الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الْفَصْلُ الثَّانِي:
2623 -
[6] عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ (1) صلى الله عليه وسلم يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ النَّحْرِ عَلَى ناقَةٍ صَهْبَاءَ، لَيْسَ ضَرْبٌ، وَلَا طَرْدٌ، وَلَيْسَ قِيلُ إِلَيْكَ إِلَيْكَ". رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالدَّارِمِيُّ. [الأم: 2/ 213، ت: 903، ن: 3061، جه: 3035، دي: 2/ 62].
2624 -
[7] وَعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الْجِمَارِ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ لإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ". . . . .
ــ
الْفَصْلُ الثَّانِي
2623 -
[6](قدامة بن عبد اللَّه) قوله: (عن قدامة) بضم القاف وتخفيف الدال (ابن عبد اللَّه بن عمار) بفتح العين وتشديد الميم. (والصهباء) الناقة التي يعلو بياضَها حمرة تخالطها، وهو أن يحمر أعلى الوبر وتبيضَّ أجوافه، وفي (القاموس) (2): الصهب محركة: حمرة أو شقرة في الشعر.
وقوله: (ليس قيل) بكسر القاف وسكون الياء بمعنى القول اسم (ليس)، (وإليك) بمعنى: تنحَّ وابعد.
وقوله: (والترمذي) ليس في حديث الترمذي لفظ (ابن عمار) وليس في حديثه ذكر (صهباء).
2624 -
[7](عائشة) قوله: (إنما جعل رمي الجمار والسعي بين الصفا والمروة لإقامة ذكر اللَّه). . . . .
(1) في نسخة: "رسول اللَّه".
(2)
"القاموس المحيط"(ص: 112).
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالدَّارِمِيُّ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. [ت: 902، دي: 2/ 50].
2625 -
[8] وَعَنْهَا قَالَتْ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! ألَا نَبْنِي لَكَ بِنَاءً يُظِلُّكَ بِمِنًى؟ قَالَ: "لَا، مِنًى مُنَاخُ مَنْ سَبَقَ". رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، وَالدَّارِمِيُّ. [ت: 881، جه: 3006، دي: 2/ 73].
ــ
لما كان أفعال الحج كثرها مما (1) لا يدرك العقلُ أسرارَها، ووجهَ كونها عبادة خصوصًا مثل رمي الجمار والسعي من هنا إلى ههنا، بل هو أمور تعبدية محضة، أشار إلى أن شرع كل منها لإقامة ذكر اللَّه في حد أنفسها، وبما يقارنها من الأذكار والأدعية، وإن لم يظهر عند العقل، على أن العاقل إذا تفكر في السعي والرمي مثلًا يتحير، ولم يفهم منها إلا التعبد المحض، ويرى عقلَه معزولًا مضمحلًّا عند تلك الحركات، فلا يرى غير اللَّه ولا يذكر سواه.
2625 -
[8](عنها) قوله: (قال: لا) أي: لا تبنوا، و (المناخ) موضع إناخة الإبل، والمراد هنا المنزل، يعني: أن منى ليست مختصًّا بأحد، وإنما هو موضع العبادة، فلو أجيز فيها البناء لكثرت الأبنية وتضيَّق المكان بالشوارع ومقاعد الأسواق، وهذا توجيه الشافعية، وعندنا وجه النهي: أن أرض الحرم موقوفة، لأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فتح مكة قهرًا، وجعل أرض الحرم موقوفة، فلا يجوز أن يتملكها أحد، وقال بعضهم: إنما لم يأذن في البناء لنفسه والمهاجرين بمنى؛ لأنها دار هاجروا منها للَّه تعالى، فلم يختاروا أن يعودوا إليها أو يقيموا فيها، وقد سبق شيء من ذلك في (باب صلاة السفر).
(1) لفظ "مما"، لم يثبت إلا في (ب).