الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة ثلاث وستمائة
(1)
والممالك على ما كانت في السنة التي قبلها.
ذكر مسير الملك العادل إلى الشام
(1)
ولما تواترت الأخبار إلى السلطان الملك العادل بتطرق الفرنج بلاد المسلمين، وإغارة أهل حصن الأكراد وطرابلس على بلاد حمص خرج مبرزا إلى العباسة، وأغذّ السير إلى الشام، ونازل في طريقه عكّا، فصالحه أهلها على إطلاق جميع من (2) في أيديهم من أسرى المسلمين.
ثم رحل عنهم ووصل إلى دمشق [فلما وصل إليها أقام فيها أياما](3)، ثم خرج منها مبرزا إلى القصير على نيّة الجهاد.
ذكر وصول الملك العادل إلى بحيرة قدس وما فعله بالساحل بعد ذلك
(4)
ثم وصل الملك العادل إلى حمص، فنزل على بحيرة قدس، واستدعى الملوك من أهل بيته والعساكر، فجاءوه من كل ناحية.
(1) هاتان الفقرتان غير موجودين في (س).
(2)
(ك) و (س)«جميع من» .
(3)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(4)
هذا العنوان غير موجود في (س).
وورد إلى خدمته: الملك المنصور - صاحب حماة - والملك المجاهد - صاحب حمص - ونجدة ابن أخيه الملك الظاهر؛ ووصل إليه الملك الأمجد، - صاحب بعلبك - وعسكر سنجار والموصل والجزيرة وآمد، وولداه: الملك المعظم، والملك الأشرف، فاجتمع عنده نحو عشرة آلاف فارس (1)، وعسكروا معه على البحيرة.
وأشاع قصد اطرابلس.
ولم يزل مقيما بالبحيرة حتى صام شهر رمضان كله، ثم سار متوجها إلى حصن الأكراد، فنازله، وقاتل أهله أشدّ قتال، وفتح برجا قريبا منه، يسمى أعنار، وأخذ منه خمسمائة رجل وأموالا وسلاحا كثيرا.
ثم توجه إلى قلعة قريبة من أطرابلس، ونصب عليها المجانيق، ولم يزل مصابرا لها إلى أن افتتحها، وحصل على جميع ما كان فيها.
ثم رحل منها ونازل أطرابلس، ونصب عليها المجانيق، وضيّق على أهلها أشد تضييق، وعاشت العساكر (2) في قرى أطرابلس وبساتينها، وقطعوا جميع ما عليها من الشجر، وهدموا كل حائط على ظاهرها، وقطعوا العين (48 ب) الواصلة إليها، وخرّبوا طرقها؛ ولم يزل الأمر (3) كذلك إلى أيام من ذى الحجة، فآنس الملك العادل من أصحابه فشلا وضجرا، فعاد إلى حمص، فنزل على البحيرة.
فبعث إليه صاحب أطرابلس (4) يخضع له، وبعث له (4) مالا وهدايا، وثلاثمائة أسير، ورغب في الصلح، فصالحه في آخر ذى الحجة.
(1) س (ج 1، ص 156 ب): «نحو خمسة عشر ألف فارس» .
(2)
(ك): «وغارت العساكر على قرى. . الخ» .
(3)
الأصل: «الأمراء» ، والتصحيح عن (س).
(4)
هذه الجملة ساقطة من (ك) و (س).
وفى هذه المدة (1) ترددت رسل بين الملك الظاهر وعمه الملك العادل، ومكاتبات ومعاتبات استشعر منها الملك الظاهر.
وتحدث الناس بأن الملك العادل عازم على قصد حلب، وكثرة الأراجيف.
فأخذ الملك الظاهر في تحصين حلب، وجمع الغلال والأحطاب وغير ذلك، وبذل الأموال.
ثم راسله الملك العادل بما طيّب قلبه، وتجددت بينهما الأيمان والعهود.
(1)(س): «وفى هذه السنة» .