الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5)
كان صلاح الدين قد أناب عنه في سنة 582 ابنه العزيز في حكم مصر، وأقطع أخاه العادل مديرية الشرقية، فغضب ابن أخيه تقى الدين عمر، وأخذ يعد العدة للمسير بجيشه لفتح المغرب، يلتمس لنفسه ملكا هناك
، وهذه قطعة من خطاب بقلم القاضى الفاضل أرسله صلاح الدين إلى ابن أخيه تقى الدين عمر في هذا المعنى
عن (أبو شامة: الروضتين، ج 2، ص 70)
سبب هذه الخدمة ما اتصل بالملوك من تردّد رسائل مولانا في التماس السّفر إلى الغرب، والدستور إليه.
(يكفى الزمان فما لنا نستعجل).
يا مولانا: ما هذا الواقع الذى وقع، وما هذا الغريم من الهمّ الذى ما اندفع، بالأمس ما كان لكم من الدنيا إلا البلغة، واليوم قد وهب الله هذه النعمة، وقد كان الشمل مجموعا، والهمّ مقطوعا ممنوعا، أفتصبح الآن الدنيا ضيقة علينا وقد وسعت؟ والأسباب بنا مقطوعة، ولا والله، ما انقطعت؟.
يا مولانا: إلى أين؟ وما الغاية؟ وهل نحن في ضائقة من عيش، أو في قلة من عدد، أو في عدم من بلاد، أو في شكوى من عدم؟.
كيف نختار على الله وقد اختار لنا؟ وكيف ندبر لأنفسنا وهو قد دبّر لنا؟
وكيف ننتجع الجدب ونحن في دار الخصب؟ وكيف نعدل إلى حرب الإسلام المنهىّ عنها ونحن في المدعو إليها من حرب أهل الحرب؟.
معاشر الخدّام والجيش وأرباب العقول والآراء أليس فيكم رجل رشيد؟!
تعقّب الرّأى، وانظر في أواخره
…
فطالما التهمت قدما أوائله
لازال مولانا يمضى الآراء صائبة، ويلحظها بادية وعاقبة، ولا خلت منه دار - إن خلت - فهيهات أن تعمر، ولا عدمته أيام إن لم تطلع فيها شمس وجهه دخلت في عداد الليالى فلم تذكر.