الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
240 - باب تَخَطِّي رِقابِ النَّاسِ يَوْمَ الجُمُعَةِ
1118 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنا بِشْرُ بْن السَّرِيِّ، حَدَّثَنا مُعاوِيَةُ بْنُ صالِحٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ قَالَ: كُنّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ صاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الجُمُعَةِ فَجاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النّاسِ يَوْمَ الجُمُعَةِ والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ"(1).
* * *
باب تخطي رقاب الناس يوم الجمعة
[1118]
(حدثنا هارون بن معروف) أبو علي (2) الخزاز الضرير شيخ مسلم (حدثنا بشر) بالشين المعجمة (ابن السري) البصري الأفوه الواعظ (حدثنا معاوية بن صالح) الزاهري.
(عن أبي الزاهرية) حدير بضم الحاء المهملة وفتح الدال وبالراء مصغر ابن (3) كريب الشامي تابعي.
(قال: كنا مع عبد الله بن بُسر) بضم الموحدة وسكون المهملة (صاحب النبي صلى الله عليه وسلم) لفظ النسائي: كنت جالسًا إلى جانبه (4)(يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس) جمع رقبة، ويشبه أن يراد بها الذات كما في عتق الرقبة، يستثنى من التخطي ما إذا كان [إمامًا،
(1) رواه النسائي 3/ 103، وأحمد 4/ 188. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1024).
(2)
سقط من (م).
(3)
من (س، ل، م).
(4)
"المجتبى" 3/ 103.
وأما إذا كان] (1) بين يديه فرجة لا يصل إليها إلا بالتخطي، قال في "المُهَذب": إن كان (2)[لا يصل إلى الصف إلا بأن](3) يتخطى رجلًا أو رجلين [لم يكره](4) لأنه يسير (5)(فقال عبد الله بن بسر رضي الله عنهما: جاء رجل ليتخطى رقاب الناس يوم الجمعة) وفي كل صلاة جماعة
(والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب) يعني (6): في أثناء خطبته.
(فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس) استدل به أصحاب مالك (7) ومن تبعهم على عدم جواز تحية المسجد للداخل في الخطبة؛ لأنه قال له: اجلس، ولو كانت التحية مستحبة لأمره بها وقال: صل ركعتين كما قال لسليك الغطفاني.
ويشبه أن يكون هذا الحديث محمولًا على من صلى تحية المسجد قبل أن يتخطى، ثم تخطى ليجلس بالقرب من الإمام، ويسمع صوته ويشاهده، ويحتمل أن [يكون المراد](8) اجلس بعد التحية وترك ذكرها؛ لأنه كان معهودًا عندهم.
(فقد آذيت) بمد الهمزة أي: آذيت نفسك وآذيت المصلين.
(1) من (س، ل، م).
(2)
من (م).
(3)
في (م): لا يصف الان بأن.
(4)
سقط من (م).
(5)
"المهذب" 1/ 114.
(6)
سقط من (م).
(7)
"الاستذكار" 5/ 50 - 52.
(8)
في (س، ل، م): يراد.
وفي (1) الحديث "كل مؤذ في النار"(2)، وفي هذا وعيد شديد لمن يؤذي الناس في الدنيا بعقوبة النار [في الآخرة](3) لا سيما المصلين.
وقيل: المراد به كل مؤذ (4) من السباع والهوام في النار، يجعل فيها عقوبة لأهلها، وزاد في رواية:"آذيت وآنيت"(5) بمد الهمزة. أي: أخرت المجيء وأبطأت فيه، ومنه قيل للمتمكث (6) في الأمور: مُتَأنٍ. وقال (7): (آنيت) وأنَّيت بالتشديد بمعنى واحد. واستدل ابن المنذر بهذا الحديث على تحريم التخطي (8).
وقال في "الروضة" في كتاب الشهادات: إنه المختار؛ للأحاديث الصحيحة (9).
(1) زاد في (م): كل.
(2)
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 297، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 38/ 353.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (س): مولود.
(5)
أخرجه ابن ماجه (1115)، وأحمد 4/ 190، وابن خزيمة (1811)، وابن حبان (2790).
(6)
في (ص): للمتثبت. وفي (س، ل، م): للمتيلث. والمثبت من "غريب الحديث" لابن سلام 1/ 75، و"شرح سنن أبي داود" للعيني 4/ 463.
(7)
سقط من (م).
(8)
"الأوسط" لابن المنذر 4/ 94.
(9)
"روضة الطالبين" 11/ 224.