الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وصول
الملك العادل إلى حماة
وانتظام الصلح بينه وبين الملك الظاهر
وفى هذه السنة توجّه الملك العادل بالعساكر إلى حماة، ونزل على تل صفرون، وقام الملك المنصور بجميع وظائفه وكلفه وما يحتاج إليه.
وبلغ الملك الظاهر وصول عمّه إلى حماة بنيّة قصده وحصاره، فخاف واستشعر، وأمر بالاستعداد، وجمع المير والذخائر، واستحلف الحلبيين، وأحضر (1) إليه مقدميهم. وقال:
«أنا واثق بعد الله تعالى بكم، وليس لى اعتماد إلا عليكم (2)» .
فقالوا: «نحن عبيدك، وسنبذل مهجنا بين يديك» .
وراسل عمّه، ولاطفه، وأهدى إليه، ووقعت بينهما مراسلات ومكاتبات، واستقرّ الأمر آخرا على أن قررت بيده منبج وأفامية وكفر طاب، وكان الملك العادل قد رام انتزاعها منه وردّها إلى ابن المقدّم.
وانتزع منه من إقطاع ابن المقدّم مفردة المعرة، وهى خمس وعشرون ضيعة، وسلمت إلى الملك المنصور.
وسلّمت قلعة نجم إلى الملك الأفضل مع سروج، ووعد بانتزاع رأس عين من (3) صاحب ماردين، وكانت بيده سميساط.
(1)(ك): «وأخرج»
(2)
النص في (ك) مختلف قليلا، وهو «أنا واثق بالله تعالى ثم بكم، والاعتماد عليكم»
(3)
(ك): «من يد ساحب»
وحلف الملك العادل للملك الظاهر.
وسلّم الملك العادل إلى ولده الملك الأشرف مظفر الدين [موسى](1) حرّان وما معها، وسيّره إلى الشرق.
وكان بميّا فارقين الملك الأوحد نجم الدين أيوب بن الملك العادل.
وتقرر بقلعة جعبر الملك الحافظ نور الدين أرسلان شاه بن الملك العادل.
ثم رجع الملك العادل إلى دمشق، وأقام بها، وقد انتظمت الممالك الشامية والشرقية والديار المصرية كلّها في سلك ملكه، وخطب له على منابرها كلّها، وضربت السكة فيها باسمه.
وفى هذه السنة توفى القاضى محيى الدين بن زكى الدين قاضى القضاة بدمشق وبلادها، وكان إليه قضاء حلب وبلادها (38 ب) من الأيام الناصرية.
ولما ورد القاضى بهاء الدين بن شداد إلى حلب كان بحلب زين الدين بنا البانياسى ينوب في القضاء بها عن محيى الدين فعلم ميل الملك الظاهر إلى تولية القاضى بهاء الدين القضاء (2)، فطلب دستورا من الملك الظاهر فأعطاه، وسافر إلى دمشق، فولّي الملك الظاهر بهاء الدين القضاء، فأنكر محيى الدين بن زكى الدين على زين الدين طلب الدستور، وقال:«لو كنت أقمت وولّي غيرك ناظرت عنك، فأما إذ فعلت ما فعلت ما بقيت أتكلم في قضاء حلب» .
وكان محيى الدين رحمه الله فاضلا مترسلا، وله النظم والنثر البديعان.
(1) ما بين الحاصرتين زيادة من (ك)
(2)
هذا اللفظ ساقط من (ك)
ولما توفى ولّي الملك العادل قضاء دمشق ولده زكىّ الدين، وهو الذى لما أراد الملك المعظم عزله والإخراق (1)؛ به بعث إليه قباء (2) وكمّه (3) وتقدم إليه بلبس ذلك، فلبسه، فحصل له غم بسبب ذلك، فمات بعد أيام قلائل.
وفى هذه السنة قدمت إلى حماة عصمة الدين ملكه (4) خاتون ابنة الملك العادل، وزينت حماة لمقدمها، وكان يوما مشهودا.
(1) الأصل: «الاحراق» ، والتصحيح عن (ك)
(2)
شرح هذا اللفظ في (مفرج الكروب، ج، 1، ص 279؛ هامش 4)
(3)
الكمة (والجمع كمام) فسرها (Dozy : Supp .Dict .efrab)
بأنهما قلنسوة مستديرة ومرتفعة Ponnet، hant et ronb ، وقد تترجم إلى bavecan أي الشكيمة من الحديد التي توضع في فم الحصان، والمعنى الأول هو المقصود هنا.
(4)
هذا اللفظ ساقط من (ك)