الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة اثنتين وستمائة:
والسلطان الملك العادل بالديار المصرية، والممالك بحالها.
وفى هذه السنة أغار ابن لاون - ملك الأرمن - على التركمان وهم نازلون بالنهر الأسود، فأخذ منهم عالما لا يحصى، واستاق نعمهم ومواشيهم، وسار إلى در بساك، فحرق ربضها، وعاد إلى بلاده.
فبعث الملك الظاهر سيف الدين بن علم الدين بن جندر، وفارس الدين ميمون القصرى إلى حارم، وسار بعساكره حتى خيّم على [مرج](1) دابق، وجمع إليه خلقا من التركمان.
فأرسل ابن لاون إلى الملك الظاهر في أن يردّ جميع ما أخذ، وطلب رسولا يتحدث معه.
فأرسل الملك الظاهر سعد الدين بن فاخر، فتحدث معه في الصلح، ورد الأخيذة، فاطمأنت القلوب، وأعطى الملك الظاهر التركمان الدستور بعد أن خلع عليهم.
ولما تحقق ابن لاون طمأنينة الناس سار إلى حارم، وضرب على العسكر النازل حولها وقت الصباح، فقتل جماعة، واستاق من كان في سوق العسكر، والرجّالة، ومن عجز عن الهرب، ثم سار من يومه ودخل بلاده.
فسار الملك الظاهر إلى حارم، فشاهد حالة قبيحة من كثرة القتلى، فسار حتى خيّم على جسر الحديد، وطلب جماعة من أنطاكية، واتفق معهم على أن
(1) ما بين الحاصرتين زيادة عن س.
يستخدم من الفرنج عشرة آلاف راجل، ويقصدون بلاد ابن لاون (1) من جهتهم، ويقصد الملك الظاهر بلاده من جهة قورص، ويجتمعون على إستئصال شأفته، وقلع أثره.
واتصل ذلك بابن لاون، فخضع، وبذل أن يعطى (48 ا) كل أسير [عنده](2) في بلده.
فأجاب الملك الظاهر إلى صلحه، وأرسل سعد الدين فتسلّم الأسرى [وكانوا خلقا كثيرا](2)، وعاد الملك الظاهر إلى حلب.
(1)(س): «بلاد الأرمن» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك) و (س).