الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة تسع وستمائة:
والسلطان الملك العادل بدمشق
(159 أ) ذكر (1) وصول الصاحبة ضيفة خاتون إبنة الملك العادل إلى حلب بعد عقد العقد بدمشق (1)
ولا حدى عشرة ليلة مضت من المحرم من هذه السنة. بعث الملك الظاهر القاضى بهاء الدين بن شداد رسولا (2) إلى عمه الملك العادل في تقرير أمر العقد، ووكّله في قبوله، وأنفذ معه ثيابا كثيرة برسم الخلع على أرباب الدولة، ومالا برسم النثار [وقت عقده النكاح](3)
ولما ورد [القاضى بهاء الدين](3) إلى دمشق عقد العقد، وكان النائب عن الملك العادل في الإيجاب شمس الدين بن التنبى.
وقبل القاضى بهاء الدين العقد لموكله على صداق مبلغه خمسون ألف دينار، ونثر النثار على الشهود والقراء.
وسرحت الخاتون في هذا الشهر إلى حلب، فوصلت إليها في تجمل (4)
(1) هذا العنون غير موجود في «ك» و «س» والكلام هناك متصل.
(2)
هذا اللفظ ساقط من (ك).
(3)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(4)
(ك): «محمل» و (س): «محفل» .
عظيم، والتقاها الملك الظاهر في أمراء حلب ومعمميها وأكابرها، وكان دخولها القامة يوما مشهودا، وقدم معها من القماش والآلات وأنواع المصاغ ما يحمله خمسون بغلا ومائة بختى وثلثمائة جمل، ومن الجوارى والوصائف والإماء والحرائر (1) في المحاير (1) والكجاوات ما يحملهن مائة جمل.
وذكر أنه كان في خدمتها مائة جارية، كلهن مطربات يلعبن بأنواع الملاهى، ومائة جارية أخرى كلهن يعملن أنواع الصنائع البديعة.
وذكر أنها لما دخلت على الملك الظاهر مشى لها عدة خطوات، واحترمها احتراما عظيما، وقدّم لها خمسة عقود (2) جوهر قيمتها مائة ألف وخمسون ألف درهم (3)، وعصابة بجوهرة ليس لها نظير، وعشر قلائد من العنبر المذهب، وخمسا غير مذهبة، ومائة وسبعين قطعة من الذهب والفضة، وعشرين تختا من الثياب المختلفة [الألوان](4)، وعشرين جارية، وعشر خدم.
وقال شرف الدين راجح الحلى يهنى الملك الظاهر بهذه الوصلة، ويمدحه بقصيدة مطلعها:
نعم هى نعمى بشرها أوضح البشرى
…
فما عذر من لم يخترع مدحه عذرا
سما قدر هذا اليوم عن موقف به
…
نصوغ حلّى النظم أو ننظم النثرا (5)
(1) هذان اللفظان ساقطان من (ك) و (س).
(2)
(ك): «خمسون عقد» و (س): «خمس وخمسون» .
(3)
(س)، «مائتين ألف وستون ألف درهم» .
(4)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(5)
(ك)، «الدرا» .