الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
228 - باب الإِمَامِ يُكَلِّمُ الرَّجُلَ فِي خُطْبَتِهِ
1091 -
حَدَّثَنا يَعقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطاكِيُّ، حَدَّثَنا مَخْلَدُ بْن يَزِيدَ، حَدَّثَنا ابن جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جابِرٍ قالَ: لَمَّا اسْتَوَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الجُمُعَةِ قَالَ: "اجْلِسُوا". فَسَمِعَ ذَلِكَ ابن مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بابِ المَسْجِدِ فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "تَعالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ".
قَالَ أَبُو داوُدَ: هذا يُعْرَفُ مُرْسَلًا إِنَّما رَواهُ النَّاسُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَخْلَدٌ هُوَ شَيْخٌ (1).
* * *
باب الإمام يكلم الرجل في خطبته
[1091]
(حدثنا يعقوب بن كعب) الحلبي (الأنطاكي) قال ابن الأثير في "اللباب في معرفة الأنساب": هو بفتح الهمزة [وسكون النون](2) نسبة إلى بلدة أنطاكية من الشام، وإلى الدواء المسهل الذي يقال له الأنطاكي وهو السقمونيا (3).
(حدثنا مخلد بن يزيد) القرشي مولاهم الحراني، أخرج له الشيخان (حدثنا) عبد الملك (بن جريج، عن عطاء، عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما.
(1) أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"(1780)، والبيهقي في "الكبرى" 3/ 205، والحاكم في "المستدرك" 1/ 283 من طريق آخر عن ابن عباس قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وقال الألباني في "صحيح سنن أبي داود"(1001): حديث صحيح.
(2)
سقط من (م).
(3)
"اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 90.
(قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: استقر (يوم الجمعة) يعني: على المنبر (قال: أجلسوا) يحتمل أنه لما استقر قائمًا مستويًا على المنبر قاموا له إعظامًا فقال لهم (1): اجلسوا لا تفعلوا كما تفعل الأعاجم. ويدل على قيامهم رواية الترمذي عن ابن مسعود قال (2): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا (3). لكنه ضعيف.
(فسمع ذلك عبد الله بن مسعود) وكان آتيًا إلى المسجد، أو كان قد قام مع من قام (فجلس) مع من جلس (على) المكان الذي كان فيه عند (باب المسجد) [فتكون (على) بمعنى (عند) كقوله تعالى:{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (4)] (5) والإتيان بفاء التعقيب يدل على المبادرة إلى الجلوس.
وفيه أن فعل الأمر يدل على الفور، فلهذا لا يؤخر الجلوس إلى أن ينتهي في مشيه إلى أن يدنو من الخطيب، بل يجلس في المكان الذي سمعه فيه.
(فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم) لما جلس، لأنه كان تجاهه كما تقدم.
(فقال) بعد أن شرع في الخطبة عقب أمرهم بالجلوس (تعال) بفتح
(1) من (م).
(2)
من (م).
(3)
"سنن الترمذي"(509). قال أبو عيسى: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء. وقال الدارقطني في "العلل"(774): لا يصح.
(4)
الرعد: 6.
(5)
سقط من (م).
اللام، وأصله أن الرجل الذي في المكان العالي ينادي السافل فيقول: تعال، ثم كثر حتى استعمل بمعنى هلم مطلقًا، سواء كان موضع المنادي أعلى أو أسفل [أو مساويًا] (1) فهو في الأصل (2) بمعنى: خاص ثم استعمل في معنى عام.
(يا (3) عبد الله بن مسعود) يجوز في (عبد) الضم على أصل النداء، والفتح [اتباعًا لـ (ابن)](4)؛ لأن المنصوب بعده، والرجل الذي ذكره المصنف في التبويب هو ابن مسعود، واستدل به على جواز كلام الخطيب في أثناء الخطبة، وقد وردت فيه أحاديث، واختلف فيه الأئمة، قال البيهقي: أختلفوا في أن الخطيب أو المستمع هل له أن يتكلم بما يعنيه في حال الخطبة أم لا على قولين: أحدهما: يحل ما لم يقل لغوًا.
والثاني: لا يحل، وبه قال أبو حنيفة (5). انتهى (6).
والأول هو الصحيح عند الشافعية (7).
(قال المصنف: هذا) الحديث (يعرف مرسل) بالرفع (8) يجوز أن
(1) سقط من (م).
(2)
في (م): الأسفل.
(3)
في (ص، س، ل): حدثنا. والمثبت من "السنن".
(4)
في (ص، س، ل): اتباع لأن.
(5)
انظر: "المبسوط" للسرخسي 2/ 46 - 47.
(6)
"مختصر الخلافيات" للبيهقي 2/ 340.
(7)
"الأم" 1/ 345.
(8)
زاد في (م): بما.
يكون بدل اشتمال من [الضمير النائب](1) عن الفاعل، والنصب على الحال وجه، ثم بين الإرسال الذي ذكره فقال: وجهه (إنما رواه الناس) الثقات من أصحاب ابن جريج أو عطاء.
(عن عطاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم) ولم يذكروا في روايتهم جابرًا ثم قال: (ومخلد) بن يزيد الحراني (2)(شيخ) أي: يعتبر بحديثه، وقد احتج به الشيخان في صحيحيهما، لكن قال الإمام أحمد: كان يهم (3). فعلى هذا يكون اتصاله شاذًّا؛ لأن المقبول وهو مخلد خالف من هو أولى منه عند المحدثين، وأما على الأصح عند الفقهاء والأصوليين فالحكم للاتصال.
(1) في (م): التأنيث.
(2)
في (ص، س، ل): الجزري. والمثبت من "تهذيب الكمال" 27/ 343 - 344، و"الكاشف" 2/ 249.
(3)
"الجرح والتعديل" 8/ 347، و"تهذيب الكمال" 27/ 345.