الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2594 -
[3] وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ! ". رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [م: 1348].
*
الْفَصْلُ الثاني:
2595 -
[4] عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ، عَنْ خَالٍ لَهُ -يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ شَيْبَانَ- قَالَ: . . . . .
ــ
هذه الكلمات في مكانه جمعها الراوي.
2594 -
[3](عائشة) قوله: (ما من يوم كثر من أن يعتق اللَّه فيه عبدًا من النار من يوم عرفة) وقعت كلمة (من) في هذا الحديث متعددة، فـ (من) الأولى زائدة في النفي، و (أكثر) بالنصب خبر (ما)، وقد يرفع فيكون خبر مبتدأ محذوف، أو واقع على لغة بني تميم، و (من) الثانية أيضًا زائدة، و (أن يعتق) بتأويل المصدر تمييز، والثالثة متعلقة بـ (يعتق)، والرابعة تفضيلية متعلقة بـ (أكثر)، فيكون المعنى: ليس يوم أكثر إعتاقًا فيه من النار من يوم عرفة.
وقوله: (ما أراد هؤلاء) بلفظ الاستفهام للتعجب، وحملِ الملائكة على الاعتراف بفضل بني آدم، والإشارةِ إلى أن مبتغاهم المغفرة، وقد غفرت لهم عاجلًا، ولهم من الدرجات العلى في الآخرة آجلًا، فماذا يريدون بعد ذلك؟ .
الفصل الثاني
2595 -
[4](عمرو بن عبد اللَّه) قوله: (عن عمرو بن عبد اللَّه بن صفوان) بن أمية بن خلف الجمحي القرشي.
كُنَّا فِي مَوْقِفٍ لَنَا بِعَرَفَةَ يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو مِنْ مَوْقِفِ الإِمَامِ جِدًّا، فَأَتَانَا ابْن مِرْبَعٍ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ يَقُولُ لَكُمْ: "قِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ، فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. [ت: 883، د: 1919، ن: 3014، جه: 3011].
2596 -
[5] وَعَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ مِنًى مَنْحَرٌ، وَكُلُّ الْمُزْدَلِفَةِ مَوْقِفٌ، وَكُلُّ فِجَاجِ مَكَّةَ طَرِيقٌ وَمَنْحَرٌ". رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالدَّارِمِيُّ. [د: 1937، دي: 2/ 56 - 57].
ــ
وقوله: (كنا في موقف لنا) أي: كنا واقفين بعرفات في موقف كان لآبائنا في الجاهلية.
وقوله: (يباعده) أي: يبعده ويصفه بالبعد.
وقوله: (فأتانا ابن مربع) بكسر الميم وسكون الراء، الأنصاري، صحابي، اسمه زيد أو يزيد أو عبد اللَّه، روى عنه يزيد بن شيبان.
وقوله: (قفوا على مشاعركم) أي: موضع نسككم ومواقفكم القديمة، فإنها جاءتكم من إرث إبراهيم، ولا تحقروا شأن موقفكم بسبب بُعده عن موقف الإمام، فإن عرفة كلها موقف، فمن وقف بأي بقعة من عرفات فهو آتٍ بسنة إبراهيم متبعٌ لملته، والغرض سدّ باب التنازع والتشاجر في المواقف بقربه من موقف النبي صلى الله عليه وسلم وبعده منه.
2596 -
[5](جابر) قوله: (وكل المزدلفة) مزدلفة أيضًا علم لموضع مخصوص كعرفة ومنى، ولكن أدخل عليها الألف واللام؛ لأن العلم المشتق يجوز فيه إدخال اللام وتركها كما في الحارث والحسن مثلًا، و (الفجاج) بكسر الفاء جمع
2597 -
[6] وَعَنْ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ عَرَفَةَ عَلَى بَعِيرٍ، قَائِمًا فِي الرِّكَابَيْنِ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ. [د: 1917].
2598 -
[7] وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ. [ت: 3585].
ــ
فج بالفتح: الطريق الواسع بين جبلين، أي: أيّ طريق تدخل مكة جاز، وفي أيّ موضع منها تنحر الهدي جاز، وإن لم يكن طريقًا دخل أو نحر فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وكذا المعنى في عرفة ومزدلفة، والمقصود التوسعة ونفي الحرج.
2597 -
[6](خالد بن هوذة) قوله: (وعن خالد بن هوذة) بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الذال.
وقوله: (قائمًا في الركابين) كأنه كان لقصد الارتفاع وحصول القوة في الكلام وإسماعه من البعيد.
2598 -
[7](عمرو بن شعيب) قوله: (خير ما قلت) أي: دعوت، والدعاء هو:(لا إله إلا اللَّه وحده. . . إلخ)، وتسميته دعاء، إما لأن الثناء على الكريم تعريض بالدعاء والسؤال، وإما لحديث:(من شغله ذكري عن مسألتي) الحديث، هكذا قالوا، ولا يخفى أن عبارة هذا الحديث لا تقتضي أن يكون الدعاء قوله: الا إله إلا اللَّه. . . إلخ)، بل المراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة أيَّ دعاء كان.
وقوله: (خير ما قلت) إشارة إلى ذكر غير الدعاء، فلا حاجة إلى جعل (ما قلت) بمعنى: ما دعوت، نعم قد ورد في بعض الطرق: (دعائي ودعاء من قبلي من النبيين
2599 -
[8] وَرَوَى مَالِكٌ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى قَوْلِهِ "لَا شَرِيكَ لَهُ". [ط: 1/ 422].
2600 -
[9] وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ، وَلَا أَدْحَرُ، وَلَا أَحْقَرُ، وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ، وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلَّا مَا رُئِيَ يَوْمَ بَدْرٍ"، فَقِيلَ: مَا رُئِيَ يَوْمَ بَدْرٍ؟ قَالَ: "فَإِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرئِيلَ يَزَعُ الْمَلَائِكَةَ"،
ــ
يوم عرفة: لا إله إلا اللَّه وحده)، وفي هذا الطريق أيضًا ذُكر بعد هذا الذكر أدعية، فيمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية؛ لما يستحب من الثناء على اللَّه قبل الدعاء، فافهم.
2599، 2600 - [8، 9](طلحة بن عبيد اللَّه بن كريز) قوله: (وعن طلحة ابن عبيد اللَّه) هكذا وقع في النسخ: (عبيد اللَّه) بلفظ التصغير موافقًا لما وقع في بعض نسخ (المصابيح)، والصواب (عبد اللَّه) بدون الياء موافقًا لما ذكر في (جامع الأصول) و (المغني)(1)، تابعي، فحديثه مرسل، و (كريز) بفتح الكاف وكسر الراء وسكون الياء وآخره زاي.
وقوله: (ولا أدحر) الدحر: الطرد والإبعاد والدفع، قوله تعالى:{مَذْءُومًا مَدْحُورًا} [الأعراف: 18] أي: مطرودًا.
وقوله: (يزع الملائكة) بالزاي والعين المهملة من وَزَعَه يَزَعُه فهو وازع: إذا
(1) قلت: في "جامع الأصول"(14/ 397) بالياء وكذا في "الموطأ"، وأما في "المغني" (ص: 212) ففيه بدون الياء، واللَّه أعلم.
رَوَاهُ مَالِكٌ مُرْسَلًا، وَفِي:"شَرْحِ السُّنَّةِ" بِلَفْظِ "الْمَصَابِيحِ". [ط: 1/ 422].
2601 -
[10] وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ، إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا ضَاجِّينَ مِنْ كُلِّ فجٍّ عَمِيقٍ، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! فُلَانٌ كَانَ يُرَهَّقُ،
ــ
كفه ومنعه، والمراد: يرتبهم وشمويهم ويكفهم عن الانتشار، وفي (القاموس) (1): الوازع: الزاجر، ومن يدبِّر أمور الجيش، ويرد من شذ منهم، وفي (الصراح) (2): وزع: باز داشتن و [أول وآخر] لشكر را فراهم آوردن، وزاع: سرهنك وسالار لشكر وباز دارنده.
وقوله: (بلفظ المصابيح) ولفظه: (إلا ما كان من يوم بدر، فقيل: وما رأى من يوم بدر؟ قال: إنه قد رأى جبرئيل وهو يزع الملائكة).
2601 -
[10](جابر) قوله: (فيباهي بهم) الضمير راجع إلى الواقفين بعرفة لتقدم ذكرهم حكمًا في قوله: (إذا كلان يوم عرفة)، ويحتمل أنه كان قد جرى ذكرهم صريحًا فذكر فضلهم.
وقوله: (ضاجين) في (الصحاح)(3): أضجّ القوم: صاحوا، وضجوا: جزعوا، والمراد: رفع أصواتهم بالتلبية وجزعهم بالدعاء والتضرع والبكاء.
وقوله: (فلان كان يرهق) بلفظ المجهول من باب التفعيل أو الإفعال، مَن
(1)"القاموس المحيط"(ص: 711).
(2)
"الصراح"(ص: 331).
(3)
"الصحاح"(1/ 326).