الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وملك الملك المعظم بلاد جهاركس (1) لأخيه شقيقه الملك العزيز عماد الدين عثمان (1)، وأعطى صرخد مملوكه عزّ الدين أيبك أستاذ داره.
ولم يزل أسامة معتقلا في الكرك إلى أن مات بها.
(2)
وقد قيل إن جماعة من الأمراء كانوا أشاروا على أسامة بتسليم كوكب وعجلون إلى الملك المعظم، ويأخذ عوضا عنهما، فما فعل، ولو فعل لم يطرأ عليه ما طرأ من الاعتقال وأخذ أمواله، وكانت جميع أمواله ودخائره بكوكب، فاستصفيت جميعها (2).
ذكر الفتنة بمكة
وفى هذه السنة كانت فتنة عظيمة بمكة، وسببها أن باطنيا وثب على قريب للشريف أبى عزيز قتادة - صاحب مكة - فقتله.
وكانت أم ألكيا حسن - صاحب الألموت - قد قدمت حاجة مع الحاج العراقى؛ فركب الشريف (3)، (4) أبو عزيز في الأشراف والعربان، وقصد الحاج العراقى فنهبهم نهبا ذريعا، ورموهم بالحجارة والنبل (4).
(1) هذه الفقرة ساقطة من (س).
(2)
مكان هذه الجملة في س (ص 169 ا) فقرة أكثر ايفاء وتفصيلا، وهذا نصها: وكان السبب في قبض الملك المعظم على أسامة أنه طلب من أسامة أن يسلم كوكب وعجلون إليه، فأبى ذلك، فأشار جماعة من الأمراء على أسامه بذلك، فلم يلتفت إليهم، وأغلظ لهم في القول، فبلغ الملك المعظم ذلك، فبقى في قلبه منه، وتم له مع أسامة ماتم، ولو فعل أسامة لم يطرأ عليه شىء من ذلك، وكان الملك المعظم قد بذل له عوضا عن هذه (كذا) الموضعين، فلم يفعل لأمر يريده الله أن يكون، ولما مات أسامة في الاعتقال أخذ الملك المعظم جميع أقواله، وكانت أمواله وذخائره كلها بكوكب فاستصفاها جميعها».
(3)
(ك): «السيد» .
(4)
النص في (س) مضطرب غير مفهوم وهو: «فركب الشريف أبو عزيز بن قريب والأشراف والعربان، وقصدوا الحاج العراقى لما قتل أبوه، فنهبهم نهبا، ورموهم بالحجارة والنبل لأن الباطنى الذى قتل صاحب مكة كان في حاج العراقى» .
فانتقل الحاج العراقى إلى الحاج الشامى، واستجاروا بهم، وكان في الحاج (1) الشامى ربيعة خاتون بنت أيوب أخت الملك العادل [زوجة مظفر الدين صاحب إربل](2)، فأجارت الحاج العراقى، ومنعت أبا عزيز منهم، ولولا إجارتها لهم لاستؤصلوا [عن آخرهم](2)، وذلك بعد أن نهب من الحاج العراقى من الأحمال والجمال ما لا يمكن وصفه.
ثم لما أرادوا دخول مكة منعوا منها، (58 ب) فما زالت ربيعة خاتون بأمير (3) مكة حتى أذن لهم، فدخلوا وقضوا حجهم.
وفى هذه السنة أظهر ألكيا جلال الدين حسن - إمام الباطنية صاحب الألموت - شعائر الإسلام، وأمر رعيته بالصلوات والحج وصيام رمضان، وإقامة وظائف الشريعة.
وكتب إلى الخليفة والملوك يعلمهم ذلك، وبعث والدته إلى مكة لتحج، فحجت كما ذكرنا، وأكرمت ببغداد لما دخلتها إكراما عظيما، وبعث جلال الدين حسن إلى الحصون التي لهم بالشام يلزمهم أن يفعلوا نظير ما فعله ببلاد العجم (4)، فأعلنوا بالأذان وإقامة الجمع وأظهروا أنهم قد التزموا بمذهب الشافعى رحمه الله.