المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(3)تذكرة أنشأها القاضى الفاضل عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأرسلها صحبة الأمير شمس الدين الخطيب - أحد أمراء الدولة الصلاحية - إلى أبواب الخلافة ببغداد، في خلافة الناصر لدين الله - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب - جـ ٣

[ابن واصل]

فهرس الكتاب

- ‌«الْجُزْء الثَّالِث»

-

- ‌ ذكر ما استقرت الحال عليه من الممالك بعد وفاة السلطان رحمه الله

- ‌ذكر المراسلة إلى الديوان العزيز

- ‌ذكر ما اعتمده الملك الأفضل من الأمورالتي آلت به إلى زوال ملكه

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌ذكر ابتداء الوحشة بين الأخوينالملك الأفضل والملك العزيز - رحمهما الله

- ‌ذكر المتجددات بالشرق في هذه السنةبعد موت السلطان رحمه الله

- ‌فحكى عز الدين بن الأثير، قال:

- ‌ذكر وفاةعز الدين مسعود بن مودود بن زنكى صاحب الموصل

- ‌ذكر صفته وسيرته رحمه الله

- ‌ذكر استيلاء نور الدين ارسلان شاه ابن مسعود بن مودود بن زنكى بن آق سنقر على الموصل

- ‌قال ابن الأثير:

- ‌ودخلت سنة تسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر مفارقة الأمير صارم الدين قايماز النجمى الملك الأفضل

- ‌قال عماد الدين الكاتب رحمه الله

- ‌ذكر خروجالملك الأفضل من دمشق لمحاربة أخيه الملك العزيز

- ‌ذكر وصول الملك العزيز إلى الشامورجوع الملك الأفضل إلى دمشقومنازلة الملك العزيز لها

- ‌ذكر وصول الملوك إلى دمشق

- ‌ ذكر اجتماع الملك العادل بابن أخيه الملك العزيز ووقوع الاتفاق

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌ذكر تزوجالملك العزيز بابنة عمه الملك العادل

- ‌ذكر انتظامالصلح بين الملوك والحلف

- ‌قال عماد الدين:

- ‌ذكر خروجالملوك لوداع الملك العزيزوسفره إلى الديار المصرية

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌ذكر رجوعالملوك إلى بلادهم

- ‌ذكر المتجددمن الحوادث في هذه السنة بعد ذلك

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌قال عماد الدين:

- ‌ودخلت سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

- ‌ذكر توجهالملك الأفضل إلى الشرق مستنجدا بالملك العادل

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌ذكر توجهالملك الأفضل إلى أخيه الملك الظاهروابن عمه الملك المنصور - صاحب حماة - واتفاقه معهما

- ‌ذكر وصولالملك الأفضل إلى دمشق

- ‌ذكر أموروقعت أوجبت الاستيحاش عند الملك الظاهرمن عمه الملك العادل وأخيه الملك الأفضل

- ‌ذكر قدوم الملك العزيز إلى الشام بعساكره

- ‌ذكر اضطراب بعض العسكر على الملك العزيز ومفارقتهم له

- ‌ذكرى رجوع الملك العزيزبمن بقى معه من عساكره إلى الديار المصرية واستقراره بها

- ‌ ذكر رحيل الملك العادل والملك الأفضل إلى مصر متبعين للملك العزيز

- ‌ذكر وقوعالصلح بين الملوك

- ‌ذكر رجوعالملك الأفضل إلى دمشقومقام الملك العادل بمصر عند الملك العزيز

- ‌ودخلت سنة اثنتين وتسعين وخمسمائه

- ‌ذكر تبريز الملك العادل بنية السفر إلى الشام وتقرير قواعده

- ‌قال عماد الدين:

- ‌ذكر مسير الملك العزيز والملك العادل إلى الشام ومنازلتهما دمشق

- ‌‌‌قال عماد الدينالكاتب:

- ‌قال عماد الدين

- ‌ذكر استيلاءالملك العزيز على دمشقوالاقتصار بالملك الأفضل على صرخد

- ‌قال عماد الدين:

- ‌‌‌قال عماد الدين:

- ‌قال عماد الدين:

- ‌ذكر واقعة غريبة ذكرها عماد الدين الكاتب

- ‌ذكر استيلاءالملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب على دمشق وأعمالهاوسفر الملك العزيز إلى مصر

- ‌قال عماد الدين الكاتب:

- ‌ودخلت سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر وفاةسيف الإسلام صاحب اليمن

- ‌ذكر استيلاءالملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام على اليمن

- ‌ودخلت سنة أربع وتسعين وخمسمائة

- ‌ذكر فتح يافا

- ‌ذكر منازلةالفرنج تبنينوقدوم الملك العزيز إلى الشام

- ‌ذكر رجوعالملك العزيز إلى الديار المصرية

- ‌ذكر الهدنة مع الفرنج

- ‌ذكر وفاةعماد الدين صاحب سنجاروقيام ولده قطب الدين محمد مقامه

- ‌ذكر توجهالملك العادل إلى البلاد الشرقية

- ‌ثم دخلت سنة خمس وتسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر وفاة الملك العزيزعماد الدين عثمان بن الملك الناصر - رحمهما الله

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌هذا ما حكاه عز الدين بن الأثير:

- ‌ذكر قيامالملك الأفضل بأتابكيةابن أخيه الملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر مسيرالملك الأفضل إلى دمشق

- ‌ذكر وصولالملك الأفضل إلى دمشق ومنازلته لها

- ‌ذكر هجومبعض العسكر دمشق ثم خروجهم عنها مقهورين

- ‌ذكر تأخرالملك الأفضل إلى ذيل عقبة الكسوة

- ‌ذكر استيلاء الملك المنصور صاحب حماة على بعرين

- ‌ذكر رحيلالملك الكامل بن الملك العادل

- ‌ودخلت سنة ست وتسعين وخمسمائة

- ‌ذكر وصولالملك الكامل بن الملك العادل

- ‌ذكر وقوعالخلف بين الملكين: الأفضل والظاهر

- ‌ذكر تأخرالعسكر إلى رأس الماء ثم تفرقهم

- ‌ذكر تعويضابن المقدّم عن بعرين منبج وقلعة نجم

- ‌ ودخلت سنة سبع وتسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر استيحاش الصلاحيةمن الملك العادل وميلهم إلى الملك الأفضل

- ‌ذكر استيلاءالملك الظاهر على منبج وقلعة نجم

- ‌ذكر منازلةالملك الظاهر حماة ورحيله عنها

- ‌ذكر منازلةالملك الأفضل والملك الظاهر دمشقوهى المنازلة الثانية

- ‌ذكر تسليمصرخد إلى زين الدين قراجا

- ‌ذكر وصولالملك العادل إلى نابلس

- ‌ذكر مضايقةالملك الأفضل والظاهر دمشق

- ‌ذكر الاختلافبين الملكين: الأفضل والظاهر

- ‌ودخلت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر رحيلالملك الأفضل والملك الظاهر عن دمشق

- ‌ذكر قدومالملك العادل إلى دمشق

- ‌ذكر وصولالملك العادل إلى حماةوانتظام الصلح بينه وبين الملك الظاهر

- ‌ودخلت سنة تسع وتسعين وخمسائة

- ‌ذكر الحوادثالمتجددة بالشرق

- ‌ذكر إخراجالملك العادل الملك المنصور

- ‌ذكر نزولالملك المنصور ببعرين مرابطا للفرنج

- ‌ذكر الوقعة التي أوقعها الملك المنصور بالفرنج

- ‌ذكر الوقعةالتي أوقعها الملك المنصور ببيت الاستبار

- ‌قال عز الدين بن الأثير:

- ‌ودخلت سنة ستمائة:

- ‌ذكر وقوع الهدنةبين الملك المنصور والفرنج

- ‌ ذكر نزول الملك العادل على الطور لمحاربة الفرنج

- ‌ذكر استيلاء الفرنج على قسطنطينية

- ‌ودخلت سنة إحدى وستمائة:

- ‌ذكرى الهدنة مع الفرنج

- ‌ذكر رحيلالملك العادل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر إغارةالفرنج على حماة

- ‌ذكر الهدنةبين الملك المنصور والفرنج

- ‌ذكر إغارة الفرنج على جبلة واللاذقية

- ‌ذكر واقعة غريبة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وستمائة:

- ‌ودخلت سنة ثلاث وستمائة

- ‌ذكر مسير الملك العادل إلى الشام

- ‌ذكر وصول الملك العادل إلى بحيرة قدس وما فعله بالساحل بعد ذلك

- ‌ودخلت سنة أربع وستمائة:

- ‌ذكر استيلاءالملك الأوحد نجم الدين أيوب بن الملك العادلعلى خلاط وبلادها

- ‌ذكر الفتنة بخلاط

- ‌ذكر التشريفالوارد إلى الملك العادلمن الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين

- ‌ودخلت سنة خمس وستمائة:

- ‌ذكر قدوم الملك الأشرف إلى حلب

- ‌ذكر مقتلمعز الدين سنجر شاه - صاحب الجزيرة

- ‌ودخلت سنة ست وستمائة:

- ‌ ذكر مسير الملك العادل إلى البلاد الشرفية

- ‌ذكر منازلة الملك العادلسنجار

- ‌ذكر رحيلالملك العادل عن سنجار ورجوعه إلى حرّانبعد انتقاض ما بينه وبين ابن أخيه الملك الظاهروصاحب الموصل وصاحب إربل

- ‌ذكر وفاةالملك المؤيد نجم الدين مسعودابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين

- ‌ودخلت سنة سبع وستمائة:

- ‌ذكر وفاةنور الدين صاحب الموصل

- ‌ذكر صفتهوسيرته رحمه الله

- ‌ذكر استيلاءالملك القاهر بن نور الدينعلى الموصل

- ‌ذكر رحيلالملك العادل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر وفاة الملك الأوحد بن الملك العادل واستيلاء أخيه الملك الأشرف على خلاط

- ‌ودخلت سنة ثمان وستمائة:

- ‌ذكر الفتنة بمكة

- ‌ذكر عودالملك العادل إلى الشام

- ‌ذكر الاتفاقبين الملك الظاهر وعمه الملك العادلوخطبة الملك الظاهر ابنة الملك العادل

- ‌ودخلت سنة تسع وستمائة:

- ‌ذكر عمارة الطور

- ‌ذكر قبضالسلطان كيكاوس على أخيه كيقباذ

- ‌ودخلت سنة عشر وستمائة:

- ‌ذكر ولادة الملك العزيز بن الملك الظاهر

- ‌ذكر منازلةالفرنج الخوابى ثم رحيلهم عنها

- ‌ذكر رحيلالملك العادل إلى الديار المصرية

- ‌ذكر استيلاءالملك المسعود بن الملك الكامل على اليمن

- ‌ذكر وفاةأبى الحسن علىولد الخليفة الناصر لدين الله

- ‌ودخلت سنة ثلاث عشرة وستمائة:

- ‌ذكر وفاةالملك الظاهر - صاحب حلب رحمه الله

- ‌ذكر سيرتهرحمه الله

- ‌ذكر وقوع الخلف بين أمراء الدولة بحلب ثم زوال الخلف ووقوع الاتفاق

- ‌ودخلت سنة أربع عشرة وستمائة:

- ‌ذكر وصولالملك العادل إلى الشاموغارة الفرنج على المسلمين

- ‌ذكر نزولالفرنج على الطورومحاصرتهم له، ثم رحيلهم عنه

- ‌ودخلت سنة خمس عشرة وستمائة:

- ‌ذكر توجهالفرنج إلى الديار المصريةومنازلتهم ثغر دمياط

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ذكر قيامبدر الدين لؤلؤ بتدبير مملكة الموصلأتابكا لنور الدين بن الملك القاهر

- ‌ذكر قصدعز الدين - سلطان الروم - حلب

- ‌ذكر قدومالملك الأشرف إلى حلبلنجدة الملك العزيز

- ‌ذكر انهزامعز الدين - سلطان الروم -من الملك الأشرف

- ‌ذكر وفاةالسلطان الملك العادلسيف الدين أبى بكر بن أيوب رحمه الله

- ‌قال عز الدين بن الأثير:

- ‌ذكر سيرته رحمه الله

- ‌ومنها في مدح الملك العادل:

- ‌ومنها في مدح أولاد الملك العادل ووصفهم رحمهم الله أجمعين

- ‌‌‌وشفيفاه:

- ‌وشفيفاه:

- ‌الملاحق

- ‌(1)خطاب بقلم القاضى الفاضل، مرسل من السلطان صلاح الدين إلى الخليفة المستضىء بنور الله ببغداد، يبشره بفتح بلد من بلاد النوبة، والنّصرة عليها

- ‌(2)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى الخليفة ببغداد، يبشره بفتح بلد من بلاد النوبة لذلك، وانهزام ملكها بعساكره

- ‌(3)تذكرة أنشأها القاضى الفاضل عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأرسلها صحبة الأمير شمس الدين الخطيب - أحد أمراء الدولة الصلاحية - إلى أبواب الخلافة ببغداد، في خلافة الناصر لدين الله

- ‌(4)صورة العهد الصادر عن ديوان الإنشاء ببغداد بتولية صلاح الدين ملك مصر وأعمالها، والصعيد الأعلى، والاسكندرية وما يفتحه من بلاد الغرب والساحل، وبلاد اليمن وما افتتحه منها، ويستخلصه بعد من ولايتها

- ‌(5)كان صلاح الدين قد أناب عنه في سنة 582 ابنه العزيز في حكم مصر، وأقطع أخاه العادل مديرية الشرقية، فغضب ابن أخيه تقى الدين عمر، وأخذ يعد العدة للمسير بجيشه لفتح المغرب، يلتمس لنفسه ملكا هناك

- ‌(6)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى ديوان الخلافة ببغداد يعتذر له عن تأخر الكتب، ويذكر له خبر صاحب قسطنطينية وصاحب صقلية من ملوك النصرانية من الروم والفرنج

- ‌(7)رسالة بقلم القاضى الفاضل مرسلة من السلطان الملك الناصر صلاح الدين إلى أخيه الملك العادل أبى بكر

- ‌(8)قطعة من خطاب ثان بقلم القاضى الفاضل، مرسل من صلاح الدين - وكان في الشام - إلى أخيه العادل - في مصر - بشأن الانتصار سالف الذكر، وفيه يأمره بالإسراع بقتل أسرى الفرنج حتى لا يبقى منهم أحد يخبر بطريق ذلك البحر (الأحمر)

- ‌(9)قطعة من خطاب ثالث بقلم الفاضل مرسل من صلاح الدين إلى العادل في مصر يكرر فيه ضرورة القضاء على أسرى الفرنج في الموقعة السابقة الذين جرءوا على اجتياز بحر الحجاز

- ‌(10)قطعة من خطاب آخر مرسل من صلاح الدين إلى الخليفة في بغداد بشأن الغزوة الفرنجية سالفة الذكر في البحر الأحمر

- ‌(11)قطعة من خطاب آخر مرسل من صلاح الدين إلى الخليفة ببغداد بشأن غزوة الفرنج سالفة الذكر في البحر الأحمر، وبهذا الخطاب تفصيلات جديدة هامة

- ‌(12)قطعة من خطاب مرسل من صلاح الدين - وكان بالشام - إلى الخليفة في بغداد ينقل إليه أخبار بعض انتصارات أسطوله على الفرنج في البحر المتوسط، وبعض انتصارات عسكره في المغرب

- ‌(13)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى «بردويل» أحد ملوك الفرنج، وهو يومئذ مستول على بيت المقدس وما معه، معزّيا له في أبيه، ومهنئا له بجلوسه في الملك بعده

- ‌(14)قطعة من خطاب مرسل من القاضى الفاضل إلى السلطان صلاح الدين في نفس السنة 582 بشأن موقف أخيه العادل وابن أخيه المظفر تقى الدين عمر منه وطمعهما في ملك يطمئنان إليه

- ‌(15)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين في جواب كتاب ورد عليه مخبرا فيه بالحركة للقاء العدو

- ‌(16)قطعة من خطاب أرسله السلطان صلاح الدين إلى بعض إخوانه وهو يجمع الجموع ويحشد الحشود في سنة 582 هـ استعدادا لموقعة حطين

- ‌(17)خطاب مرسل من عبد الله بن أحمد المقدسى - وكان مقيما بعسقلان - إلى بغداد في وصف موقعة حطين

- ‌(18)لم يكن القاضى الفاضل حاضرا موقعة حطين، بل كانفي دمشق، ومنها أرسل هذا الخطاب إلى صلاح الدين يهنئه بالنصر العظيم

- ‌(19)خطاب من السلطان صلاح الدين إلى بغداد في وصف وقعة حطين، والخطاب بقلم القاضى الفاضل كتبه من عكا بعد أن فتحها صلاح الدين بعيد انتصاره في حطين

- ‌(20)قطعة من خطاب آخر مرسل من صلاح الدين وهو في عكا للبشرى بانتصاره في وقعة حطين

- ‌(21)خطاب بقلم العماد الأصفهانى مرسل من صلاح الدين إلى الديوان العزيز ببغداد يصف فيه انتصاراته في حطين وعكا، واستيلاءه على معظم مدن الساحل وهو يتهيأ لاستعادة بيت المقدس (أبو شامة: الروضتين، ج 2، ص 89، عن العماد)

- ‌(22)خطاب أرسله السلطان صلاح الدين إلى بعض أهله يشير فيه إلى فتح معظم مدن الساحل وتهيئه للمسير لفتح بيت المقدس

- ‌(23)خطاب بقلم القاضى الفاضل أرسله السلطان صلاح الدين إلى الديوان العزيز - أيام الخليفة الناصر لدين الله - ينبئه بفتح القدس الشريف واستنقاذه من أيدى الصليبيين

- ‌(24)خطاب بقلم العماد الأصفهانى صادر عن صلاح الدين إلى الخليفة الناصر لدين الله ببغداد ينبئه بفتح القدس

- ‌(25)خطاب مرسل من السلطان صلاح الدين إلى أخيه سيف الإسلام - صاحب اليمن - يستقدمه إليه، معاونا له على قتال الفرنج، ويخبره بما وقع له من الفتوحات في سنة أربع وثمانين وخمسمائة

- ‌(26)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من صلاح الدين إلى ديوان الخلافة ببغداد

- ‌(27)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى الخليفة الناصر لدين الله بخبر ملك الألمان والقتال معه، في جواب كتاب ورد عليه

- ‌(28)نسخة العهد المكتوب به من ديوان الخلافة ببغداد إلى السلطان الملك العادل أبى بكر بن أيوب - أخى السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب

- ‌(29)مرسوم بقلم القاضى الفاضل صادر عن صلاح الدين لتحويل السنة الخراجية إلى سنة هلالية

- ‌(30)خطاب بقلم القاضى الفاضل مرسل من السلطان صلاح الدين إلى صاحب مكة، جوابا عن كتاب ورد منه عليه في معنى وصول غلال بعث بها إلى مكة

- ‌(31)خطاب أرسله القاضى الفاضل إلى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب يهنئه بمولود ولدله

- ‌(32)نسخة خطاب مرسل إلى الملك العادل أبى بكر بن أيوب في جواب كتاب ورد منه بالبشارة بفتح خلاط

- ‌(33)نسخة توقيع صادر عن السلطان صلاح الدين إلى أخيه الملك العادل أبى بكر بإقطاع بالديار المصرية، وبلاد الشام، وبلاد الجزيرة، وديار بكر، وذلك في سنة 580 هـ بعد الانفصال من حرب الفرنج بعكا وعقد الهدنة معهم

الفصل: ‌(3)تذكرة أنشأها القاضى الفاضل عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأرسلها صحبة الأمير شمس الدين الخطيب - أحد أمراء الدولة الصلاحية - إلى أبواب الخلافة ببغداد، في خلافة الناصر لدين الله

(3)

تذكرة أنشأها القاضى الفاضل عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأرسلها صحبة الأمير شمس الدين الخطيب - أحد أمراء الدولة الصلاحية - إلى أبواب الخلافة ببغداد، في خلافة الناصر لدين الله

وفى هذه التذكرة يعدد صلاح الدين فتوحه وانتصاراته في مصر واليمن والمغرب، ويسأل الخليفة أن يرسل إليه التقاليد بتوليته على هذه البلاد وعلى ما قد يفتحه في المستقبل من بلاد أخرى (1).

(عن: صبح الأعشى، ج 13، ص 81 - 90)

تذكرة مباركة ولم تزل الذكرى للمؤمنين نافعة ولعوارض الشكّ دافعة؛ ضمّنت أغراضا يقيّدها الكتاب، إلى أن يطلقها الخطاب، على أن السائر سيّار البيان، والرسول يمضى على رسل التبيان؛ والله سبحانه يسدّده قائلا وفاعلا، ويحفظه بادئا وعائدا، ومقيما وراحلا.

الأمير الفقيه شمس الدين خطيب الخطباء - أدام الله نعمته وكتب سلامته،

(1) كنا نشرنا نص هذه التذكرة في ملاحق الجزء الثانى من طبعتنا هذه لمفرج الكروب نقلا عن الروضتين، غير أنا وجدنا بعد هذا أن صاحب صبح الأعشى قد أثبت نص هذه التذكرة كاملا، في حين أنه في الروضتين ينقص المقدمة والخاتمة، ولهذا آثرنا نشر النص الكامل هنا مرة أخرى.

ص: 289

وأحسن صحابته - يتوجه بعد الاستخارة، ويقصد دار السلام، والخطّة التي هى عشّ بيضة الإسلام؛ ومجتمع رجاء الرجال، ومتسع رحاب الرّحال؛ فإذا نظر تلك الدار الدارّ سحابها، وشافه بالنظر معالم ذلك الحرم المحرّم خطابها؛ ووقف أمام تلك المواقف التي تحسد الأرجل عليها الرءوس، وقام بتلك المنازل التي تنافس الأجسام فيها النفوس، فلو استطاعت لزارت الأرواح محرمة من أجسادها، وطافت بكعبتها متجردة من أغمادها، فليمطر الأرض هناك عنّا قبلا تخضّلها، بأعداد لا نحصّلها؛ وليسلّم عليها سلاما نعتدّه من شعائر الدين اللازمة، وسنن الإسلام القائمة، وليورد عنا تحيّة يستنزلها من عند الله تحية مباركة طيّبة، وصلاة تخترق أنوارها الأستار المحجّبة، وليصافح عنّا بوجهه صفحة الثّرى، وليستشرف عنا بنظره فقد ظفر بصباح السّرى، وليستلم الأركان الشريفة، فإن الدّين إليها مستند، وليستدم الملاحظات اللطيفة، فإن النور منها مستمدّ، وإذا قضى التسليم وحقّ اللقاء، واستدعى الإخلاص جهد الدعاء، فليعد وليعد حوادث ما كانت حديثا يفترى، وجوارى أمور إن قال منها كثيرا فأكثر منه ما جرى، وليشرح صدرا منها لعله يشرح منا صدرا، وليوضّح الأحوال المستسرة فإنّ الله لا يعبد سرّا:

ومن الغرائب أن تسير غرائب

في الأرض لم يعلم بها المأمول

كالعيس أقتل ما يكون لها الظّما

والماء فوق ظهورها محمول

فإنا كنا نقتبس النار بأيدينا، وغيرنا يستنير، ونستنبط الماء بأيدنا، وغيرنا يستمير، ونلقى السّهام بنحورنا، وغيرنا يغيّر التصوير، ونصافح الصّفاح بصدورنا، وغيرنا يدّعى التصدير، ولا بدّ أن نستردّ بضاعتنا، بموقف العدل الذى تردّ به الغصوب، ونظهر ظاعتنا، فنأخذ بحظّ الألسنة كما أخذنا بحظّ القلوب، وما كان العائق إلا أنّا كنا ننظر ابتداء من الجانب الشريف بالنعمة،

ص: 290

يضاهى ابتداءنا بالخدمة، وإيجابا للحق، يشاكل إيجابنا للسبق، إلى أن يكون سحابها بغير يد مستنزلا، وروضها بغير غرس مطفلا.

كان أول أمرنا أنا كنا في الشام نفتح الفتوحات مباشرين بأنفسنا، ونجاهد الكفّار متقدمين لعساكره نحن ووالدنا وعمّنا، فأىّ مدينة فتحت، أو معقل ملك، أو عسكر للعدو كسر، أو مصافّ للإسلام معه ضرب، فما يجهل أحد، ولا يجحد عدو، أنّا نصطلى الجمره، ونملك الكسره، ونتقدم الجماعة ونرتّب المقاتلة، وندبّر التعبئة، إلى أن ظهرت في الشام الآثار التي لنا أجرها، ولا يضرّنا أن يكون لغيرنا ذكرها.

وكانت أخبار مصر تتصل بنا بما الأحوال عليه فيها من سوء التدبير، ومما دولتها عليه من غلبة صغير على كبير، وأن النظام قد فسد، والإسلام بها قد ضعف عن إقامته كل قائم بها وقعد، والفرنج قد احتاج من يدبرها إلى أن يقاطعهم بأموال كثيرة، لها مقادير خطيرة، وأن كلمة السّنّة بها وإن كانت مجموعة، فإنها مقموعة، وأحكام الشريعة وإن كانت مسمّاة، فإنها متحاماة، وتلك البدع بها على ما يعلم، وتلك الضلالات فيها على ما يفتى منها بفراق الإسلام ويحكم، وذلك المذهب قد خالط من أهله اللحم والدم، وتلك الأنصاب قد نصبت آلهة تتّخذ من دون الله تعظّم وتفخّم، فتعالى الله عن شبه العباد، وويل لمن غرّه تقلّب الذين كفروا في البلاد.

فسمت هممنا دون همم ملوك الأرض إلى أن نستفتح مقفلها، ونسترجع للإسلام شاردها، ونعيد على الدين ضالّته منها، فسرنا إليها بعساكر ضخمة، وجموع جمّة، وبأموال انتهكت الموجود، وبلغت منا المجهود، وأنفقناها، من خالص ذممنا وكسب أيدينا، ومن أسارى الفرنج الواقعين في قبضتنا، فعرضت عوارض منعت، وتوجّهت

ص: 291

للمصريين حيل باستنجاد الفرنج تمّت: (ولكلّ أجل كتاب). ولكلّ أمل باب.

وكان في تقدير الله سبحانه أنا نملكها على الوجه الأحسن، ونأخذها بالحكم الأقوى الأمكن، فغدر الفرنج بالمصريين غدرة في هدنة عظم خطبها وخبطها، وعلم أنّ استئصال كلمة الإسلام محطّها، وكاتبنا المسلمون من مصر في ذلك الزمان، كما كاتبنا المسلمون من الشام في هذا الأوان، بأنا إن لم ندرك الأمر وإلا خرج من اليد، وإن لم ندفع غريم اليوم لم يمهل إلى الغد، فسرنا بالعساكر الموجودة والأمراء الأهل المعروفة إلى بلاد قد تمهّد لنا بها أمران، وتقرر لنا فيها في القلوب ودّان: الأول لما علموه من إيثارنا المذهب الأقوم، وإحياء الحقّ الأقدم، والآخر لما يرجونه من فكّ إسارهم، وإقالة عثارهم، ففعل الله ما هو أهله، وجاء الخبر إلى العدو فانقطع حبله، وصاقت به سبله، وأفرج عن الديار بعد أن كانت ضياعها ورساتيقها وبلادها وإقليمها قد نفذت فيها أوامره، وخفقت عليها صلبانه، وأمن من أن يسترجع ما كان بأيديهم حاصلا، وأن يستنقذ ما صار في ملكهم داخلا، ووصلنا البلاد وبها أجناد، عددهم كثير، وسوادهم كبير، وأموالهم واسعة، وكلمتهم جامعة، وهم على حرب الإسلام أقدر منهم على حرب الكفر، والحيلة في السر منهم أنفذ من العزيمة في الجهر. وبها راجل من السودان يزيد على مائة ألف رجل، كلهم أغتام أعجام، إن هم إلا كالأنعام، لا يعرفون ربّا إلا ساكن قصره، ولا قبلة إلا ما يتوجهون إليه من ركنه، وبها عسكر من الأرمن باقون على النصرانية، موضوعة عنهم الجزية، كانت لهم شوكة وشكّة، وحمية وحمة، ولهم حواش لقصرهم من بين داع تلطف في الضلال مداخله، وتصيب العقول مخاتله، ومن بين كتّاب، أقلامهم تفعل أفعال الأسل، وخدّام يجمعون إلى سواد الوجوه سواد النّحل، ودولة

ص: 292

قد كبر عليها الصغير، ولم يعرف غيرها الكبير، ومهابة تمنع خطرات الضمير، فكيف لحظات التدبير.

هذا إلى استباحة للمحارم ظاهرة، وتعطيل للفرائض على عادة جارية، وتحريف للشريعة بالتأويل، وعدول إلى غير مراد الله في التنزيل، وكفر سمى بغير اسمه، وشرع يستربه، ويحكم بغير حكمه.

فمازلنا نسحتهم سحت المبارد للشفار، ونتحيفهم تحيّف الليل والنهار للأعمار، بعجائب تدبير، لا تحتملها المساطير، وغرائب تقرير لا تحملها الأساطير، ولطف توصل ما كان في حيلة البشر ولا قدرتهم إلا إعانة المقادير، وفى أثناء ذلك استنجدوا علينا الفرنج دفعة إلى بلبيس، ودفعة إلى دمياط، وفى كل منهما وصلوا بالعدو المجهر والحشد الأوفر، وخصوصا في نوبة دمياط فإنهم نازلوها بحرا في ألف مركب مقاتل وحامل، وبرأ في مائتى ألف فارس وراجل، وحصروها شهرين يباكرونها ويراوحونها، ويماسونها ويصابحونها، القتال الذى يصليه الصليب، والقراع الذى ينادى به من مكان قريب، ونحن نقاتل العدوين: الباطن والظاهر، ونصابر الضدين:

المنافق والكافر، حتى أتى الله بأمره، وأيّدنا بنصره، وخابت المطامع من المصريين ومن الفرنج، ومن ملك الروم ومن الجنويين وأجناس الروم، لأن أنفارهم تنافرت، ونصاراهم تناصرت، وأناجيل طواغيتهم رفعت، وصلب صلبوتهم أخرجت، وشرعنا في تلك الطوائف من الأجناد والسودان والأرمن فأخرجناهم من القاهرة تارة بالأوامر المرهقة لهم، وبالذنوب الفاضحة منهم، وبالسيوف المجردة وبالنار المحرقة، حتى بقى القصر ومن به من خدمه قد تفرقت شيعه، وتمزقت بدعه، وخفتت دعوته، وخفيت ضلالته.

فهنالك تمت لنا إقامة الكلمة والجهر بالخطبة، والرفع للواء السواد الأعظم،

ص: 293

والجمع لكلمة السواد الأعظم، وعاجل الله الطاغية الأكبر بفنائه، وبرأنا من عهدة يمين كان حنثها أيسر من إثم إبقائه، إلا أنه عوجل لفرط روعته ووافق هلاك شخصه هلاك دولته.

ولما خلا ذرعنا، ورحب وسعنا، نظرنا في الغزوات إلى بلاد الكفار، فلم تخرج سنة إلا عن سنّة أقيمت فيها برا وبحرا، ومركبا وظهرا، إلى أن أوسعناهم قتلا وأسرا، وملكنا رقابهم قهرا وقسرا، وفتحنا لهم معاقل ما خطر أهل الإسلام فيها منذ أخذت من أيديهم، وما أوجفت فيها خيلهم ولا ركابهم مذ ملكها أعاديهم، فمنها ما حكمت فيه يد الخراب، ومنها ما استولت عليه يد الاكتساب، ومنها قلعة بثغر أيلة كان العدو قد بناها في بحر الهند، وهو المسلوك منه إلى الحرمين واليمن، وغزا ساحل الحرم فسبى منه خلقا، وخرق الكفر في هذا الجانب خرقا، فكادت القبلة أن يستوى على أصلها، ومساجد الله أن يسكنها غير أهلها، ومقام الخليل صلوات الله عليه أن يقوم به من ناره غير برد وسلام، ومضجع الرسول شرّفه الله أن يتطرقه من لا يدين بما جاء به من الإسلام، ففتح الله هذه القلعة وصارت معقلا للجهاد، وموئلا لسفار البلاد، وغيرهم من عباد العباد، فلو شرح ما تم بها للمسلمين من الأثر الجليل، وما استدّ من خلاتهم، وأحرق من زروع المشركين ورعى من غلاتهم، إلى أن ضعفت ثغورهم، واختلت أمورهم، لاحتيج فيه إلى زمن يشغل عن المهمات الشريفة لسماع مورده، وإيضاح مقصده.

وكان باليمن ما علم من ابن مهدى الضال وله آثار في الإسلام، وثأر طالبه النبى عليه الصلاة والسلام، لأنه سبى الشرائف الصالحات وباعهن بالثمن البخس، واستباح منهن كل ما لا تقر عليه نفس، وكان ببدعه دعا إلى قبر أبيه وسماه كعبه، وأخذ أموال الرعايا المعصومة وأجاحها، وأحلّ الفروج المحرّمة وأباحها، فأنهضنا

ص: 294

إليه أخانا بعسكرنا بعد أن تكلفنا له نفقلت واسعة، وأسلحة رائعة، وسار فأخذناه ولله الحمد، وأنجح الله فيه القصد، ووردتنا. كتب عساكرنا وأمرائنا بما نفذ في ابن مهدى وبلاده المفتتحة ومعاقله المستضافة، والكلمة هنالك بمشيئة الله إلى الهند سارية، وإلى ما لم يفتض الإسلام عذرته منذ أقام الله كلمته متمادية.

ولنا في المغرب، أثر أغرب، وفى أعماله أعمال دون مطلبها كما يكون المهلك دون المطلب، وذلك أن بنى عبد المؤمن قد اشتهر أن أمرهم أمر، وملكهم قد عمر، وجيوشهم لاتطاق، وأوامرهم لا تشاق، ونحن والحمد لله قد ملكنا مما يجاورنا منه بلادا تزيد مسافتها على شهر، وسيرّنا عسكرا بعد عسكر رجع بنصر بعد نصر، ومن البلاد المشاهير، والأقاليم الجماهير: - لك، برقة، قفصة، قسطيلية، توزر.

كل هذه تقام فيها الخطبة لمولانا الإمام المستضىء بالله - سلام الله عليه - ولا عهد للإسلام بإقامتها، وتنفذ فيها الأحكام بعلمها المنصور وعلامتها.

وفى هذه السنة كان عندنا وفد قد شاهده وفود الأمصار، مقداره سبعون راكبا كلهم يطلب لسلطان بلده تقليدا، ويرجو منا وعدا ويخاف وعيدا.

وقد صدرت عنا بحمد الله تقاليدها، وألقيت إلينا مقاليدها، وسيرّنا الخلع والألوية، والمناشير بما فيها من الأوامر والأقضية.

وأما الأعداء الذين يحدقون بهذه البلاد، والكفار الذين يقاتلونها بالممالك العظام والعزائم الشداد، فمنهم: صاحب قسطنطينية وهو الطاغية الأكبر، والجبار الأكفر، وصاحب المملكة التي أكلت على الدهر وشربت، وقائم النصرانية التي حكمت دولته على ممالكها وغلبت، وجرت لنا معه غزوات بحرية، ومناقلات ظاهرية وسرية، وكانت له في البلاد مطامع، منها أن يجبى خراجا،

ص: 295

ومنها أن يملك منها فجاجا، وكانت غصة لا يسيغها الماء، وداهية لا ترجى لها الأرض بل السماء، فأخذنا ولله الحمد بكظمه، وأقمناه على قدمه، ولم نخرج من مصر، إلى أن وصلتنا رسله في جمعة واحدة في نوبتين بكتابين، كل واحد منهما يظهر فيه خفض الجناح، وإلقاء السلاح، والانتقال من معاداة، إلى مهاداة، ومن مناضحة إلى مناصحة، حتى إنه أنذر بصاحب صقلية وأساطيله التي يرد ذكرها، وعساكره التي لم يخف أمرها.

ومن هؤلاء الكفار صاحب صقلية هذا، كان حين علم أن صاحب الشام وصاحب قسطنطينية قد اجتمعا في نوبة دمياط، فغلبا وهزما وكسرا، أراد أن يظهر قوته المستقلة بمفردها، وعزمته القائمة بمجردها، فعمّر أسطولا استوعب فيه ماله وزمانه: فإنه إلى الآن منذ خمس سنين يكثّر عدته، وينتخب عدته، ويجتلب مقاتلته إلى أن وصل منها في السنة الخالية إلى اسكندرية أمر رائع، وخطب هائل، وما أثقل ظهر البحر مثل حمله، ولا ملأ صدره مثل خيله ورجله، ما هو إقليم بل أقاليم نقله، وجيش ما احتفل ملك قط بنظيره لولا أن الله خذله؟ ولو ذهبنا نصف ما ذهب، فيه من ذهب، وما أخذ منه من سلاح وخيل وعدد ومجانيق، ومن أسر منه من خيالة كبار ومقدمين ذوى أقدار وملوك يقاطعون بالجمال التي لها مقدار، وكيف أخذه وهو في العدد الأكثر بالعدد الأقل من رجالنا، وكيف نصر الله عليه مع الأصعب من قتاله بالأسهل من قتالنا، لعلم أن عناية الله بالإسلام تغنيه عن السلاح، وكفاية الله لهذا الدين تكفيه مؤنة الكفاح.

ومن هؤلاء الجنوبين الذين يسربون الجيوش: البنادقة - البياشنة - الجنوية، كل هؤلاء تارة لا تطاق ضراوة ضرهم، ولا تطفأ شرارة شرهم، وتارة يجهزون سفّارا، يحتكمون على الإسلام في الأموال المجلوبة، وتقتصر عنهم يد الأحكام

ص: 296

المرهوبة؛ وما منهم الآن إلا من يجلب إلى بلدنا آلة قتاله وجهاده، ويتقرب إلينا بإهداء طرائف أعماله وبلاده، وكلهم قد قررت معه المواصفة، وانتظمت معه المسالمة؛ على ما نريد ويكرهون، ونؤثر ولا يؤثرون.

ولما قضى الله بالوفاة النورية، وكنا في تلك السنة على نية الغزو، والعساكر قد ظهرت، والمضارب قد برزت، ونزل الفرنج بانياس وأشرفوا على احتيازها، ورأوها فرصة مدوا إليها يد انتهازها، استصرخ بنا صاحبها للمانعة، واستنهضنا لتفريج الكرب الواقعة؛ فسرنا مراحل اتصل بالعدو أمرها، وعوجل بالهدنة الدمشقية التي لولا مسيرنا ما انتظم حكمها ولا قبل كثيرها ولا قليلها؛ ثم عدنا إلى البلاد فتوافت إلينا الأخبار بما الدولة النورية عليه من تشعب الآراء وتوزعها، وتشتت الأمور وتقطعها؛ وأنّ كل قلعة قد حصل فيها صاحب، وكل جانب قد طمح إليه طالب، والفرنج قد بنوا بلادا يتحيّفون بها الأطراف الإسلامية، ويضايقون بها البلاد الشامية، وأمراء الدولة قد سجن أكابرهم وعوقبوا وصودروا، والمماليك الذين للمتوفى أغرار خلقوا للأطراف لا للصدور، وجعلوا للقيام لا للجلوس في المحفل المحصور، وقد مدّوا الأعين والأيدى والسيوف، وساءت سيرتهم في الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف، وكلّ واحد يتخذ عند الفرنج يدا، ويجعلهم لظهره سندا ويرفع عنهم ذخيرة كانت للإسلام، ويفرج لهم عن أسير من أكابر الكفار كان مقامه مما يدفع شرا، ولا يزيد نار الكفر جمرا، وإطلاقه يجلب قطيعة تقوى إسلاما وتضعف كفرا، فكثرت إلينا مكاتبات أهل الآراء الصائبة، ونظرنا للاسلام ولنا ولبلاد الإسلام في العاقبة.

وعرفنا أن البيت المقدس إن لم تتيسر الأسباب لفتحه. وأمر الكفر إن لم يجرد العزم في قلعه، وإلا ثبتت عروقه، واتسعت على أهل الدين خروقه؛

ص: 297

وكانت الحجة لله قائمة، وهمم القادرين بالقعود آئمة، وإنا لا نتمكن بمصر منه مع بعد المسافة، وانقطاع العمارة وكلال الدواب، وإذا جاورناه كانت المصلحة بادية، والمنفعة جامعة، واليد قادرة، والبلاد قريبة، والغزوة ممكنة، والميرة متسعة والخيل مستريحة. والعساكر كثيرة. والجموع متيسرة. والأوقات مساعدة.

وأصلحنا ما في الشام من عقائد معتلة. وأمور مختلة. وآراء فاسدة، وأمراء متحاسدة؛ وأطماع غالبة، وعقول غائبة؛ وحفظنا الولد القائم بعد أبيه. وكفلناه كفالة من يقضى الحقّ ويوفيه، فإنا به أولى من قوم يأكلون الدنيا باسمه، ويظهرون الوفاء بخدمه وهم عاملون بظلمه؛ والمراد الآن هو كل ما يقوى الدولة، ويؤكد الدعوة؛ ويجمع الأمة، ويحفظ الألفة، ويضمن الزلفة، ويفتح بقية البلاد. ويطبق بالاسم العباسى كل ما تخطئه العهاد - ونحن نقترح على الأحكام المعهودة، وننتظر أن يأتى الإنعام على الغايات المزيدة؛ وهو: تقليد جامع لمصر والمغرب واليمن والشام، وكل ما تشتمل عليه الولاية النورية، وكل ما يفتحه الله الدولة بسيوفنا وسيوف عساكرنا. ولمن نقيمه من أخ وولد من بعدنا، تقليدا يضمن للنعمة تخليدا.

وللدعوة تجديدا؛ مع ما ينعم به من السمات التي يقتضيها الملك، فإن الإمارة اليوم بحسن نيتنا في الخدمة تصرّف بأقلامنا. وتستفاد من تحت أعلامنا. ويتبين أن أمراء الدولة النورية يحتاج إليهم في فتح البلاد القدسية ضرورة: لأنها منازل العساكر، ومجمع الأنفار والعشائر، فمتى لم يكن عليهم يد حاكمة، وفيهم كلمة نافذة، منعهم ولاة البلاد وبغاة العناد.

وبالجملة فالشام لا ينتظم أمره بمن فيه، وفتح بيت المقدس ليس له قرن يقوم به ويكفيه؛ والفرنج، فهم يعرفون منا خصما لا يمل الشر حتى يملوا، وقرنا لا يزال يحرم السيف حتى يحلوا؛ حتى إنا لما جاورناهم في هذا الأمد القريب، وعلموا أن المصحف قد جاء بأيدينا يخاصم الصليب؛ استشعروا بفراق بلاهم. وتهادوا

ص: 298

التعازى لأرواحهم بأجسادهم، وإذا سدّد رأينا حسن الرأى ضربنا بسيف يقطع في غمده، وبلغنا المنى بمشيئة الله ويد كل مسلم تحت برده، واستنقذنا أسيرا من المسجد الذى أسرى الله إليه بعبده.

هذا ما لاح طلبه على قدر الزمان. والأنفس تطلب على مقدار الإحسان؛ فإن في استنهاض نيات الخدام بالإنعام ما يعود على الدولة منافعه، وتنكأ الأعداء مواقعه؛ وتبعث العزائم من موت منامها، وتنفض البصائر غبار ظلامها، والله تعالى ينجد إرادتنا في الخدمة بمضاعفة الاقتدار، ومساعدة الأقدار إن شاء الله تعالى.

ص: 299