الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر استيلاء الفرنج على قسطنطينية
لم تزل مدينة قسطنطينية بيد الروم من قديم الزمان إلى هذه السنة.
فلما كانت هذه السنة خرجت الفرنج من بلادهم إليها في جموع عظيمة، وأناخوا عليها، فملكوها، وأزالوا أيدى الروم عنها.
ثم لم تزل بأيدى الفرنج إلى سنة ستين وستمائة، فقصدتها الروم واستعادوها من الفرنج، وهى في أيدى الروم إلى الآن.
وفى هذه السنة توفى السلطان ركن الدين سليمان بن قلج أرسلان (1) بن مسعود بن قلج أرسلان (1) بن سليمان بن قتلمش بن تبفو (2) أرسلان بن سلجوق سلطان بلاد الروم.
وكانت وفاته سادس ذى القعدة، وكان موته بالقولنج (3)، تمادى به سبعة أيام.
وكان قبل مرضه بخمسه أيام قد غدر بأخيه صاحب أنكورية (4) - وهى أنقرة -، وكان حصره بها عدة سنين حتى ضعف وقلّت الأقوات عنده، فأذعن إلى التسليم على عوض يأخذه منه، فعوّضه قلعة في أطراف بلده، وحلف له عليها.
(1) هذه الكلمات ساقطه من (ك).
(2)
(ك): «بن مسعود أرسلان بن سلجوق. . . الخ» .
(3)
انظر شرحنا لهذا المصطلح فيما فات هنا (مفرج الكروب، 2، ص 106، هامش 3).
(4)
(ك) و (س): «أملورية» .
فنزل عن أنقرة وسلّمها إليه، وسار ومعه ولدان له، فوضع ركن الدين من أخذه، وأخذ أولاده معه.
فرماه الله تعالى عقوبة له بعد خمسة أيام بالقولنج فمات منه.
ولما مات ملك ولده قلج أرسلان، وكان صغيرا، فلم يستتب أمره، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
(45 ب) وفى هذه السنة خرج أسطول من الفرنج إلى الديار المصرية، فدخلوا إلى النيل من جهة رشيد، ووصلوا إلى فوّة، وأقاموا خمسة أيام ينهبون ويسبون، وعساكر مصر تقاتلهم (1)، وليس لهم وصول إليهم، لأنه لم يكن هناك أسطول.
وفى هذه السنة كانت زلزلة عظيمة عمّت أكثر البلاد: مصر، والشام، والجزيرة وبلاد الروم، وصقلية، وقبرص، والموصل، والعراق، ويقال إنها بلغت سبتة من أقصى المغرب.
وفى هذه السنة ولد الملك الناصر صلاح الدين قلج أرسلان بن الملك المنصور - صاحب حماة - شقيق الملك المظفر تقى الدين محمود، وأمهما ملكة خاتون، ابنة الملك العادل.
(1)(س)(ج 1، ص 153 ب): «مقابلهم» .