الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَإِنَّهُنَّ مَسْؤُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، وَلَا تَغْفُلْنَ فَتُنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ. [ت: 3583، د: 1501].
*
الْفَصْلُ الثَّالِثُ:
2317 -
[24] عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ قَالَ: "قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَ (1) سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ". فَقَالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي؟ فَقَالَ: "قُل: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي". شَكَّ الرَّاوِي فِي "عَافِنِي". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 2696].
ــ
وقوله: (فإنهن) أي: الأنامل والأصابع (مسؤولات) أي: يسألن يوم القيامة عما اكتسبن.
وقوله: (مستنطقات) بفتح الطاء، أي: يُستنطقن فيَشهدن على أنفسهن، والمسؤول والمستنطَق كل الجوارح والأعضاء، ولما كان المراد فيما نحن فيه بسبب العد هي الأصابع خص به، قال اللَّه تعالى:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} [فصلت: 22].
وقوله: (فتنسين الرحمة) بلفظ المجهول، وقد يروى بلفظ المعلوم.
الفصل الثالث
2317 -
[24](سعد بن أبي وقاص) قوله: (اللَّه أكبر كبيرًا) حال مؤكِّدة.
(1) سقطت الواو في نسخة.
2318 -
[25] وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ، فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ، فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ، فَقَالَ:"إِنَّ الْحَمْدُ (1) لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ تُسَاقِطُ ذُنُوْبَ العَبْدِ كَمَا يتَسَاقَطُ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. [ت: 2319].
2319 -
[26] وَعَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ". . . . .
ــ
2318 -
[25](أنس) قوله: (تساقط) بضم التاء و (ذنوب العبد) مفعوله، والتقدير: تُساقِط فتَساقَطُ كما يتساقط، كذا قال الطيبي (2).
وأقول: لما كان المقصود هنا بيان حال هذه الكلمات وفضلها، وثمة -أعني في أوراق الشجرة- بيان سقوطها لا إسقاط العصا إياها، قال كما قال، فافهم.
2319 -
[26](مكحول) قوله: (أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه) لأنها تبرئة عن النفس وحولها وقوتها فيلزمه الإعانة من اللَّه ويوفق.
قال الشيخ الإمام القطب الأستاذ أبو الحسن الشاذلي (3): اجتمعت برجل في
(1) بالرفع على الحكاية أو على الابتدائية، وفي نسخة بالنصب، وهو ضعيف، قاله القاري (4/ 1607).
(2)
"شرح الطيبي"(5/ 89).
(3)
الشيخ أبو الحسن الشاذلي، شيخ الطائفة الشاذلية، هو الشريف تقي الدين علي بن عبد اللَّه بن عبد الجبار. قال ابن دقيق العيد: ما رأيت أعرف باللَّه من الشاذلي. وقال ابن عطاء اللَّه: منشؤه بالغرب الأقصى، ومبدأ ظهوره بشاذلة، وله السياحات الكثيرة، والمنازلات الجليلة، والعلوم الكثيرة، لم يدخل في طريق اللَّه حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة، وعلوم جمة، جاء في هذا الطريق بالعجب العجاب، وشرح من علم الحقيقة الأطناب، ووسع للسالكين الركاب. وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام يحضر مجلسه، ويسمع كلامه. انظر: =
قَالَ مَكْحُولٌ: فَمَنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا مَنْجَا مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ كَشَفَ اللَّه عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ، أَدْنَاهَا الفَقْرُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ، ومَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. [ت: 3606].
2320 -
[27] وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ دَوَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الْهَمُّ".
2321 -
[28] وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَسْلَمَ عَبْدِي وَاسْتَسْلَمَ". . . . .
ــ
سياحتي، فأوصاني وقال: ليس في الأقوال أعون على الأفعال من لا حول ولا قوة إلا باللَّه، وليس في الأفعال أعون من الفرار إلى اللَّه والاعتصام باللَّه، واعتصموا باللَّه {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [آل عمران: 101].
وقوله: (لا منجا) بالقصر، أي: لا مهرب، وقد يزاد (ولا ملجأ) بالهمزة.
وقوله: (ومكحول لم يسمع عن أبي هريرة) قال الذهبي في (الكاشف)(1): مكحول فقيه الشام، روى عن عائشة وأبي هريرة مرسلًا.
2320 -
[27](أبو هريرة) قوله: (من تسعة وتسعين داء) أي: داء الباطن للقلب أو أعم.
2321 -
[28](عنه) قوله: (أسلم عبدي) انقاد مخلصًا، (واستسلم) أي:
= "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة"(1/ 520).
(1)
"الكاشف"(2/ 291).