الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَفْرِيعُ أَبْوابِ الجُمُعَةِ
209 - باب فَضْلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ الجُمُعَةِ
1046 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الهادِ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيه، وَفِيهِ ماتَ وَفِيهِ تَقُومُ السّاعَةُ، وَما مِنْ دابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنَ السّاعَةِ إِلَّا الجنَّ والإنْسَ، وَفِيهِ ساعَةٌ لا يُصادِفُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّه حاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيّاها". قال: كَعْبٌ ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ. فَقُلْتُ: بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. قال: فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْراةَ فَقال: صَدَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم. قال أَبُو هُرَيْرَةَ: ثمَّ لَقِيت عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلامٍ فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبٍ فَقال عَبْدُ اللهِ بْن سَلامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ ساعَةٍ هِي. قال أَبُو هُريرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي بِها. فَقال عَندُ اللهِ بْنُ سَلامٍ: هِيَ آخِرُ ساعَةٍ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ. فَقُلْتُ: كَيْفَ هِيَ آخِرُ ساعَةٍ مِنْ يُوْمِ الجُمُعَةِ وَقَدْ قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يُصادِفُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي". وَتلْكَ السّاعَةُ لا يُصَلَّى فِيها؟ . فَقال عَبْدُ اللهِ بْن سَلامٍ: أَلمْ يَقُلْ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ فَهُوَ فِي صَلاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ". قال: فَقُلْت: بَلَى. قال: هُوَ ذاكَ (1).
1047 -
حَدَّثَنا هارُون بْن عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابِرٍ، عَنْ أَبِي الأشعَثِ الصَّنْعانِيِّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قال: قال رَسُول اللهِ
(1) رواه الترمذي (491)، والنسائي 3/ 113، وأحمد 2/ 486.
وصححه الألباني في "المشكاة"(1359).
وروى مسلم بعضه في (854).
- صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكثِرُوا عَليَّ مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ". قال: قالوا: يا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ يَقُولُونَ: بَلِيتَ. فَقال: "إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسادَ الأَنْبِياءِ"(1).
* * *
باب تَفْرِيعُ أَبْوَابِ الجُمُعَةِ
[1046]
(حَدَّثَنَا) عبد الله بن مسلمة (الْقَعْنَبِيُّ) أخرج له الشيخان (عَنْ مَالِكٍ [عَنْ يَزِيدَ) من الزيادة (بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الهَادِ) شيخ البخاري.
(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ) بن الحارث التميمي القرشي] (2) المدني (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ) عبد الله على الأصح (ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوف الزهري (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ) فيه فضيلة يوم الجمعة ومزيته على غيره من أيام الأسبوع [لأن فيه الساعة المستجاب فيها الدعاء](3)، وفيه دليل لمسألة غريبة نفيسة وهي (4) لو قال لزوجته: أنت طالق في أفضل الأيام، وفيها وجهان لأصحابنا أحدهما وهو الأصح: تطلق يوم عرفة، والثاني: يوم الجمعة، وهذا إذا لم يكن له نية، فأما إذا أراد أفضل أيام السنة فيتعين [يوم عرفة، وإن أراد أفضل
(1) رواه النسائي 3/ 91، وأحمد 4/ 8.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1527).
(2)
سقط من (م).
(3)
سقط من (م).
(4)
في الأصل: هو.
أيام الأسبوع فيتعين] (1) الجمعة (2)، ورواية البزار:"سيد الأيام يوم الجمعة"(3). وللطبراني: "سيد الأيام عند الله تعالى يوم الجمعة"(4).
(يَوْمُ)[خبر المبتدأ](5)(الْجُمُعَةِ) بضم الجيم والميم، وبفتح الميم وإسكانها ثلاث لغات، و [كان يسمى](6) في الجاهلية يوم العروبة [وبالإسكان قرأ الأعمش في الآية](7) ومعناه اليوم المبين (8) بالتعظيم من أعرب إذا بين، وسميت جمعة لاجتماع الناس فيها (فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام وَفِيهِ أُهْبِطَ) من الجنة.
قال القاضي عياض (9): الظاهر أن هذِه القضايا المعدودة (10) فيه ليست لذكر فضيلتها؛ لأن ما وقع فيه من هبوط آدم من الجنة وقيام الساعة كما سيأتي لا يعد في الفضائل، وإنما هو على تعداد القضايا، وتعظيم ما وقع فيه وحدث ويحدث من الأمور العظام، فبحسب ذلك يكون العبد مستعدًّا فيه متأهبًا بالأعمال الصالحة لرحمة (11) من الله
(1) من (ل، م).
(2)
انظر: "روضة الطالبين" 8/ 125، و"مغني المحتاج" 3/ 315.
(3)
"مسند البزار"(3738).
(4)
"المعجم الكبير"(5/ 33 رقم 4511) بلفظ: "إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله من يوم الأضحى".
(5)
سقط من (م).
(6)
في (ل، م): كانت تسمى.
(7)
سقط من (م).
(8)
في (ص، س، ل): المبتدأ.
(9)
"تحفة الأحوذي" 2/ 613.
(10)
في (ص، س، ل): المتعددة. والمثبت من (م) و"تحفة الأحوذي".
(11)
سقط من (م).
تعالى تناله [أو خطيئة ترفع](1) عنه.
(وَفِيهِ تِيبَ) بكسر المثناة أوله مبني للمفعول كما في (أهبط) قبله، وهو من التوبة، وقوله (فيه) أي: في ساعة منه تاب الله فيها على آدم عليه السلام، فمن صادف هذِه الساعة يسأل الله تعالى إياها أعطاه حاجة (2) وتاب (عَلَيهِ) وفيه أن من كان له إلى الله حاجة وأراد إجابتها فليتحرى أوقات مظان الإجابة كما في هذِه الساعة في الجمعة، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول الغيث، والتقاء الجيوش، والثلث الأخير أو الأوسط [ونحو ذلك](3).
(وَفِيهِ) أي: في ساعة منه (مَاتَ) آدم عليه السلام، فيه أن من مظان أوقات الإجابة الأوقات التي مات فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد الأنبياء والمرسلين، وكذا (4) الساعة التي مات فيها العلماء الصالحون، فمن كان حاضرًا عند موت أحد (5) منهم فليجتهد في الدعاء في ختم أعماله بالصالحات الحسنى ونحو ذلك (وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ) لم يذكر قيام الساعة لوقت فضيلتها كما تقدم عن عياض.
(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ) من دواب الأرضين (6) السبع، والظاهر أنه يدخل فيه
(1) في (ص، ل): أو مصيبة تدفع.
(2)
من (ل، م).
(3)
من (م).
(4)
في (م): كذلك.
(5)
في (م): واحد.
(6)
في (م): الأرض.
الطير الذي يطير بين السماء والأرض وينزل إلى الأرض يمشي عليها، وكذا (1) دواب البحار السبع، والأنهار العظام والصغار، وقد تدخل فيه الملائكة الذين يهبطون إلى الأرض ويمشون عليها، والملائكة الذين في السبع الطباق وغيرهم.
(إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ) بضم الميم وكسر السين (2) المهملة وبعد المثناة التحتانية خاء معجمة. قال ابن الأثير: ويروى بالصاد (3) وهو الأصل (4). ومعناه: مستمعة منصتة. أي: مقبلة على الخوف في ذلك اليوم جميعه [من الإصاخة، وهي الإصغاء إلى استماع الصوت، وأبدل من الصاد سينًا لقرب المخرج (5).
(مِنْ (6) حِينَ تُصْبِحُ) إلى حين تمسي، وهي مستمرة على ذلك في كل يوم جمعة (حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ) من مغربها (شَفَقًا) أي: إشفاقًا والشفق والإشفاق الخوف، يقال: أشفقت أشفق إشفاقًا: إذا خفت من الموت وقيام الساعة ونحوها، وبالهمزة أوله هي اللغة العالية، وحكى ابن دريد: [شَفِقْت بكسر الفاء أشفَق بفتحها شَفَقًا (7). والحديث يعضد
(1) في (م): كذلك.
(2)
من (م).
(3)
في (ص، ل): مقدار ثلاث كلمات بياض.
(4)
"النهاية في غريب الحديث"(سيخ).
(5)
بياض في (ص، س)، وكتب في (ل): .... أرجح من .... على الأصح قال السيخ من تبدل هل
…
أربعة أحرف منها الخاء.
(6)
سقط من (م).
(7)
"النهاية في غريب الحديث"(شفق).
رواية ابن دريد] (1) وقد تكون (2) في الحديث بهذا اللفظ.
(مِنَ) قيام (السَّاعَةِ) وهذا الحديث يدل على أن للحيوانات وغيرها من الدواب عقولًا يدركون بها الأمور المستقبلة، وقد يخالف هذا ما قاله أصحابنا وغيرهم أن الهرة ونحوها من الدواب لا تضرب على فساد إلا في (3) حال إفسادها، وأما بعده في وقت آخر فلا، يعني: لأنها ليس لها عقل تدرك به أن هذا الضرب لما تقدم من الفساد، وقد يؤخذ من خوفها من القيامة أنها تحشر يوم القيامة، ويؤخذ للجماء من القرناء كما في الحديث، ويدل عليه قوله تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ} ثم قال: {إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (4).
(إِلَّا الجِنُّ وَالإِنْسُ) بالرفع فيهما، والظاهر أن المراد بالإنس والجن الأكثر (5)، فإن الأنبياء أوالمرسلين والصحابة والصديقين والصالحين] (6)، الذين أيقظهم الله تعالى من الغفلة وأسكن الخوف المستقر (7) في قلوبهم في يوم الجمعة وغيرها من [هول المطلع](8) وأهوال يوم القيامة والوقوف بين يدي الله تعالى.
(1) من (ل، م).
(2)
في (ص، س): تكرر.
(3)
سقط من (م).
(4)
الأنعام: 38.
(5)
في (ص، س): ما عدا الأنبياء.
(6)
في الأصول: والمرسلون والصحابة والصديقون والصالحون. ولعل المثبت الصواب.
(7)
في (م): المستمر.
(8)
بياض في (ص، س).
(وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا) كذا في "مسند الشافعي"(1) ورواية في (2)"الموطأ"(3).
ورواية مسلم: "لا (4) يوافقها"(5) والمصادفة والموافقة سواء (عَبْدٌ مُسْلِمٌ) مؤمن (وَهُوَ يُصَلِّي) رواية مسلم: "قائم يصلي"(6). قال القاضي عياض: اختلف السلف في وقتها، وفي معنى "يصلي"، فذهب بعضهم إلى أنها بعد العصر إلى الغروب، ومعنى "يصلي" عند هؤلاء يدعو، ومعنى "قائم" ملازم ومواظب، مثل قوله تعالى:{إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} (7) أي: ملازمًا له في الطلب.
وذهب آخرون إلى أنها من (8) وقت [قيام الإمام إلى وقت تمام الصلاة، وذهب آخرون إلى أنها في وقت قيام](9) الصلاة نفسها من حين تقام إلى حين تتم. والصلاة عند هؤلاء على ظاهرها (10).
(يَسْأَلُ اللَّه) تعالى (حَاجَةً) إطلاقه يشمل حوائج الدنيا والآخرة (إِلَّا
(1)"مسند الشافعي" 1/ 72.
(2)
من (م).
(3)
"الموطأ"(241).
(4)
من (م)، و"صحيح مسلم".
(5)
"صحيح مسلم"(852)(14).
(6)
"صحيح مسلم"(852)(14).
(7)
آل عمران: 75.
(8)
في (ص، س): في.
(9)
ساقطة من (م).
(10)
"عون المعبود" 3/ 373.
أَعْطَاهُ (1) إِيَّاهَا) [وفي رواية للترمذي: "ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه منه](2)(3) ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" كما في رواية مسلم (4)، وله: "ما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال (5): "يقول: قد دعوت فلم أر (6) يستجب (7) لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" (8).
(قَال كَعْبٌ) الأحبار كذا في "الموطأ"(9) وهو كعب بن مايع (10) بكسر المثناة التحتانية وبالعين المهملة، وهو من حمير أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، أسلم في زمن عمر بن الخطاب مات بحمص في خلافة عثمان.
(ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ) كذا (11) في "الموطأ"(12)، وفيه عن أبي هريرة قال: خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار، فجلست معه، فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت: قال
(1) زاد في (م): الله.
(2)
سقط من (م).
(3)
"جامع الترمذي"(3339).
(4)
"صحيح مسلم"(2735)(92).
(5)
من (م)، و"صحيح مسلم".
(6)
من (س، ل)، و"صحيح مسلم".
(7)
في (س، ل): مستجب. وفي "صحيح مسلم": يستجيب.
(8)
"صحيح مسلم"(2735)(92).
(9)
"الموطأ"(241).
(10)
كذا في الأصول الخطية، وهو خطأ، والصواب: ماتع. وانظر ترجمته في "الإكمال" 7/ 159، و"تهذيب الكمال"(4980).
(11)
من (س، ل، م).
(12)
"الموطأ"(241).
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة
…
" الحديث (1). قال كعب: [ذلك في](2) كل سنة يوم.
(فَقُلْتُ: بَلْ (3) فِي كُلِّ جُمُعَةٍ) يوم (قَال: فَقَرَأَ كعْبٌ) الأحبار (التَّوْرَاةَ) فيه جواز النظر في التوراة والقراءة منها إذا صدقت النية.
(فَقَال: صَدَقَ رسول الله صلى الله عليه وسلم) ثم (قَال أَبُو هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللِه بْنَ سَلَامٍ) بتخفيف اللام الحبر العالم، ورواية مالك:"فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين أقبلت؟ فقلت: من الطور. فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت [(فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي] (4) مَعَ كعْب) الأحبار وما حدثته في يوم (5) الجمعة. كذا "للموطأ" (6).
(فَقَال عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ)[علقت عن العمل فيها](7)(قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةُ] بالرفع (8)؛ لأنها (أي) الموصولة اتصل بها هاء التأنيث الذي في (ساعَةٍ) و (هِيَ) خبر المبتدأ، والعلم وقع بالجملة الموصولية (9).
(فقَال أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَأَخْبِرْنِي بِهَا. فَقَال عَبْدُ الله بْنُ سَلَامٍ)
(1) سقط من (م).
(2)
من (م)، و"الموطأ".
(3)
في (ص، س): بلى. والمثبت من (م)، و"الموطأ"، وبياض في (ل).
(4)
في (ص، س): فحدثني. والمثبت من (ل، م)، و"الموطأ"، و"سنن أبي داود".
(5)
من (ل، م)، و"الموطأ".
(6)
"الموطأ"(241).
(7)
سقط من (م).
(8)
سقط من (م).
(9)
في (م): صفة له.
بالتخفيف كما تقدم.
(هِيَ آخِرُ سَاعَةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ) وهذا لم يقله عن رأي بل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما روى ابن ماجه عن عبد الله بن سلام.
قال المنذري: وإسناده على شرط الصحيح (1) قال: قلت -ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس-: إنا لنجد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله فيها شيئًا إلا قضى له حاجته. قال عبد الله: فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض ساعة، فقلت: صدقت أو بعض ساعة. قلت: أي ساعة هي (2)؟ قال: آخر ساعات (3) النهار (4).
(فَقُلْتُ: كَيفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَقَدْ قَال رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلم: لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلَّى فِيهَا) للحديث المتفق عليه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس (5)(فَقَال عَبْدُ اللِه بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلم: مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ) أي: يكتب له أجر المصلي حتى يصلي. يوضحه ما رواه المصنف ومسلم: "لا يزال العبد [في صلاة ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة، والملائكة تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى] (6) ينصرف أو يحدث" قيل: وما يحدث؟ قال: "يفسو أو
(1)"الترغيب والترهيب"(1150).
(2)
من (م)، و"سنن ابن ماجه".
(3)
في (م): ساعة من.
(4)
"سنن ابن ماجه"(1139).
(5)
أخرجه البخاري (581)، ومسلم (826)(286) من حديث ابن عباس.
(6)
من (ل، م) ومصادر التخريج.
يضرط" (1). وفي رواية لمالك موقوفًا: [فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة (2).
(حَتَّى يُصَلِّيَ، قَال) أبو هريرة ([فَقُلْتُ: بَلَى] (3). قَال) عبد الله بن سلام (هُوَ ذَاكَ) وهذا الحديث رواه الترمذي وقال: صحيح، ورواه النسائي بطوله، وحديث ابن ماجه الذي هو على شرط الصحيح فيه حجة للقول بأنها آخر ساعة بعد العصر كما سيأتي (4).
[1047]
(حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللِه) [بن مروان البغدادي الجمال، أخرج له مسلم.
(حَدَّثَنَا حُسَيْنُ (5) بْنُ عَلِيِّ) بن الوليد الجعفي من الأبدال (عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (6) بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ) الأزدي (7) الداراني (عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ) شراحيل بفتح الشين المعجمة وكسر الحاء المهملة، ابن آدة بفتح الهمزة وتشديد الدال، وآدة بالمد وتخفيف الدال (الصَّنْعَانِيِّ) أخرج له مسلم والأربعة.
(1) أخرجه مسلم (649)(274)، وأبو داود (471).
(2)
"الموطأ"(383).
(3)
سقط من (م).
(4)
سبق تخريجه.
(5)
في الأصول الخطية: حسن. خطأ. وهو الحسين بن علي بن الوليد الجعفي، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال"(1324)، و"الكاشف"(1098).
(6)
سقط من (م).
(7)
في (م): الأنصاري.
(عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ) الثقفي، وقيل: ابن أبي أوس. نزل الشام [ومات بها، وقبره بها](1).
(قَال: قَال رَسُولُ اللِه صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنْ (2) أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ) هذِه الرواية تدل على أن تقدير الرواية المتقدمة: إن من خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة (فِيهِ خُلِقَ آدَمُ)[وفيه دخل الجنة، وفيه خرج منها](3)(وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ) في الصور، زاد أحمد في رواية رجال إسناده رجال الصحيح:"فيه البعثة، وفيه البطشة"(4)(وَفِيهِ الصَّعْقَةُ) يعني: عقب النفخة، فإن الله تعالى ذكره بفاء التعقيب في قوله تعالى:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} (5)، وهذِه الصعقة من شدة فزعهم، ولهذا جاء في الآية الأخرى:{فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} (6).
(فَأَكثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ)[أي في يوم الجمعة، وكذا في ليلته بقوله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة](7)، فمن صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشرًا". رواه البيهقي (8) بإسناد جيد.
(1) سقط من (م).
(2)
من (م) و"السنن".
(3)
سقط من (م).
(4)
أخرجه أحمد 2/ 311 بلفظ: "
…
وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة .. ".
(5)
الزمر: 68.
(6)
النمل: 87.
(7)
سقط من (م).
(8)
"السنن الكبرى" 3/ 249.
(فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ) في قبري (قَالوا: يَا رَسُولَ الله، وَكيفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيكَ وَقَدْ أَرَمْتَ) قال المنذري (1): أرمت بفتح الراء وسكون الميم.
قال في "النهاية": بوزن (2) ضربت وأصله أَرْمَمْتَ يعني بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الميم الأولى [فنقلت فتحة الميم الأولى إلى الراء](3) فحذفت إحدى الميمين كما قالوا: ظَلْتُ (4) أفعل كذا في أظَلَلَتُ وأحست في أحسست (5). يقال: أرم المال والبنون إذا فنوا، وقيل: أرْمَتَّ يعني (6) بفتح الميم وتشديد التاء.
قال الحربي: كذا يرويه المحدثون ولا أعرف وجهه، والصواب أَرَمَتْ بفتح الهمزة والراء والميم وسكون التاء فتكون التاء لتأنيث العظام أو رَمِمْتَ يعني بكسر الميم الأولى وسكون الثانية. أي: صرت رميمًا، وقيل: إنما هو أرْمَتَّ بسكون الراء وتشديد التاء على أنه أدغم إحدى الميمين في التاء. وهذا قول ساقط؛ لأن الميم لا تدغم في التاء أبدًا، وقيل: يجوز أن يكون أُرِمْتَ بضم الهمزة بوزن (7) أُمِرْتَ من قولهم: أَرَمِتِ الإبل تأرم إذا تناولت العلف وقطعته من الأرض (8).
(1) ضبطه المنذري (أَرِمْتَ) بكسر الراء في "مختصر سنن أبي داود" 2/ 4.
(2)
في (ص): تورمت. والمثبت من (س، ل، م) و"النهاية".
(3)
سقط من (م).
(4)
في (س، ل): ظللت. وفي (م): أظلت.
(5)
"النهاية في غريب الحديث"(رمم).
(6)
من (س، ل، م).
(7)
في (م): يوالي.
(8)
"النهاية في غريب الحديث"(رمم).
قال: (يَقُولُونَ) معناه (بَلِيتَ) وأصل هذِه الكلمة من رمّ الميت [وأرم إذا بلي](1) والرمة: العظم البالي، والفعل الماضي من أرم للمتكلم والمخاطب أرممت بإظهار التضعيف، وكذلك كل فعل مضعف فإنه يظهر فيه التضعيف معهما (2) تقول في شد: شددت، وفي أعد: أعددت، وإنما يظهر التضعيف؛ لأن تاء المتكلم والمخاطبة متحركة ولا يكون ما قبلها إلا ساكنًا، وإذا سكن ما قبلهما (3) وهو الميم الثانية التقى ساكنان، ولا يجوز تحريك الثاني؛ لأنه وجب (4) سكونه لأجل تاء المتكلم والمخاطب (5) فلم يبق إلا تحريك الأول، وحيث حرك جاء التضعيف.
والذي جاء في هذِه الرواية بميم واحدة، فإن صحت الرواية ولم تكن محرفة، فلا يمكن تخريجه (6) إلا على لغة بعض العرب كما تقدم، فإن الخليل زعم أن ناسًا من بني وائل يقولون: ردَّتُ ورَدَّتَ يعني: بتشديد الدال والتاء للمتكلم والمخاطب، كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول التاء، فيكون لفظ الحديث أرَمَّتَ بتشديد الميم وفتح التاء (7).
(فَقَال: إِن اللَّه تعالى حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ)"أن تأكل" كما في رواية
(1) سقط من (م).
(2)
في (ص، س، ل): معها. والمثبت من (أ) و"النهاية".
(3)
في (ص): قبلها. والمثبت من (س، ل، م) و"النهاية".
(4)
في (ص، س): وقت. والمثبت من (ل، م)، و"النهاية".
(5)
سقط من (م).
(6)
في (م): تحركه.
(7)
"النهاية في غريب الحديث"(رمم).
النسائي (1)(أَجْسَادَ الأَنبِيَاءِ) عليهم الصلاة والسلام؛ لأنهم أحياء في قبورهم [وهم يصلون فيها](2) ألا ترى إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة الإسراء ببيت المقدس، والصلاة لا تحصل إلا بالحياة، واستدل بذلك بعض المتأخرين كما حكاه الزركشي على أن مقابر الأنبياء لا تكره الصلاة عليها، بل تجوز (3)؛ لأن علة الكراهة النجاسة، وهي منتفية فيهم. ثم (4) قال: وهذا بخلاف مقابر غيرهم من الناس فإنها إذا كانت طاهرة كرهت الصلاة فيها، وإن كانت نجسة حرمت وبطلت.
قلت: ومما يستبنى على (5) تحريم الأرض أجسادهم ويخالفون فيها غيرهم من الناس أن قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تحرم عمارتها بغير الشيد والحجر أبدًا، بخلاف غيرهم، فإن من انمحق جسمه حرم عمارة قبره، وتسوية ترابه في المقابر المسبلة، وكذا نبش قبور الأنبياء، [لا يجوز بحال](6) وأما غيرهم ممن بلي جسمه وصار ترابًا جاز نبشه، ويرجع في ذلك إلى أهل الخبرة.
* * *
(1)"المجتبى" 3/ 91.
(2)
سقط من (م).
(3)
هذا كلام ابن السبكي في "التوشيح".
واعترض عليه الزركشي فقال: تجويز الصلاة في مقبرة الأنبياء ذريعة إلى اتخاذها مسجدًا. وجاء النهي عن اتخاذ مقابر الأنبياء مساجد، وسد الذرائع مطلوب. أ. هـ. انظر:"مغني المحتاج" 1/ 203، و"حاشية الجمل" 2/ 510.
(4)
"أسنى المطالب شرح روضة الطالب" 1/ 174.
(5)
زاد في (ص، س): عدم.
(6)
من (س، ل، م).