الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودخلت سنة خمس وستمائة:
والملك العادل مقيم بدمشق، وعنده بها ولداه: الملك الأشرف والملك المعظم.
(51 أ) وفى هذه السنة سارت الكرج بجموعها إلى مدينة (1) خلاط، وقصدوا أرجيش، وملكوها عنوة، وأخذوا جميع ما فيها من الأموال والأمتعة، وسبوا أهلها، وأحرقوها وخرّبوها.
وكان الملك الأوحد بخلاط، فلم يقدم على الكرج لكثرتهم وخوفه من أهل خلاط، لما كان أسداه إليهم من القتل والأذى، فخاف إن خرج أن لا يمكّن من العود إليها.
ذكر قدوم الملك الأشرف إلى حلب
ثم توجهه إلى الشرق
وفى هذه السنة توجه الملك الأشرف راجعا إلى بلاده من دمشق.
ولما وصل إلى حلب تلقاه الملك الظاهر، وأنزله بقلعة حلب، وبالغ في إكرامه وإتحافه.
فذكر أنه كان -[مدة مقامه](2) - يقيم له ولجميع عسكره وأتباعهم بجميع ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب والحلواء وعلوفات الدواب، وكان
(1)(ك) و (س): «ولاية» .
(2)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (ك).
يحمل إليه (1) كل يوم خلعة كاملة؛ غلالة، وقباء، وسراويل، وكمّة (2)، وفروة، وسيف، وحصان، ومنطقة، ومنديل، وسكين، وتلكش (3)؛ وخمس (4) خلع لأصحابه.
وأقام على ذلك خمسة وعشرين يوما، وقدّم له تقدمة اشتملت على مائة ألف درهم، [وعند زواجه قدّم له](5) مائة بقجة مع مائة مملوك.
منها عشر في كل واحدة منها ثلاثة أثواب أطلس، وثوبان من الخطابى، وعلى كل بقجة جلد قندسى كبير.
(ومنها: عشر في كل منها عشرة أثواب عتّابى (6) خوارزمى، وعليها عشرة جلود قندسى (7) كبار.
ومنها عشر، في كل منها: خمسة أثواب عتّابى بغدادى وموصلى، وعليها عشرة جلود قندسى صغار.
(1)(س): «إلى الملك الأشرف» .
(2)
الكمة (والجمع كمام): فسرها (Dozy : Sup .Diet .arab) بأنها قلنسوة مستديرة ومرتفعة (bonne، hout et rond) وقد تترجم إلى (bavecon) أي الشكيمة من الحديد التي توضع في فم الحصان، والترجمة الأولى أقرب إلى الصحة.
(3)
هذا وصف تفصيلى هام لجميع أجزاء الخلعة التي كان يخلعها ملك على ملك في العصر الأيوبى وعن التلكش أو التركش. انظر: (مفرج الكروب، ج 1، ص 279، هامش 5).
(4)
هذا اللفظ ساقط من (ك).
(5)
ما بين الحاصرتين زيادة عن س (ج 1، ص 160 ا).
(6)
ذكر (ابن خلكان: الوفيات، ج 4، ص 22 - 23) و (ابن الأثير: اللباب في تهذيب الأنساب) أن العنابى نسبة إلى «العتابيين» وهى إحدى محال بغداد في الجانب الغربى منها، وقد اشتهرت هذه المحلة بانتاج نوع من النسيج المخطط، ومن هنا عرف كل نسيج مخطط باسم العتابى مهما كان مكان صنعه.
(7)
القدس كلب الماء، راجع (Dozy : Supp .Dict .Atrab).
ومنها عشرون، في كل منها: خمسة أثواب معتق، وسيوسى (1) ودبيقى.
(ومنها أربعون، في كل منها: خمسة أقبية، وخمس كمام (2)
وحمل إليه خمس حصن عربية بعدتها، وعشرين أكديشا (3)[رومية](4) وأربعة قطر بغال، وخمس بغلات فائقات بالسروج واللجم المكفتة [بالذهب](4) وقطارين جمال.
وخلع على أصحابه مائة وخمسين خلعة، وقاد إلى أكثرهم بغلات وأكاديش ومدح شرف الدين راجح الحلّى الملكين، وهنأهما باجتماعهما (51 ب) بقصيدة مطلعها:
ما ضرّ من ألف القطيعة لو شفى
…
صبّا يبيت من الغرام على شفا
يترى كخط بين هدب جفونه
…
سهم أظل لوقعه مستهدفا
ومنها:
تا لله لو أسعفتنى بزيارة
…
ومآل أمرك أن ترقّ وتسعفا
لجعلت ألزم معطفا لا ينثنى
…
يوما إلى عطف، وألثم مرشفا
وأرى دليل قبول صبرى أننى
…
من فيك أرتشف الشمول القرقفا
مثل ارتشافى الترب شكرا للذى
…
أهدى إلى حلب المليك الأشرفا
ملك أتاها في اقتبال سعادة
…
أذنت لطرف معاند أن يطرفا
ولأجله اكتست الأباطح والربى
…
وشيا من الروض الأريض مزخرفا
(1) هذا اللفظ غير موجود في (س).
(2)
(ك): «كمم» ، انظر ما فات في هذا الجزء، ص.
(3)
شرحنا هذا اللفظ بالتفصيل في: (مفرج الكروب، 2، ص 427، هامش 1).
(4)
ما بين الحاصرتين زيادة عن (س).
وسرى النسيم إلى الغصون معّرضا
…
فيها لورق حمامة أن تهتفا
وافترّ ثغر البرق حتى خلته
…
ينضو على أعلام جوشر مرهفا
فكأنّها كانت على بعد المدى
…
تبدى إليك تشوّقا وتشوّفا
آنست يا موسى بها نار الهدى
…
فأتيت من شوق إليها موجفا
وحللت بالوادى المقدّس قابسا
…
نور التلاقى والدنوّ فلا انطفا
وتباشرت حلب بمقدمك الذى
…
هو مدّ ظلّ سرورنا حتى ضفا
وغدا غياث الدين مبتهجا بها
…
بشرى كأن الله أحيا يوسفا
ومنها:
يا ابن الذى بجهاده وجلاده
…
أضحت بلاد الشرك قاعا صفصفا
خلط الشجاعة بالندى فحسامه
…
لمن اعتدى (1) وسماحه لمن اعتفا
اليوم كفّ عن الجدال منقّصا
…
من كان طوّل في المقال وسوّفا
والملك قد قرّت قواعده بكم
…
مذ غرتم لشموسه أن تكسفا
فبقيتم ترعى الرعيّة عدلكم
…
ويذبّ عن دين النبى المصطفى
ما غرّدت أيكيّة أو صيّدت
…
أيدى النسيم من الأراكة معطفا
(52 ا) ثم سار الملك الأشرف إلى بلاده.
وفى هذه السنة: أمر الملك الظاهر بإجراء القناة (2) من جيلان إلى حلب،
(1) النص في ك: «خلط الشجاعة بالندى لمن اغتدى يرجو الجزاء. . . إلخ» .
(2)
توجد مقابل هذا اللفظ في هامش ص 520 من نسخة (ك) وبخط مخالف الجملة الآتية: «وفى ساتوره (ولعلها باشورة) بقلعة حلب سقور في الحجر بأن بناها الملك الظاهر سنة تسع وتسعين وخمسمائة» . وتحت هذه الجملة بخط آخر يخالف خط المتن والهامش الأول يوجد تصويب نصه: «وصوابه 509» . والتصويب خطأ كما يتضح من السياق.