الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
252 - باب تَرْكِ الأَذَانِ فِي العِيدِ
1146 -
حَدَّثَنا محَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا سُفْيانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عابِسٍ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ ابن عَبَّاسٍ أَشَهِدْتَ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: نَعَمْ وَلَوْلا مَنْزِلَتِي مِنْهُ ما شَهِدْتُهُ مِنَ الصِّغَرِ فَأَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم العَلَمَ الذِي عِنْدَ دارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ فَصَلَّى، ثُمَّ خَطَبَ وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلا إِقامَةً قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِالصَّدَقَةِ - قَالَ -: فَجَعَلَ النِّسَاءُ يُشِرْنَ إِلَى آذانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ قَالَ: فَأَمَرَ بِلالًا فَأَتَاهُنَّ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1).
1147 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاوُسٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى العِيدَ بِلا أَذانٍ وَلا إِقامَةٍ وَأَبا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَوْ عُثْمانَ شَكَّ يَحْيَى (2).
1148 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَنَّادٌ - وهذا لَفْظُهُ - قالا: حَدَّثَنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ سِماكٍ - يَعْنِي: ابن حَرْبٍ -، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا مَرَّتَيْنِ العِيدَيْنِ بِغَيْرِ أَذانٍ وَلا إِقامَةٍ (3).
* * *
باب ترك الأذان في العيد
[1146]
(حدثنا محمد بن كثير) العبدي (أنا سفيان)[بن سعيد](4) الثوري (عن عبد الرحمن بن عابس) بعين مهملة وبعد الألف جاء (5) موحدة وسين مهملة بن ربيعة الغطيفي [بضم الغين المعجمة](6)، وقال
(1) رواه البخاري (863).
(2)
رواه ابن ماجه (1274)، وأحمد 1/ 227. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (1041).
(3)
رواه مسلم (887).
(4)
من (ل، م).
(5)
من (ل، م).
(6)
سقط من (م).
البخاري: النخعي الكوفي (1). من تابعي الكوفيين وثقاتهم غريب (2) الحديث.
(قال: سأل (3) رجل) (4) عبد الله (بن عباس رضي الله عنهما أشهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم) بوب عليه البخاري باب خروج الصبيان إلى المصلى أي: في الأعياد وإن لم يصلوا.
(ولولا منزلتي منه) لفظ البخاري: ولولا مكاني من الصغر (5)(ما شهدته) أي: ما (6) حضرته [من الصغر](7) والضمير في منه يعود على غير مذكور، ومشى بعضهم على ظاهر السياق فقال: إن الضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: لولا منزلتي من النبي صلى الله عليه وسلم ما شهدت معه العيد.
قال ابن بطال: خروج الصبيان إلى المصلى إنما هو (8) إذا كان الصبي يضبط نفسه عن اللعب ويعقل الصلاة ويتحفظ مما يفسدها انتهى (9).
وفيه نظر؛ لأن مشروعية إخراج الصبيان إلى المصلى إنما هو للتبرك وإظهار شعار الإسلام بكثرة من يحضره؛ ولذلك شرع للحيض.
(فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم) بفتحتين (10) وهو الشيء الشاخص الذي جعل علامة لمكان المصلى [يعرف بها](11) مثل أعلام الحرم المضروبة
(1)"التاريخ الكبير" 5/ 327.
(2)
في (س، م): عزيز.
(3)
في (م): سألت.
(4)
بياض في (م).
(5)
"صحيح البخاري"(977).
(6)
سقط من (س، ل، م).
(7)
من (م).
(8)
زاد في (ل، م): فيما.
(9)
"شرح صحيح البخاري" 2/ 568.
(10)
و (11) سقط من (م).
لمعرفة الحدود (الذي) كان (عند دار كثير بن الصلت) بن معدي كرب الكندي، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه عمر (1) كثيرًا (2)[وكانت داره عند قبلة المصلى للعيدين وكانت كبيرة](3) وكان اسمه (4) قليلًا، وهو أخو زبيد (5) بن الصلت. وهو (6) العلم الذي وضع لتعريف مكان المصلى ذكر على سبيل التقريب (7) للسامع، وإلا فدار كثير بن الصلت محدثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم قريبًا (فصلى) صلاة الأضحى، أو الفطر (ثم خطب ولم يذكر أذانًا ولا إقامة).
[وللنسائي: فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة (8)](9).
وروى ابن أبي شيبة من طريق يحيى القطان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال لابن الزبير: لا تؤذن لها [ولا تقم](10)(11) وقال مالك في "الموطأ": سمعت غير واحد من علمائنا يقول: لم يكن في الفطر ولا الأضحى نداء ولا إقامة منذ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم، وتلك السنة لا اختلاف فيها عندنا (12).
لكن روى الشافعي عن الثقة، عن الزهري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) سقط من (م).
(2)
من (ل، م).
(3)
و (4) سقط من (م).
(5)
في (ص): زيد. والمثبت من (س، ل، م)، و"الاستيعاب"(2176)، و"الإصابة" 8/ 222.
(6)
في (م): وهذا.
(7)
في (م): التقدير.
(8)
"المجتبى" 3/ 186.
(9)
ساقطة من (ص).
(10)
سقط من (م).
(11)
"مصنف ابن أبي شيبة"(5710).
(12)
"موطأ مالك"(425).
يأمر المؤذن في العيدين فيقول: الصلاة جامعة (1). وهذا مرسل يعضده القياس على صلاة الكسوف، قال الشافعي: فإن قال: هلموا إلى الصلاة لم أكرهه، فإن قال: حي على الصلاة أو غيرها من ألفاظ الأذان كرهت ذلك (2).
(قال) ابن عباس (ثم أمر (3) بالصدقة قال (4) فجعلن) بالنون (النساء) كذا في أكثر النسخ، وفي نسخ البخاري وهو على لغة أكلوني البراغيث، وفي بعضها: فجعل (يشرن) على اللغة المشهورة، يشرن بضم أوله وكسر ثانيه (إلى آذانهن) بالمد جمع أذن (وحلوقهن) أي: يهوين كما في البخاري: بأيديهن إلى آذانهن يخرجن الأقرطة منهن، وإلى حلوقهن يخرجن السخاب وهي القلادة التي تكون من سك (5) وغيره من الطيب، وليس فيها شيء من الجوهر، وقيل: إنه القلادة من الخرز تلبسها الجواري.
(قال: فأمر بلالًا فأتاهن) فيه أن الإذن في مخاطبة النساء في الموعظة أو الحكم أن لا يحضر (6) من الرجال إلا من تدعو الحاجة (4) إليه من شاهد ونحوه؛ لأن بلالًا كان خادم النبي صلى الله عليه وسلم. وأما ابن عباس فقد تقدم أن ذلك كان بسبب صغره.
(ثم رجع) بما ألقي في ثوبه (إلى النبي صلى الله عليه وسلم)(7) وتخصيص بلال
(1) و (2)"الأم" 1/ 391 - 392.
(3)
في (م): أمرن.
(4)
سقط من (م).
(5)
في (ص): مسك. والمثبت من (س، ل، م)، و"لسان العرب"(سخب).
(6)
في (ص، س): يخص. والمثبت من (ل، م).
(7)
أخرجه البخاري (7325)، وأحمد 1/ 368.
بالأخذ من النساء هنا، وفي ارتفاعه للأذان وهو مظنة نظره إلى عورات البيوت منقبة عظيمة فيه؛ لما علمه النبي صلى الله عليه وسلم منه من الأمانة الشديدة؛ ولهذا شرع في المؤذن أن يكون أمينًا، وكذا في عامل الصدقة.
[1147]
[(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى) بن سعيد القطان (عن) عبد الملك (بن جريج، عن الحسن بن مسلم) بن نياق بكسر النون وتخفيف التحتانية، آخره قاف (عن طاوس، عن) عبد الله (بن عباس) رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة) يدل على أن صلاة العيدين ليست بواجبة (وأبا بكر وعمر بن الخطاب أو عثمان شك يحيى) القطان](1).
[1148]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وهناد) بن (2) السري (وهذا لفظه، قالا: حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم الحنفي (عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة)[(قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم](3) غير مرة ولا مرتين العيدين) (4) عيد الأضحى وعيد الفطر (بغير أذان ولا إقامة) بل يقال: الصلاة جامعة كما تقدم قبله، ويقال: الصلاة جامعة في النوافل التي شرعت لها الجماعة كالخسوف والكسوف والاستسقاء والتراويح، ولا يقال في الجنازة؛ لأنهم حاضرون.
(1) أخرجه ابن ماجه (1274)، وأحمد 1/ 227. قال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1041): حديث صحيح رجاله رجال البخاري.
(2)
و (3) سقط من (م).
(4)
في (ص، س، ل): العيد. والمثبت من (م)، و"السنن".