الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال فخر الدين: «هو بعيد عنا» .
فقال سيف الدين: «نطلبه من صرخد، (1) فيصل إلينا بسرعة (1)» .
فشرع فخر الدين يمغلطه.
فقال سيف الدين: «نشاور القاضى الفاضل في ذلك» .
ثم اجتمعا بالقاضى الفاضل، وعرّفاه صورة الحال، فأشار الملك الأفضل.
هذا ما حكاه عز الدين بن الأثير:
وحكى غيره: أنه لما مات الملك العزيز اتفقت كلمة الأمراء على تنفيذ ما وصّى به الملك العزيز، وهو إقامة ابن الملك العزيز في الملك، وقيام بهاء الدين قراقوش بأتابكيته؛ فأجلسوا الملك لمنصور في مرتبة أبيه، وترتب بين يديه قراقوش، وحلفت الأمراء كلهم الملك المنصور، وامتنع عمّاه: الملك المؤيد، والملك المعز من الحلف (2) إلا بشرط أن تكون الأتابكية لهما، وجرت بينهما منازعة ومشاققة كثيرة، وأجابا بعد ذلك إلى الحلف (2)، وحلفا.
ثم وقع الاختلاف بين أمراء الدولة، (26 ب) فقال قوم منهم:«لا بد لهذا الملك من رجل فحل مهيب يدبرّه، وقراقوش مضطرب الآراء، ضيق العطن، لا يصلح لهذا الأمر» .
وقال قوم: «نرضى بهذا الخادم، فإنه أطوع وأسلس (3) مقادة، ولا نحضر من يستطيل بسطوته (4) وقدرته» .
(1) هذه الجملة ساقطة من (ك).
(2)
س: «من الأيمان» .
(3)
(س): «وأسوس» .
(4)
هذا اللفظ ساقط من (ك).
وطال النزاع بينهم في ذلك، ففزعوا إلى رأى القاضى الفاضل، فقال لهم القاضى الفاضل: «إنى لا أشير عليكم بعزل أحد ولا ولاية أحد، لأن ذلك مما لا يوافق بعضكم فأستجلب عداوته، (2) ولكن اجتمعوا بعضكم ببعض وامخضوا بينكم الرأى، فإذا رضيتم أمرا فاعرضوه علىّ، ففعلوا ما أشار به، وتحاولوا بينهم الآراء ثلاثة أيام (2)، فاتفقت كلمتهم على مكاتبة الملك الأفضل على أن يقدم البلاد، ويكون أتابكا للملك المنصور سبع سنين، فإذا انتهى هذا الأجل سلّم الأمر إليه والتدبير، ويشترط على الملك الأفضل أن لا يرفع فوق رأسه سنجق، ولا يذكر إسمه في خطبة ولا سكّة.
ولما اتفقوا على ذلك عرضوه على القاضى الفاضل.
فأرسلوا القصاد إلى الملك الأفضل يستدعونه، فلما وصلته القصّاد توجه إليهم مجدا.
(1) هذه الجملة ساقطة من (ك).
(2)
هذه الفقرة ساقطة من (ك).