الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
108 - باب الصلاة بعد الجمعة
483 -
580 - عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"من كانَ منكم مصليًا بعد الجمعة فليصلِّ أَربعًا
…
" (1).
(قلت): هو في الصحيح، خلا قولِه:"فإن كانَ له شغل إلى آخرِه".
صحيح دون القول المذكور، فإنّه مدرج، وهو من قول سهيل بن أبي صالح كما في "مسلم". وفي "أبي داود": أنَّه من قول أبيه أبي صالح، وهو رواية لمؤلف "الإحسان" - "صحيح أبي داود"(1036).
109 - باب فيمن فاتته الجمعة
[ليس تحته حديث على شرط الكتاب]
110 - باب صلاة الخوف
484 -
584 - عن أبي هريرة:
أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نزلَ من (ضَجنان) و (عُسفان)، فحاصر المشركين، قال: فقالوا: إنَّ لهؤلاء صلاةً هي أحبّ إليهم من أبنائهم وأبكارهم - يعنون العصر -، فأجمِعوا أمرَكم، ثمَّ ميلوا عليهم مَيلةً واحدةً، قال: فجاء جبريل إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأَمره أن يقسمَ أَصحابه شطرين، ويصلي بالطائفة الأُولى ركعة، وتأخذ الطائفة الأُخرى حِذرهم وأَسلحتهم، فإِذا صلّى بهم ركعة
(1) هنا في الأصل ما نصّه: "فإن كانَ له شغل فركعتين في المسجدِ وركعتين في البيت"، وهي مدرجة في الحديث ليست منه، ولذلك حذفته كما في أمثاله، مكتفيًا بهذه الإشارة هنا، وبالنقط أعلاه. وإن من مساوئ طبعة شعيب للكتاب: التساهل أو الغفلة عن التنبيه على هذا الإدراج في الحديث، فقد ساقه بتمامه وطبع في آخره:"صحيح: "ابن حبان" (2485)! مع أنه في تعليقه على "الصحيح" ذكر ما يدل على الإدراج!!
تأخروا، وتقدّمَ الآخرون؛ فصلّى بهم ركعة، وأَخذَ هؤلاءِ الآخرون حذرَهم وأَسلحتَهم، فكانت لكلِّ طائفة مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ركعة ركعة.
حسن صحيح - "المشكاة"(1425).
485 -
585 - عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - وكان يتيمًا في حجر عروة ابن الزبير -، قال: سمعت أَبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة الخوف؟ فقال أَبو هريرة:
كنت مع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في تلك الغزاة، قال: فصدعَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الناسَ صدْعين، قامت معه طائفة، وطائفة أُخرى مما يلي العدو، وظهورهم إلى القبلة، فكبر رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعًا، الذين معه والذين يقاتلونَ (1) العدو، ثمَّ ركع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة، فركع معه الطائفة التي تليه، ثمَّ سجدَ، وسجدتْ معه الطائفة التي تليه، والآخرونَ قيام مقابلي العدو، ثمَّ قامَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى الثانية، وأخذت الطائفة التي صلّت معه أَسلحتهم، ثمَّ مشوا القهقرى على أَدبارِهم حتّى قاموا مما يلي العدو، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة للعدو فركعوا وسجدوا؛ ورسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قائم كما هو، ثمَّ قاموا، فركع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ركعة أُخرى، فركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثمَّ أَقبلت الطائفةُ التي كانت مقابل العدوّ، فركعوا وسجدوا؛ ورسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قاعدٌ ومن معه، ثمَّ كانَ السلام؛ فسلّم رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وسلّموا جميعًا، فقامَ
(1) كذا في الطبعات الثلاث من الكتاب، و"الإحسان" أيضًا! وإنما أظن أن الصواب:(يقابلون) بدليل قوله الآتي: (والآخرون قيام مقابلي العدو)، وهو الذي يقتضيه السياق، فتأمل.
ثم رأيت في "أبي داود"(1240) ما يؤكد الصواب، والحمد لله.
القوم وقد شَرِكوه في الصلاة كلّها (1).
حسن صحيح - "صحيح أبي داود"(1129 - 1130)، التعليق على "صحيح ابن خزيمة"(1362).
486 -
586 - عن ثعلبة بن زهدم، قال:
كنّا مع سعيد بن العاص بـ (طَبَرِستان) فقال: أيّكم صلّى مع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، قال: فقام حذيفة، وصفَّ الناسَ خلفه صفين: صفًّا خلفه، وصفًّا يوازي العدوّ، فصلّى بالّذين خلفه [ركعة](2)، ثمَّ انصرفَ هؤلاء مكانَ هؤلاء، وجاء أُولئكَ فصلّى بهم ركعة، ولم يقضوا.
صحيح - "الإرواء"(3/ 44)، "صحيح أَبي داود"(1133).
487 -
587 و 588 - عن أبي عيّاش الزرقي، قال:
كنّا مع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بـ (عُسفان)[والمشركون بـ (ضَجنان)]، وعلى المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلينا الظهرَ، فقال المشركون: لقد كانوا على حال لو أَردنا لأصبناهم غِرَّة، أو لأصبناهم غفلة، قال: فأنزلت آية القصر بين الظهرِ والعصر، فأخذَ الناس السلاح، وصفّوا خلف رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم صفين مستقبلي العدو، والمشركونَ مستقبلوهم، فكبرّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وكبّروا جميعًا، وركع وركعوا جميعًا، ثمَّ رفعَ رأسه ورفعوا جميعًا، ثمَّ سجدَ
(1) لفظ: (كلها) لم ترد في "الإحسان"، وهي عند أبي داود (1242)، ولفظ أحمد (2/ 320): فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان.
(2)
زيادة من طبعتي "الإحسان"، ولم ينتبه إليها الداراني وصاحبه كما هي عادتهما!
وسجدَ الصفّ الذي يليه، وقامَ الآخرون (1) يحرسونهم، فلما فرغَ هؤلاء من سجودِهم [سجد هؤلاء، ثم نكص الصف الذي يليه، وتقدم الآخرون فقاموا مقامهم، فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعًا، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا جميعًا، ثم سجد، وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما فرغ هؤلاء من سجودهم](2) سجدَ الآخرون، ثمَّ استووا معه فقعدوا جميعًا، ثمَّ [سلّم] عليهم جميعًا، صلّاها بـ (عسفان)، وصلاها يوم بني سُلَيم.
صحيح - "صحيح أبي داود"(1129).
488 -
589 - عن عائشة، قالت:
صلّى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف بـ (ذات الرقاع)، قالت: فصدَع رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم الناسَ صدعين، فصفَّ طائفةً وراءه، وقامت طائفةٌ وِجاه العدوّ، قالت: فكبّر رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكبّرت الطائفة الّذين صفوا (3) خلفه، ثمَّ ركعَ وركعوا، ثمَّ سجدَ وسجدوا، ثمَّ رفعَ رأسه فرفعوا، ثمَّ مكثَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم جالسًا، وسجدوا لأنفسِهم السجدة الثانية، ثمَّ قاموا فنكصوا على أَعقابِهم يمشون القهقرى، حتّى قاموا من ورائِهم، وأَقبلت الطائفة الأُخرى، فصفّوا خلف رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فكبروا، ثمَّ ركعوا لأنفسِهم، ثمَّ
(1) الأصل: (صلوا)، والتصحيح من "صحيح ابن خزيمة"(2/ 303)، و"الإحسان"؛ فإنه رواه عنه، و"المسند"، ولم ينتبه لها الأخ الداراني وصاحبه!
(2)
هذه الزيادة سقطت من الأصل، واستدركناها من طبعتي "الإحسان"، وغفل عنها الأخ الداراني وصاحبه كما هي عادتهما!
(3)
في طبعتي "الإحسان": (الآخر).
سجدَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم سجدته الثانية فسجدوا معه، ثمَّ قامَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في ركعتِه، وسجدوا لأَنفسِهم السجدة الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعًا فصفّوا خلف رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فركع بهم ركعة وركعوا جميعًا، ثمَّ سجد فسجدوا جميعًا، ثمَّ رفع رأسه فرفعوا معه، كلُّ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعًا جدًّا، لا يألو أَن يخففَ ما استطاعَ، ثمَّ سلّمَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فسلّموا، ثمَّ قامَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قد شركه الناسُ في صلاتِه كلّها.
حسن - "صحيح أَبِي داود"(1131).
489 -
590 - عن القاسم بن حسان، قال:
أتيتُ زيد بن ثابت فسألته عن صلاة الخوف، قال:
صلّى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وصفٌّ خلفه، وصفٌّ بإزاء العدو، فصلّى بهم ركعة، ثمَّ ذهبوا إلى مصاف إخوانِهم، وجاء الآخرون فصلّى بهم ركعة (1)، ثمَّ سلّم، فكانَ للنبيّ صلى الله عليه وسلم ركعتان، ولكلِّ طائفة ركعة.
صحيح لغيره - "صحيح أبي داود"(1134).
490 -
591 - عن ابن لعبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال:
دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"إنه قد بلغني أن سفيان بن نبيح الهذلي جمع لي الناس ليغزوني، وهو بـ (نخلة) أو بـ (عرنة)، فأْتِهِ فاقتله، قال: قلت: يا رسول الله! انعته لي [حتى أعرفه]، قال:
(1) تكررت هنا في الأصل جملة: ثمَّ ذهبوا إلى مصافّ .. فصلّى بهم ركعة! فحذفتها لعدم ثبوتها في "الإحسان" من الطبعتين، وغفل عن ذلك الداراني وصاحبه كعادتهما!!
"آيةُ ما بينك وبينه أنَّك (1) إذا رأيته وجدت له قُشَعْريرةً".
قال: فخرجت متوشحًا بسيفي حتى دفعت إليه وهو في ظعن يرتاد لهنَّ منزلًا، حتى كان وقت العصر، فلمّا رأيته وجدتُ ما وصفَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الاقشعريرة، فأخذت نحوه، وخشيت أن يكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن الصلاة، فصليت، وأنا أمشي نحوه، وأومئ برأسي، فلمّا انتهيت، إليه قال: ممّن الرَّجلُ؟ قلت: رجل من العرب، سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاء لذلك. قال: فقال: إنّا في ذلك.
فمشيت معه شيئًا حتّى ذَا أمكنني حملت عليه بالسيف حتّى أقتله، ثمَّ خرجتُ وتركت ظعائنه منكبّاتٍ عليه، فلما قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآني قال:
"قد أفلح الوجه". قلت: قتلته يا رسول الله. قال: "صدقت".
قال: ثمَّ قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلني بيته وأعطاني عصًا فقال:
"أمسك هذه العصا [عندك] يا عبد الله بن أنيس".
قال: فخرجتُ بها على الناس، فقالوا: ما هذه العصا؟ قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها، قالوا: أفلا ترجعُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذلك؟ قال: فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! لِمَ أعطيتني هذه العصا؟ قال:
(1) هنا في الأصل زيادة: "إذا رأيته أذكرك الشيطان، وإنك"، فحذفتها؛ لأنها لم ترد في طبعتي "الإحسان"، ولا في "مسند أبي يعلى"(2/ 201)؛ فإنه في الكتاب من طريقه، وإنما هي في "سيرة ابن هشام"(4/ 293)، وسقط من إسناده لفظ:(ابن) لعبد الله بن أنيس، وكذلك لم ترد في الإسناد الآخر الذي به قوَّيت الحديث، كما يأتي في التعليق التالي.