الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(43 ا) فلما رأى الملك الأفضل ذلك أرسل والدته إلى الملك المنصور - صاحب حماة -، وسأل أن يشفع له إلى الملك العادل، (1) وأن يرسل معها رسولا إليه.
فلما وصلت إلى حماة أرسل معها القاضى زين الدين بن هندى المعروف بقاضى حمص.
فمضت والدة الملك الأفضل إلى الملك العادل (1) ومعها القاضى زين الدين فلم تقع الإجابة إلى ما طلبت، ورجعت خائبة.
قال عز الدين بن الأثير:
«قد عوقب البيت الصلاحى بما فعله والدهم السلطان الملك الناصر، فإنه لما نازل رحمه الله الموصل محاصرا لها، خرج إليه الأتابكيات، ومن جملتهن إبنة نور الدين رحمه الله يشفعن إليه في أن يبقى الموصل على عز الدين مسعود، فلم يجبهن إلى ذلك، وردهنّ خائبات، ثم ندم رحمه الله على ردهن لما مرض غاية الندامة.
وقد تقدم ذكر ذلك، فجرى الملك الأفضل من ردّ أمه خائبة غير مقبولة الشفاعة مثل ذلك سواء».
ورجع القاضى زين الدين - قاضى حمص - وعلى يده من الملك العادل كتاب منه.
«وكان ورود الكتاب الكريم على يد فلان (2)، وعرف ما ذكره
من أمر المجلس العالى الملكى الأفضلى، وما أبداه بسببه وسمع الرسالة ووعاها، وأصغى إلى إشارتها ومعناها، وقد أعاد القاضى زين الدين بعد أن شافهه بما يعيده على المجلس من الأحوال، ويورده لديه من الأقوال.
والمجلس يجرى على عادته الجميلة في الإصغاء إليه، والاعتماد عليه.
وكان مضمون المشافهة أن الملك الأفضل ظهرت منه أحوال، وبرزت منه أفعال لا يجب (1) إهمالها، فأوجب ذلك تغيرنا عليه.
ولما جرى ما ذكرناه أقام الملك الأفضل بسميساط، وقطع خطبة عمه الملك العادل، وخطب للسلطان ركن الدين سليمان بن قلج أرسلان بن مسعود السلجوقى - صاحب بلاد الروم -، وانتمى إليه.
ولما كسر الملك المنصور الاستبار كتب إلى الملك العادل يخبره بذلك، ويخبره برغبة الاستبار في الصلح، ويستطلع أوامره بذلك.
فورد عليه كتاب الملك العادل، ومنه:
«الذى يراه المجلس (43 ب) من الصواب يعتمده، والمصلحه إن شاء الله فيما يصقده.
وأما الفرنج - خذلهم الله - فإن مادتهم قليلة، ونجدتهم متأخرة، وقد وصلت الكتب من كل جهة تخبر بضعفهم، ولم يتجدد سوى مضيهم إلى أنطاكية للصلح بين الإبرنس وابن لاون.
والثغور - بحمد الله - قد تحصنت، والأمراء والعساكر إليها قد جردت، وهى بهم قد ملئت وشحنت.
(1)(ك) و (س): «توجب» .
والله تعالى يوزع شكر المجلس، فقد بلغ الغاية في الإحسان، وأتى بما يزيد على الإمكان في هذا الشأن.
ويوعز (1) المجلس (2) بأن يقوى عليهم القول ويشدد عليهم الطول.»
وفى ثامن شوال من هذه السنة وصلت نجدة من حلب إلى الملك المنصور، وهو نازل بقلعة بعرين.
(1)(ك): «يؤكد» .
(2)
(س): «المملوك» .