الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة اثنتى عشر (1) وستمائة:
والممالك على ما كانت [عليه](2) في السنة الماضية.
ذكر استيلاء
الملك المسعود بن الملك الكامل على اليمن
قد ذكرنا استيلاء سليمان شاه بن سعد الدين بن تقى الدين على اليمن، وما أحدثه فيها من الجور والظلم، وأنه أطّرح زوجته التي ملكّته البلاد.
فلما كانت هذه السنة بعث الملك الكامل ولده الملك المسعود صلاح الدين يوسف المعروف بالأقسيس (3)، وبعث معه جيشا كثيفا.
فمضى إلى اليمن، واستولى على معاقله، وظفر بسليمان شاه وبعثه تحت الحوطة إلى مصر، فأجرى له الملك الكامل ما يقوم به.
ولم يزل مقيما بالقاهرة إلى سنة سبع وأربعين وستمائة، فخرج إلى المنصورة غازيا، فقتل شهيدا رحمه الله[وأما زوجته ملك فإنها مكانها مكرمة عند الملك الكامل في غاية الاكرام والحرمة الوافرة](4).
(1)(ك): «اثنى عشر» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
(3)
صحة هذا الاسم «أطيس» ؛ وقد شرحه (ابن خلكان: الوفيات؛ ج؛ ص 170) بقوله: «هي كلمة تركية معناها بالعربية ماله أسم؛ ويقال: إنما سمي بذلك لأن الملك الكامل ما كان يعيش له ولد؛ فلما ولد له المسعود قال بعض الحاضرين في مجلسه من الأتراك: في بلادنا إذا كان الرجل لا يعيش له ولد سماه أطيس» فسماه أطيس؛ والناس يقولون أقسيس بالقاف وصوابه بالطاء».
(4)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
وفى هذه السنة وصل رسول الخليفة الناصر لدين الله إلى الشام ومصر، وفى يده كتاب ألفه الخليفة، وسمّاه:«روح العارفين» ، يشتمل على أحاديث نبوية يرويها الخليفة بأسانيد عالية، وأمر أن يسمع بالسند عن الخليفة، فسمع في البلاد كلها.
ولما وصل هذا الرسول إلى حلب قعد في شرقية الجامع، وأحضرت آلات الذهب والفضة التي تصلح للبخور والطيب، وحضر القاضى بهاء الدين بن شداد والأكابر، وحضر الملك الصالح صلاح الدين أحمد بن الملك الظاهر، وقرئ الكتاب، فسمعه الجماعة، وكتبت أسماؤهم، [وقرئ أيضا على الملك الظاهر بجامع قلعة حلب](1).
قلت (2): سمعت أنا هذا الكتاب من رجل من أهل شيزر (3)، قدم علينا من العراق، وذكر أن له به إجازة من الخليفة، فرويته عنه في سنة ثمان عشرة وستمائة وعمرى إذ ذاك أربع عشرة سنة، فإن مولدى ثانى شوال سنة أربع وستمائة (4).
وفى هذه السنة قتل الملك الظاهر محمود بن الشكرى خنقا، وهو الذى وجد عنده مملوك الملك الظاهر لما كان هو وأخوه الملك الأفضل محاصرين دمشق،
(1) ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
(2)
مكان هذا اللفظ في (س): «قال القاضى جمال الدين بن واصل قاضى قضاة حماة وأعمالها صاحب هذا التاريخ» .
(3)
(س): «من أهل شيراز» .
(4)
هذا نص هام يحدد فيه ابن واصل مؤلف هذا الكتاب تاريخ مولده تحديدا واضحا لا لبس فيه ولا إبهام، فهو يذكر اليوم والشهر والسنة، وهو هنا يذكر كذلك أنه روى كتاب «روح العارفين» الذى ألفه الخليفة الناصر، عن رجل من شيزر له بالكتاب إجازة من الخليفة، وكان عمر ابن واصل حين روى هذا الكتاب أربع عشرة سنة.