الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة ستمائة:
والسلطان الملك العادل مقيم بقلعة دمشق.
والملك الظاهر بحلب.
والملك المنصور بقلعة بعرين، مرابط للفرنج المخذولين، ومعه عسكره، ومن ورد إليه من نجد الملوك.
ذكر وقوع الهدنة
بين الملك المنصور والفرنج
(1)
وتكررت بينه وبين الفرنج المراسلات في معنى الصلح.
وآخر الأمر أنه عقد معهم عقد الهدنة، ورجع بعساكره إلى حماة، وتفرقت النجد.
وفى سابع وعشرين ربيع الأول من هذه السنة نازل ابن لاون ملك الأرمن أنطاكية، وجدّ في حصارها والتضييق عليها، فخرج الملك الظاهر (2) من حلب وخيّم على حارم.
واتصل ذلك بابن لاون، فرحل أنطاكية، فرجع الملك الظاهر (2) إلى حلب.
وفى سابع عشر ربيع الآخر هجم ابن لاون أنطاكية: وذلك أنه راسله
(1) هذا العنوان غير موجود في (س).
(2)
هذه الجملة ساقطة من (ك).
أهلها، وضمنوا له تمليكها، فسار إليها بغتة، فلم يشعر الابرنس إلا وابن لاون (1) على بابها، فارتاع لذلك وقاتله ساعة.
ثم هجم ابن لاون [البلد](2) فالتجأ الابرنس إلى القلعة، واعتصم بها، ونادى بشعار الملك الظاهر.
ووصل الخبر بذلك إلى الملك الظاهر على جناح طائر، فخرج من حلب بالعساكر، وقصد أنطاكية.
وبلغ ذلك ابن لاون فكرّ راجعا إلى بلاده.
ونزل الملك الظاهر بحارم.
فلما رجع ابن لاون عاد الملك الظاهر إلى حلب.
ذكر إيقاع الملك الأشرف مظفر الدين (3) موسى
ابن الملك العادل بعسكر الموصل
كان السبب في هذه الحرب أن قطب الدين محمد بن عماد الدين زنكى - صاحب سنجار - كان بينه وبين نور الدين أرسلان شاه ابن مسعود - صاحب الموصل - وحشة - كما تقدم ذكره - ثم اتفقا بعد ذلك.
(1) بالنص في (ك) مختلف عن الأصل، وهو هناك:«وفى سابع وعشرين ربيع الأول هجم ابن لاون على بابها، فارتاع لذلك. . . أخ» ، أما النص في (س) فمختلف أيضا، وهو:«وكان ابن لاون قد هاجم انطاكية قبل ذلك، وذلك، وذلك أنه راسلوه أهلها، وضمنوا له تملكها، فسار إليها بغتة. . . الخ» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(3)
هذا اللفظ ساقط من (س).
فلما كانت هذه السنة راسل الملك العادل قطب الدين واستماله، فخطب قطب الدين للملك العادل ومال إليه، فعظم ذلك على نور الدين. وسار إلى نصيبين في سلخ شوال من هذه السنة، فنازلها وملك (1) المدينة، ونازل القلعة عدة أيام.
وبينما هو محاصر لها إذ ورد عليه مظفر الدين كوكبورى ابن زين الدين كوجك - صاحب إربل - قد قصد أعمال الموصل، فنهب نينوى، وأحرق غلاّتها.
فلما بلغه ذلك سار إلى الموصل على عزم قصد إربل، ووصل إلى بلد، وعاد مظفر الدين إلى بلاده.
وتحقق نور الدين أن الذى بلغه لم يكن على الصفة التي ذكرت له، فقصد تليعفر - وهى لقطب الدين - فحصرها وأخذها، ورتّب أمورها، وأقام عليها سبعة عشر يوما [وعاد إلى بلده الموصل](2).
واستنجد قطب الدين - صاحب سنجار - بالملك الأشرف فسار من حرّان نجدة له، ووافقه مظفر الدين (3) - صاحب إربل -، وصاحب آمد، وصاحب الجزيرة.
ووصل الملك الأشرف إلى نصيبين، وجاءه أخوه الملك الأوحد نجم الدين - صاحب ميّافارقين -، (4) وصاحب الجزيرة (4) وصاحب دارا، وساروا نحو البقعاء (5).
(1)(ك): «وطلب» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(3)
(س): «موفق الدين» .
(4)
هذان اللفظان ساقطان من (ك) و (س).
(5)
(س): «نحو الموصل» .
وتقدم إليهم نور الدين في عساكره، فالتقى الفريقان بقرية يقال لها بوشزه، فانهزم نور الدين - صاحب الموصل - هزيمة قبيحة، وتفرّق عسكره (1) أيدى سبا (1).
وساق نور الدين إلى الموصل، فدخلها في أربعة أنفس، وهو لا يصدق بالنجاة، وتلاحق أصحابه به، ونهبت أثقالهم، وكل ما حواه عسكرهم (2).
ثم قصد الملك الأشرف في عسكره جهة الموصل، فنزلوا كفر زمار، ونهبوا البلاد نهبا عظيما.
وكانت هذه الواقعة أول ما عرف من سعادة الملك الأشرف ويمن نقيبته، فإنه لم يلق بعد ذلك جيشا إلا فضّه، وعلا (44 ب) بهذه الواقعة ذكره، واشتهر صيته، وهنته الشعراء بما حصل له من هذا الفتح العظيم.
ومن مدحه وهنّأه منهم كمال الدين على بن النبيه المصرى، فإنه مدحه بقصيدة مطلعها:
لما انثنى الغصن فوق كثبانه
…
جبرت قلبى بكسر رمّانه
ونلت من ريقه وعارضه
…
أطيب من راحه وريحانه
ومنها:
أغار في حلبة الطّراد على
…
خدوده من غبار ميدانه
تلقى أعادى موسى كما لقيت
…
أكراته عند ضرب جوكانه
الملك الأشرف الكريم يدا
…
شاهر من دام عزّ سلطانه
ملك، زمام الزمان في يده
…
فاختلفت كاختلاف ألوانه (1)
بيضاء يوم انطلاق أنعمه
…
حمراء يوم اعتقال مرّانه
يحكم أعداؤه بنصرته إذا
…
استهلت نجوم (2) خرصانه
عساكر الموصل التي انكسرت
…
تخبر عن نفسه وفرسانه
يوم أبو شزة (3) وقد قدحت
…
سنابك الخيل زند نيرانه
تفرعنوا باجتماع كيدهم
…
فالتقفتهم آيات ثعبانه
أغرقهم بحر جيشه، فهم
…
كآل فرعون تحت طوفانه
ومنها:
ما تاج كسرى نظير همته
…
وليس إيوانه كايوانه
يا آل شاذى، زدتم به شرفا
…
كلّ كتاب يدرى بعنوانه
وكان من جملة النجد التي مع الملك الأشرف نجدة ابن عمّه الملك الظاهر - صاحب حلب - مقدّمها الملك الزاهر مجير الدين (4) داود ابن الملك الناصر - صاحب البيرة -.
ثم ترددت الرسل بين الملك الأشرف و [بين](5) نور الدين - صاحب الموصل - في الصلح.
(1)(ك) و (س)«أكوانه» .
(2)
(ك): «بنجوم» .
(3)
(س): «أنو شزة» .
(4)
(2)«نجم الدين» .
(5)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).