الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر استيلاء
الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب على دمشق وأعمالها
وسفر الملك العزيز إلى مصر
ثم سلّم الملك العزيز دمشق إلى عمّه الملك العادل، ورحل من دمشق عشية يوم الاثنين تاسع شعبان من هذه السنة، فنزل بمسجد القدم (1)، ثم ارتحل إلى الكسوة (2)، وسافر بالعساكر إلى الديار المصرية.
قال عماد الدين الكاتب:
ولقد كان بوده إنجاز وعدى، واقتناء حمدى، لكن شرط مع عمه أن لا يفرد شيئا من رسمه، فدخلت في عموم الشرط وتبدل قربى بالسخط».
وخرج الملك العادل لوداع الملك العزيز، ولما عاد من وداعه أمر فقرئ منشوره بالجامع بتفويض دمشق وأعمالها إليه.
(1) عرّف به (ابن شداد: المرجع السابق، ص 155 - 156) بقوله: «مسجد القدم: بقرب عالية وعويليه، قديم، جدده أبو البركات محمد بن الحسن بن طاهر، وفيه قبر جد أبيه لأمه أبى الحسن بن الواعظ الزاهد، له منارة ووقف، ويقال إن قبر موسى عليه السلام فيه، وفيه بئر، وعلى بابه بئر» ، انظر أيضا:(محمد كرد على: غوطة دمشق، ص 238).
(2)
عرّفها (ياقوت: معجم البلدان) بقوله: «قرية، هي أول منازل تنزله القوافل إذا خرجت من دمشق إلى مصر، قال الحافظ أبو القاسم: وبلغنى أن الكسوة إنما سميت بذلك لأن غان قتلت بها رسل ملك الروم لما أتوا إليهم لأخذ الجزية منهم، واقتسمت كسوتهم» ، انظر أيضا:(ابن شداد: المراجع السابق، ص 19).
وكانت مدة مقام الملك العزيز بدمشق بعد أخذها أربعة عشر يوما.
وكانت مدة ملك الأفضل لها ثلاث سنين وأشهرا.
وأبقى الملك العادل السكة بدمشق والخطبة للملك العزيز، وأشاع أنه نائبه.
ولما استقر الملك العزيز بصرخد هو وأهله كتب إلى الخليفة كتابا يشكو إليه فيه اغتصاب عمّه وأخيه ميراثه من أبيه.
وأوله:
مولاى إنّ أبا بكر وصاحبه
…
عثمان قد أخذا بالسيف إرث على
فانظر إلى حظّ هذا الاسم كيف لقى
…
من الأواخر ما لاقى من الأول
فكتب الخليفة الناصر لدين الله إليه:
وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا
…
بالصدق، يخبر أنّ أصلك طاهر
(21 ب) غصبوا علّيا حقّه إذ لم يكن
…
بعد النبى له بيثرب (1) ناصر
فاصبر، فإن غدا عليه حسابهم
…
وابشر، فناصرك الإمام الناصر
وللملك الأفضل أيضا في المعنى:
أما آن للسعد الذى أنا طالب
…
لإداركه يوما يرى وهو طالبى
ترى [هل](2) يرينى الدهر أيدى شيعتى
…
تمكن يوما من نواصى النواصب
يريد بالشيعة أصحابه، لأن اسمه على، وبالنواصب أصحاب العادل أبى بكر والعزيز عثمان (3).
(1)(ك): «له معين ناصر» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(3)
يوجد في هامش نسخة ك أمام هذه الأبيات بيتان آخران للأفضل أثبتهما أحد قراء النسخة ويدعي منصور، وهذا نص ما في الهامش، وقد صحح البيتان بعد مراجعة:(ابن الخنبلى شفاء القلوب في مناقب بنى أيوب، ص 70 ب): وله في المعنى: يا من يسوّد شعره بخضابه لعساه من أهل الشبيبة يحصل ها فاختضب بسواد حظي مرة ولك الأمان بأنه لا ينصل
ولما وصل الملك العزيز إلى القدس وبه أبو الهيجاء السمين، وكان خائفا من الملك العزيز لجرمه الذى تقدم ذكره، عزم على منازلته، فلاذ أبو الهيجاء بعفوه، وبذل القدس على أن يرحل بماله، فأجيب إلى ذلك، وتسلّم الملك العزيز منه القدس، وسلّمه إلى سنقر الكبير.
ورحل أبو الهيجاء إلى بغداد، فاحترمه الخليفة وقدّمه على عسكر لمحاربة العجم، فصدر منه ما أوجب الإنكار عليه، فتوجّه إلى دقوقا فمات بها.
وفى هذه السنة سيّر الملك الظاهر القاضى (1) بهاء الدين بن شدّاد، وغرس الدين قلج إلى [أخيه](2) الملك العزيز رحمه الله بهدايا كثيرة وقود (3).
وفيها (4) خرّب الملك العزيز حصنى الداروم وغزة
(1) بهذا اللفظ نتقابل مرة ثانية مع نسخة س (ج 1، ص 132 ا)
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(3)
مكان هذا اللفظ في (س): «لها قيمة جليلة» .
(4)
النص في (س): «وفى هذه السنة في آخرها» .