرتنا)(3) وللنسائي: أمرنا الله عز وجل (4)(أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ وَأَنْ نُسَلِّمَ عَلَيْكَ) يعني في قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (5)(فَأَمَّا السَّلَامُ) عليك (فَقَدْ عَرَفْنَاهُ) فيما تقدم من التشهد، وهو السلام عليك (6) أيها النبي ورحمة الله وبركاته (فَكَيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ ) هذا سؤال من أشكل عليه كيفية ما فهم جملته، والتقدير: فكيف نتلفظ بالصلاة، وفي هذا أن من أمر بشيء لا يفهم مراده أن (7) يسأل عنه
(1) سقط من (م).
(2)
"صحيح مسلم"(406)(66).
(3)
ليست بالأصول الخطية. وأثبتها من مطبوعة "السنن" لضرورة السياق.
(4)
"سنن النسائي" 3/ 45.
(5)
الأحزاب: 56.
(6)
زاد هنا في (م): وعلى عباد الله الصالحين.
(7)
سقط من (س، ل، م).
ليعلم كيف يأتي به، ونظير هذا أن يسأل عن كل ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من الألفاظ المجملة (1) والمطلقة والعامة التي تحتاج إلى بيان وفهم المراد منها، وهذا شيء قل من يسأل عنه من حفاظ كتاب الله تعالى، بل قنعوا بالألفاظ من كتاب الله تعالى فحفظوها واستغنوا بها عن فهم المقصود منها.
(قَال: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ) احتج به الشافعي (2) وأحمد (3) على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير؛ لأن الأمر للوجوب، وهذا القدر لا يظهر الاستدلال به إلا إذا ضم إليه الرواية الأخرى، وهي: كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد" إلى آخره (4). وهذِه الزيادة صحيحة، رواها الإمامان الحافظان أبو حاتم بن حبان بكسر الحاء البستي، والحاكم أبو عبد الله في "صحيحيهما" كذا نسبه النووي (5) إليهما وعزاه شيخنا ابن حجر (6) أيضًا إلى الدارقطني (7)
(1) في (ص، س): المحتملة.
(2)
"الأم" 1/ 228 - 229.
(3)
"الإنصاف" 2/ 116.
(4)
أخرجه ابن حبان في "صحيحه"(1959)، والحاكم في "المستدرك" 4/ 268 من حديث أبي مسعود الأنصاري.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(5)
"شرح النووي على مسلم" 4/ 124.
(6)
"التلخيص الحبير" 1/ 473.
(7)
"سنن الدارقطني" 1/ 354 - 355.
وابن خزيمة (1)، وإذا ثبت بهذين الحديثين الوجوب وقد اشتملا على ما لا يجب بالإجماع كالصلاة على الآل والذرية والدعاء فلا يمتنع الاحتجاج بهما فإن الأمر للوجوب، وإذا خرج بعض ما تناوله الأمر (2) عن (3) الوجوب بدليل بقي الباقي على الوجوب الأصلي، وحكى الجرجاني في "الشافي" قولًا أنها ليست ركنًا في الصلاة، واختاره من أصحابنا ابن المنذر والخطابي، كذا نقله القاضي عياض في "الشفاء" (4) (وَآلِ مُحَمَّدٍ) المستحب أن يقال: وعلى آل محمد، وصحح في "الكفاية" أن إعادة "على" واجبة احتج به لأحد قولي الشافعي (5) أن الصلاة على الآل واجبة؛ لأن لفظ الأمر يشملها، والأمر للوجوب، والثاني لا يجب، قال النووي في "التنقيح": إن التفرقة بينهما في الوجوب مع الحديث الصحيح فيها نظر، وآل محمد هم بنو هاشم وبنو المطلب، وقيل: كل مسلم. واختاره في "شرح مسلم"(6)، وقيل: آل بيته. وقيل: أتباعه.
واختلف النحويون هل يضاف الآل إلى المضمر، فذهب النحاس والزبيدي والكسائي (7) إلى أنه لا يضاف فلا يقال: اللهم صل على
(1)"صحيح ابن خزيمة"(711).
(2)
من (س، ل، م).
(3)
في (م): على.
(4)
2/ 63 - 62.
(5)
"المجموع" 3/ 466.
(6)
4/ 124.
(7)
في (ص): النسائي.
محمد وآله، بل يقال: وآل محمد. كما في الحديث.
(كمَا صَلَّيتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) وحكى ابن الرفعة: أن الإتيان بقوله كما صليت على إبراهيم يجب، وآل إبراهيم: إسماعيل وإسحاق وأولادهما. قاله الزمخشري (1). وخص إبراهيم بالذكر لأن الصلاة من الله تعالى هي الرحمة ولم تجمع الرحمة والبركة لنبي غيره، قال الله تعالى:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} (2) فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إعطاءنا (3) ما تضمنته هذِه الآية (4) مما سبق إعطاؤه لإبراهيم، ويدل على الإشارة بهذِه الآية اتفاق آخرها (5) مع آخر التشهد في قوله: حميد مجيد، ورواية النسائي من رواية ابن أبي ليلى أيضًا:"قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد"(6).
(اللهم بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ) البركة هي الثبوت والدوام من قولهم: برك البعير إذا ثبت (7) ودام، أي: أدم شرفه وكرامته وتعظيمه (وَعلى آلِ مُحَمَّدٍ) كذا للنسائي وغيره (كمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ) زاد النسائي والحاكم (8): (وعلى آل إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ) أي محمود وهو الذي تحمد أفعاله
(1)"الكشاف" 1/ 383.
(2)
هود: 73.
(3)
في (ص): إعطاء.
(4)
في (ل): الأمة.
(5)
في (ص، س): أحدهما.
(6)
"سنن النسائي" 3/ 47.
(7)
زاد في (م): أي و.
(8)
"المجتبى" 3/ 47 - 48، "المستدرك" 3/ 148.
(مَجِيدٌ) بمعنى الماجد، وهو من كمل في الشرف والكرم والصفات المحمودة.
[977]
(حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا شعْبَةُ (1) بهذا الحَدِيثِ) و (قَال) فيه (صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى (2) إِبْرَاهِيمَ) اختلف أرباب المعاني في فائدة قوله (كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) على [تأويلات أظهرها](3): أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ذلك لنفسه وأهل بيته ليتم (4) النعمة والبركة عليهم كما أتمها على إبراهيم وآله، وقيل: بل سأل ذلك لأمته ليثابوا على ذلك. وقيل (5): ليبقى له ذلك دائمًا إلى يوم الدين، ويجعل له به (6) لسان صدق في الآخرين كما جعله لإبراهيم.
[978]
(حَدَّثَنَا) أبو كريب (مُحَمَّدُ بْنُ العَلَاءِ، حَدَّثَنَا) محمد (ابْنُ بِشْرٍ) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (7)، ابن الفرافصة بن المختار العبدي الكوفي أحد علماء الحديث، روى الكديمي (8) عن أبي نعيم (9) قال:
(1) في (ص، س): شيبة.
(2)
زاد في (م): آل.
(3)
في (ل): تأويلان أظهرهما.
(4)
في (ص): أن يتم. وفي (س، م): لتعم.
(5)
من (ل، م).
(6)
من (ل، م).
(7)
في (ص): المو حدة.
(8)
في (م): الكريمني.
(9)
في الأصول الخطية: كريم. والمثبت من "تهذيب الكمال" و"السير".
لما خرجنا في جنازة مسعر جعلت أتطاول في المشي فقلت: [تروكي](1) يسألوني عن حديث مسعر، فذاكرني محمد بن بشر بحديث مسعر فأغرب علي سبعين حديثًا لم يكن عندي منها إلا حديث واحد (2).
(عَنْ مِسْعَرٍ) بكسر الميم، ابن كدام الهلالي الكوفي، عن الحكم بن عتيبة (بِإِسْنَادِهِ) المتقدم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (بهذا (3)، وقَال) فيه (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) رواية النسائي: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم (4). كما سيأتي للمصنف.
(كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) قيل: المجيد الكريم الفعال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال سمي مجيدًا.
(اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ (5) إِبْرَاهِيمَ) وآل الشخص أهله وذريته (6)، وقد يطلق على أهل (7) تبعًا، وأصله عند بعضهم أول تحركت الواو وفتح ما قبلها فقلبت ألفًا مثل قال (إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
(قَال المصنف: رَوَاهُ الزُّبَيْرُ بْنُ عَدِيٍّ) الهمداني اليامي قاضي الري
(1) في (ص): ترد من. وفي (ل): يروني.
(2)
"تهذيب الكمال" 24/ 523. و"سير أعلام النبلاء" 9/ 266.
(3)
من (ل، م).
(4)
"سنن النسائي" 3/ 49.
(5)
سقط من الأصل، (س).
(6)
في (س، ل، م): ذو قرابته.
(7)
في (ص): أهله.
(عَن) عبد الرحمن (ابْنِ أَبِي لَيلَى كَمَا رَوَاهُ مِسْعَرٌ) عن الحكم (إِلَّا أَنَّهُ قَال: كَمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ (1) إبراهيم) قال ابن الأثير في "شرح مسند الشافعي": هذِه الرواية جاءت على قياس من قال: إن الصلاة لا تختص بالنبي صلى الله عليه وسلم وجواز إطلاقها على غيره من أصحابه وأمته.
قال: والأحسن أن يقال: إنه أراد في هذِه الرواية بآل إبراهيم من كان فيهم من الأنبياء، فإن (2) أولاد إبراهيم وأولاد أولاده أكثرهم أنبياء.
قال: وأكثر الروايات (3) وأتمها رواية الشافعي؛ لأنه قال في الصلاة: كما صليت على إبراهيم وعلى آل إِبْرَاهِيمَ [وقال في البركة كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم](4).
(إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ) فأتى في هذِه الرواية بالواو، عوضًا عن اللهم في الرواية قبلها (عَلَى مُحَمَّدٍ. وَسَاقَ) الحديث (مِثْلَهُ) أي: مثل ما تقدم.
[979]
(حَدَّثَنَا القَعْنَبِيّ، عَنْ مَالِكٍ، وَحَدَّثَنَا) أحمد بن عمرو (ابْنُ السَّرْحِ، أَخْبَرَنَا) عبد الله (بْنُ وَهْب، أَخْبَرَنِي مَالِك، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) الأنصاري المدني (عَنْ أَبِيهِ) أبي بكر، يقال: هو اسمه وكنيته أبو محمد النجاري.
(عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيمٍ الزُّرَقِيِّ أَنَّهُ قَال: أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيدٍ) عبد الرحمن
(1) سقط من الأصل، (س).
(2)
في (م): قال.
(3)
في (ص، س): الناس.
(4)
من (ل، م).
ابن سعد بن (1) المنذر وقيل: اسمه أبو حميد بن (2) المنذر (السَّاعِدِيُّ).
(أَنَّهُمْ قَالوا: يَا رَسُولَ اللهِ كيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ) يعني في الصلاة كما تقدم في رواية ابن حبان (3) والحاكم (4).
(قَال: قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ) استدل به طائفة من العلماء على أن آل محمد أزواجه وذريته ووجهه أنه أقام الأزواج والذرية مقام آل محمد كما تقدم في الرواية قبلها.
(كمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ) فإن قيل: لم خصَّ إبراهيمَ وآله بالتشبيه دون غيرهم؟ فالجواب: بأنه سمانا المسلمين من قبل فله علينا منة عظيمة، فأمرنا بالمجاراة بتخصيص التشبيه به في رواية وبآله في رواية أخرى بقصد الدعاء بأن يتم البركة لمحمد وآله كما أتمها الله على إبراهيم وآله.
(وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ كمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ) في العالمين كما سيأتي في الرواية التي بعدها (إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) لا يخفى ذكر مناسبة هذين الاسمين والختم بهما؛ لأن ذلك كإقامة الدليل بهذين الوصفين على استحقاق هذِه الصلاة التي تقربت بها إليه من أولها إلى آخرها.
[980]
(حَدَّثَنَا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نُعَيْمِ) بضم النون مصغر (بْنِ
(1) من (ل، م).
(2)
من (م).
(3)
"صحيح ابن حبان"(1959).
(4)
"المستدرك" 1/ 267.
عَبْدِ اللهِ المُجْمِرِ) بضم الميم وسكون الجيم وكسر الميم (1) الثانية، وبالراء، هو مولى عمر بن الخطاب، التابعي (2)(أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ و) والده (عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ هُوَ الذِي أُرِيَ) بضم الهمزة وكسر الراء وفتح الياء (النِّدَاءَ) بالنصب مفعول ثانٍ، والأول هو النائب عن الفاعل (بِالصَّلَاة) في النوم كما تقدم في الأذان (3) (أَخْبَرَهُ) رواية النسائي: أخبراه (4).
(عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ) عقبة بن عمرو البدري، منسوب إلى نزوله ببدر لا إلى حضور الوقعة (الأَنْصَارِيّ أَنَّهُ قَال: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) ونحن (فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ) بن دليم (5) الأنصاري سيد الأنصار، أحد النقباء الاثني عشر.
(فَقَال لَهُ (6) بَشِيرُ) بفتح الباء (7) الموحدة، وكسر الشين المعجمة (بْنُ سَعْدٍ) والد النعمان بن بشير رضي الله عنهما (أَمَرَنَا اللهُ) تعالى (أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ) بقوله تعالى {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (8)(يَا رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ ) في الصلاة، قال:(فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) سكوتًا طويلًا (حَتَّى تَمَنَّينَا أَنَّهُ
(1) من (م).
(2)
من (م).
(3)
سبق برقم (498).
(4)
في المطبوع من "المجتبى"، والنسائي: أخبره.
(5)
في (ص): دلهم.
(6)
سقط من (م).
(7)
ليست في (ل، م).
(8)
الأحزاب: 56.
لَمْ يَسْأَلْهُ) هذا السؤال، ومعنى "تمنينا": كرهنا سؤاله مخافة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كره سؤاله وشق عليه.
(ثُمَّ قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) كيفيته (أن تقُولُوا فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ) وذكره مسلم والنسائي بلفظ: "فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على (1) إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على (2) آل إبراهيم"(3)(فِي العَالمِين) كذا في مسلم (4)(إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) والسلام كما قد (5) علمتم (6)، يعني في التشهد، وهو: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
[981]
(حَدَّثَنَا أَحْمَدُ) بن عبد الله (بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيرٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (7)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ) التيمي المدني أبو عبد الله الفقيه.
(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ) والد عبد الله بن زيد الذي أُري الأذان.
(عَنْ) أبي مسعود (عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو) البدري الأنصاري (بهذا الخَبَرِ
(1) من (ل، م).
(2)
من (ل، م).
(3)
"صحيح مسلم"(405/ 65)، و"المجتبى" 3/ 45 بلفظ:"كما صليت على آل إبراهيم" بدل: "كما صليت على إبراهيم".
(4)
السابق.
(5)
من (م).
(6)
زاد في (س، ل، م): انتهى.
(7)
زاد في (ل، م): قال.
قَال: قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ) الذي (1) لا يكتب ولا يحسب، أراد أنه على أصل ولادة أمه من جهة عدم تعلم الكتابة والحساب، فهو على جبلته الأولى (وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ) كما تقدم.
[982]
(حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حِبَانُ) بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة (بْنُ يَسَارٍ) بالمثناة تحت والمهملة (الْكِلَابِيُّ) بكسر الكاف وتخفيف اللام نسبة إلى كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قبيلة معروفة (حَدَّثَنِي أَبُو مُطَرِّفٍ عُبَيدُ اللهِ) بالتصغير (بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ) بالتصغير (بْنِ كرِيزٍ) بفتح الكاف وكسر الراء، وبعد المثناة زاي الخزاعي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(2)، قال (3)(حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ) بن عبد الله بن عباس (الْهَاشِمِي) أبو الخلفاء أخرج له مسلم (عَن) نعيم (4) بن عبد الله (الْمُجْمِرِ) بضم الميم، وسكون الجيم، ويقال: بفتح الجيم وتشديد الميم. والأول أكثر، كان أبو عبد الله يجمر (5) المسجد أي: يبخره عند قعود عمر بن الخطاب على المنبر، فالمجمر [نعت لأبيه] (6) واشتهر (7) به نعيم حتى قيل: نعيم المجمر.
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَكْتَال بِالْمِكْيَالِ) بكسر
(1) سقط من (س، ل، م).
(2)
7/ 146.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (ص، س): محمد.
(5)
في (ص، س): مجمر.
(6)
بياض في (ص، س).
(7)
في (ص، س، ل): استشهد.
الميم وهو ما يكال به (الأَوْفَى) أي: أوفى الكيل وأوسعه وافيًا على التمام (إِذَا صَلَّى عَلَينَا أَهْلَ) بالنصب على الاختصاص والمدح أي أخص، وبالجر (1) بدل من الضمير في علينا (الْبَيْتِ) فيه استحباب الصلاة على أهل البيت عن أم سلمة، أن (2) النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليًّا وفاطمة والحسن والحسين فجللهما بكساء ثم قال:"اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرًا"(3)، وفي "صحيح مسلم": عن زيد بن أرقم (4): "أذكركم الله في أهل بيتي" ثلاث مرات، فقيل لزيد: من أهل بيته؟ [أليس نساؤه من أهل بيته؟ ](5) فقال: بلى، إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم عليه الصدقة بعده هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس. قال: أكل هؤلاء حرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم (6).
(فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ) قال الإسنوي: قد اشتهر زيادة (سيدنا). قبل (7)(محمد) عند أكثر المصلين، وفي كون ذلك أفضل من تركها [فيه نظر، و](8) في حفظي قديمًا أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام بناه على أن الأصل (9) سلوك الأدب، أم امتثال الأمر، فعلى
(1) في (ص): بالرفع. وفي (س، ل، م): بالنصب. والمثبت هو الصواب.
(2)
في (ص، س): عن.
(3)
أخرجه أحمد 6/ 292. وفيه: "فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا".
(4)
من (س، ل، م).
(5)
من (س، ل، م).
(6)
"صحيح مسلم"(2408)(36).
(7)
من (م).
(8)
في (م): نظرت.
(9)
في (ل، م): الأفضل.
الأول يستحب دون الثاني؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "قولوا اللهم صل على محمد" انتهى. وأكثر الأحاديث سلوك الأدب أولى؛ [كقول أبي](1) بكر حين أمره أن يثبت مكانه: ما كان ينبغي لابن أبي قحافة أن يتقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)، وكقول علي لما أمره أن يمحو في صلح الحديبية محمدًا رسول الله: لا أمحو اسمك أبدًا (3).
(وَأَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ) فيه استحباب الدعاء للمشايخ وزوجاتهم، وتعظيم الزوجات واحترامهن كما (4) في أمهاته اللاتي ولدنه (وَذُرِّيَّتِهِ) الذرية اسم يجمع نسل الإنسان من ذكر وأنثى وإن سفل (وَأَهْلِ بَيْتِهِ كمَا صَلَّيتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) فيه ما تقدم.
* * *
(1) في (ص، س): لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي.
(2)
سبق تخريجه في باب (التصفيق في الصلاة).
(3)
أخرجه البخاري (2705)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
(4)
من (س، ل، م).