الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر منازلة
الفرنج الخوابى ثم رحيلهم عنها
وقصدت الفرنج في هذه السنة بلاد الباطنية، ونازلوا من قلاعهم الخوابى، وحاصروها حصارا شديدا، وكانوا حانقين عليهم بسبب قتلهم ابن الإبرنس (62 ا) - صاحب أنطاكية -.
ولما بلغ الملك الظاهر ذلك خرج من حلب في عساكره متوجها إلى بلاد الإسماعيلية ليدفع عنهم الفرنج.
ولما بلغ ذلك الفرنج رحلوا عن الخوابى فتنفس خناق من كان فيه.
ونزل الملك الظاهر بصلدىّ، وبعث نجدة إلى الخوابى، فصعدت إليه، وأنفذ إلى الحصن إقامة كثيرة وميرة، وبعث إلى الفرنج يعلمهم أنه لا يمكنهم من الإسماعيلية، فرحلوا إلى أنطاكية.
وفى هذه السنة توفى الأمير بدر الدين دلدرم بن ياروق - صاحب تل باشر - وعمل عزاؤه بحلب، وولى تل باشر بعده ولده فتح الدين.
وفى رمضان من هذه السنة توفى الشيخ تقى الدين على بن أبى بكر الهروى، وكان أثيرا عند الملك الظاهر، وأقام عند الملك المنصور - صاحب حماة - مدة وله التربة المعروفة شمالى حلب (1).
(1) بعد هذا اللفظ في نسخة س (ص 173 ا) جملة) وأبيات من الشعر آثرنا إثباتها هنا إتماما للفائدة! «ولما أراد أن يموت (كذا) أمر فكتب على حائط التربة هذه الأبيات يقول. قل لمن يغتر بالدنيا لقد طال عناه هذه تربة من شيد هذا وبناه طالما أتعبه الحرص وقد هد قواه طلب الراحة في الدنيا فما نال مناه»
وكان عارفا بأنواع الحيل والشعبذة، وله أسفار (1) كثيرة، وتغرّب في البلاد، وكان قصد بغداد، وصنّف خطبا يخطب بها في الجمع والأعياد، وقدّمها للخليفة الناصر لدين الله، فتقدّم الخليفة بتوقيع له بالحسبة في سائر بلاد الإسلام (2)، وإحياء ما شاء من الموات، والخطابة بجامع حلب.
وكان هذا التوقيع بيده (3) ليتشرف به، ولم يباشر شيئا من ذلك.
وفى هذه السنة ظفر عز الدين كيكاوس - صاحب بلاد الروم - بملك الروم المعروف باللّشكرى (4)، وهو قاتل أبيه غياث الدين كيخسرو.
وذلك أن اللشكرى خرج إلى الصيد، وانفرد عن أصحابه فعارضه قوم من التركمان وهم لا يعرفونه، وأرادوا أخذ سلاحه وفرسه وإطلاقه، فخاف القتل وعرّفهم بنفسه، وضمن لهم مالا، فاختطفوه (5)، وحملوه إلى السلطان عز الدين، فأعطى التركمان مالا جزيلا، وعزم على قتله، فضمن له أموالا جزيلة، وتسليم قلاع وبلاد، فتسلّم منه بلادا لم يملكها المسلمون قبل ذلك قط.
(1) الأصل: «أشعارى» ، والتصحيح عن (ك) و (س).
(2)
(س): «الشام» .
(3)
(ك): بيد الإمام الناصر».
(4)
كذا في الأصل، وفى (ك):«بالأشكرى» وفى (س): «بالشكرى» وهو لقب أطلقه المؤرخون العرب أول الأمر على «Tbeodore Lascaris I» امبراطور الدولة البيزنطية في نيقية بعد استيلاء اللاتين على القسطنطينية، ثم غلب اسم الأشكرى بعد ذلك على كل أباطرة ببزنطة. انظر الحاشية الطويلة التي كتبها عن هذا الموضوع الدكتور زيادة في تعليقاته على كتاب (السلوك» ج 1، ص 179، هامش 2.
(5)
الأصل: «فاحتفظوه» ؛ والتصحيح عن (س).