الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يتأسّفون، ومن ندا
…
متهم يقال لهم ندام (1)
ستسوقهم بيد الزّما
…
ن، ففى أناملك الزّمام
قم فاملك الدّنيا بأج
…
ـمعها، فقد آن القيام
ورم السّماء تنل كوا
…
كبها، فما يعيى (2) المرام
ولأنت وحدك ليس ين
…
ـجى منك إلاّ الانهزام
تغنى عن الجيش اللها
…
م لأنّك الجيش اللهام
وتنير آفاق (3) السّما
…
ء لأنّك البدر التّمام
(4)
لا زال ملكك لا يزو
…
ل ولا يضار ولا يضام
تبقى موقّا لا انصرا
…
ف تتقّيه (5) ولا انصرام (6)
ونزيل (7) راحتك النّدى،
…
وحليف دولتك الدّوام
(16 ا)
ذكر رحيل الملك العادل والملك الأفضل إلى مصر متبعين للملك العزيز
ولما جرى [ما جرى](8) من مفارقة الأمراء المذكورين للملك العزيز وصل إلى دمشق بكرة الثلاثاء (9) خامس شوال (9)، رسول حسام الدين أبى الهيجاء
(1) الديوان: «يتنادمون، ومن بدا منهم يقال له ندام» ونص المتن هنا أوضح وأصح.
(2)
(ك)«يغنى» .
(3)
(ك): «وتنير في فلق السماء» .
(4)
الأبيات الأربعة السابقة لهذا البيت غير موجودة في الديوان، ومكانها هناك سبعة أبيات أخرى، فانظرها هناك.
(5)
(ك): «ينفيه» .
(6)
هذا البيت غير موجود في الديوان.
(7)
الديوان: «وتريك» .
(8)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(9)
هذان اللفظان ساقطان من (ك).
السمين إلى الملك العادل يحثه على سرعة (1) الرحيل إلى الديار المصرية، ويخبره أن الملك العزيز قد فارقه أكثر العسكر وهو في جمع قليل، فإن لم يسرع النهضة خلفه بالعساكر فات المقصود، وإن بادر بالنهضة هو والملك الأفضل ومن معهما من العساكر، ساعدوهما على اللحاق به وإدراكه (2) قبل أن يصل إلى مقر ملكه، وانتزعوا البلاد منه وسلموها إلى الملك العادل والملك الأفضل، فاستدعى الملك العادل الملك الأفضل وجلسا خلوة، وتوثق كل واحد منهما بصاحبه بالأيمان المؤكدة، فيقال إنهما اتفقا على أن يكون للملك العادل ثلث الديار لمصرية، وثلثاها للملك الأفضل، ولما وقع الاتفاق بين الملكين على هذا الأمر، ضربت كوسات (3) الملك العادل، ونفّرت بوفاته، ونشرت راياته، وبرز في عساكره متوجها في ساعته في عساكره وجموعه إلى الديار المصرية، وأصبح الملك الأفضل يوم الأربعاء غد ذلك اليوم راحلا في جموعه وحشده، واجتمع الملكان بالعسكر الخارجين على الملك العزيز، واتفقت كلمتهم، ورحلوا كلهم طالبين الديار المصرية.
وكانت الأسدية قد حرصت على الجد في السير ليسبقوا الملك العزيز إلى مصر فلم يقدروا، واجتهدوا في أن يدركوه فلم يصلوا إلى ذلك وسبقهم (4) إليها، فأمرهم الملك العادل بالتثبت، وأخبرهم أن الغرض المقصود ما يفوت.
(1)(ك): «مسارعة» .
(2)
(ك): «فبادروا إليه قبل أن يصل. . .» .
(3)
عرف (القلقشندى: صبح الأعشى، ج 4، ص 9) الكوسات بقوله: «وهى صنوجات من نحاس شبه التّرس الصغير، يدق بأحدها على الآخر بايقاع خاص، ومع ذلك طبول وشبّابه، يدق بها مرتين في القلعة في كل ليلة، ويدار بها في جوانبها مرة بعد العشاء الآخرة، ومرة قبل التسبيح على الموادن، وتسمي الدورة بذلك في القلعة، وكذلك إذا كان السلطان في السفر تدور حول خيامه» ويقال للذى يضرب بالبوق المنفّر، وللذى يضرب بالصنوج النحاس بعضها على بعض الكوسى (نفس المرجع، ص 13).
(4)
(ك): «وأسبقهم» .
وكان عزّ الدين جرديك النورى نائبا عن الملك العزيز بالقدس، فبذل له الملك الأفضل (1) إقطاعا، وطلب منه تسليم القدس فسلّمه إليه، فسلّم الملك الأفضل (1) باتفاق منه ومن الملك العادل إلى حسام الدين أبى الهيجاء السمين، وسار معهما إلى الديار المصرية.
ولما علم الملك العادل باستقرار ابن أخيه الملك العزيز (6 اب) بالديار المصرية، سرّه ذلك، إذ لم يكن في الباطن يختار إزالة ملكه، وكان شديد الميل إليه والمحبة له، وسار الملك العادل على سكون وهدوء إلى أن وصل في مدة مديدة.
ذكر نزول
الملك العادل والملك الأفضل (2) على بلبيس محاصرين لها
ووصل الملك العادل والملك الأفضل (2) بعساكرهما ومن انضم إليهما من الأسدية والأكراد إلى الديار المصرية، ونازلوا بلبيس وبها جموع الصلاحية، وكان نزولهم عليها وزيادة النيل قد بلغت منتهاها، واحتمت البلاد بما غمرها من الماء، وغلا السعر وتعذرت الأقوات، والصلاحية بها مستظهرون، وقد اشتدت مئونة الأسدية والأكراد، وكثرت غراماتهم، وظهر ندمهم على ما فعلوا، وعرف الملك العادل أن المصلحة الشاملة في الصلح وانتظام الشمل، فبعث يستدعى القاضى الفاضل ليتفق معه على ما فيه صلاح ذات البين.
(1) هذا سطر ساقط من نسخة (ك).
(2)
هذه الفقرة ساقطة من (ك).