الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
254 - باب ما يُقْرَأُ فِي الأَضْحَى والفِطْرِ
1154 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدِ المازِنِيِّ، عَنْ عْبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ سَأَلَ أَبا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ ماذا كانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأَضْحَى والفِطْرِ قَالَ: كانَ يَقْرَأُ فِيهِما {ق وَالْقُرْآنِ} و {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} (1).
* * *
باب ما يقرأ في الأضحى والفطر
[1154]
(حدثنا) عبد الله بن محمد (القعنبي، عن مالك، عن ضمرة بن سعيد المازني) أخرج له مسلم (عن عبيد الله)(2) بالتصغير (بن (3) عبد الله بن عتبة بن مسعود) الهذلي، وهو ولد أخي عبد الله بن مسعود، أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة، وأحد أعلام التابعين.
(أن عمر بن الخطاب سأل أبي واقد) الحارث بن عوف (الليثي) قيل: إنه شهد بدرًا، وكان معه لواء بني ليث (ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في) صلاتي (الأضحى والفطر؟ ) قال عياض: سؤال عمر أبا واقد، ومثل عمر لم يخف عليه هذا، فلعله اختبار له هل حفظ ذلك أم لا أو (4) يكون قد دخل عليه شك [أو نازعه غيره ممن سمعه يقرأ](5) في ذلك بـ {سَبِّحِ} والغاشية، فأراد عمر الاستشهاد عليه بما سمعه أيضًا أبو واقد (6).
(1) رواه مسلم (891).
(2)
في (م): عبد الله.
(3)
في (م): عن.
(4)
في (ص، س): و.
(5)
سقط من (م).
(6)
"إكمال المعلم" 3/ 304.
(قال: كان يقرأ فيهما بقاف) قراءة الجمهور، بجزم الفاء، وقرأ الحسن بكسر الفاء؛ لأن الكسر أخو الجزم.
قال الفراء: كان يجب أن يظهر الإعراب في (ق)؛ لأنه اسم جبل محيط بالسماوات والأرض من زمرد، وليس بحرف هجاء، وقال: لعل القاف ذكرت من اسمه كقول القائل: قلت لها قفي، فقالت:(ق)(1).
[(2) وقيل: قا. بحذف الفاء، لعل صوابه بحذف حركة الفاء يعني: بسكون الفاء. هكذا في "الإتقان".
قال أبو حيان في "شرح التسهيل" في إعراب أسماء السور: ما سمي بجملة منها تحكى نحو {قُلْ أُوحِيَ} (3) و {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} (4) والفعل لا ضمير فيه أعرب إعراب ما لا ينصرف، إلا ما في أوله همز وصل فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء في الوقف، فتقول: قرأت اقتربة، وفي الوقف اقتربه (5) أما الإعراب؛ فلأنها صارت أسماء والأسماء معربة، إلا لموجب بناء وأما قطع همزة الوصل؛ فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها، وإنما قلب تائها (6) هاء فلأن ذلك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء؛ وأما كتبها هاء فلأن الخط تابع للوقف غالبًا. وما سمي منها باسم فإن كان من حروف الهجاء، وهو
(1)"معاني القرآن" للفراء 3/ 75.
(2)
من هنا سقط من (ل، م).
(3)
الجن: 1.
(4)
النحل: 1.
(5)
في (ص، س): اقتربت. والمثبت من "الإتقان".
(6)
في (ص، س): قلت لأنها. والمثبت من "الإتقان".
حرف واحد وأضيف إليه سورة فعند ابن عصفور أنه موقوف. وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان الوقف والإعراب. أما الأول: ويعبر عنه بالحكاية؛ فلأنها حروف مقطعة فتحكى كما هي، وأما الثاني: فعلى جعله اسمًا لحروف الهجاء، وعلى هذا يجوز صرفه بناء على تذكير الحروف ومنعه بناء على تأنيثه، وإن لم يضف إليه سورة لا لفظًا ولا تقديرًا، فلك الوقف والإعراب مصروفًا وممنوعًا (1). انتهى] (2).
وقيل: {ق} (3) قسم باسم وهو أعظم الأسماء التي خرجت إلى العباد وهو القدير، وأقسم بعده بقوله:{وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} (4).
(و) سورة (اقتربت الساعة وانشق القمر) اختصت قراءته بهما لما فيهما من ذكر النشور وشبهه بخروج الناس للعيد، كما قال (5):{يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} (6)، وقوله:{ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} (7) والصدر عن المصلى لرجاء الغفران والسرور بالعيد كالصدر بالمحشر إلى الجنة مغفورًا لهم، وفي سماعه لهما دليل على [جهره بالقراءة](8) فيهما، ولا خلاف في ذلك.
(1) انظر: "الإتقان في علوم القرآن" 1/ 157 - 158.
(2)
إلى هنا انتهى السقط من (ل، م).
(3)
من (ل، م).
(4)
ق: 1.
(5)
سقط من (م).
(6)
القمر: 7.
(7)
ق: 42.
(8)
في (م): هجر القراءة.