الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(14)
قطعة من خطاب مرسل من القاضى الفاضل إلى السلطان صلاح الدين في نفس السنة 582 بشأن موقف أخيه العادل وابن أخيه المظفر تقى الدين عمر منه وطمعهما في ملك يطمئنان إليه
(عن: أبو شامة الروضتين، ج 2؛ ص 71)
«الملك العادل والملك المظفر المذكوران ما هما أخ وابن أخ، بل هما ولدان لا يعرفان إلا المولى والدا ومنعما، وكل واحد منهما له عشّ كثير الفراخ، وبيت كرقعة الشطرنج فيه صغار وكبار كالبيادق والرخاخ، فلا يقنع كلّ واحد منهما إلا طرف يملكه وأقليم يتفرّد به، فيدبّر مولانا في ذلك بما يقتضيه صدره الواسع وجوده الذى ما نظر مثله الناظر ولا سمع السامع، ولا ينسى قول عمر بن الخطاب - رضى الله عنه -:
«مروا القرابة أن يتزاوروا ولا يتجاوروا» .
وما على مولانا عجلة في تدبير يدبّره ولا في أمر يبيّته، (وستبدى لك الأيام ما كنت عارفا).
وفى غد ما ليس في اليوم، ولله أقدار، ولها أمد، وقد رزق الله مولانا ذرية تودّ لو قدمت أنفسها بين يديه، ولو اكتحلت أجفانها بغبار قدميه،
ما فيها من يشكى منه إلا التزيد في الطّلب، وهو من باب الثقة بكرم المنعم، ولهم أولاد، والمولى مدّ الآمال لهم، كما قال مولى الأمة:
«تناكحوا، تناسلوا، فإنى مكائر بكم الأمم» .
طالما قال لهم المولى: «لدوا، وعلىّ تجهيز الإناث. وغنى الذكور، وسواء على أفق هذا البيت طلوع الشمس والبدور» .