الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنصور - صاحب حماة - يكون في حيز الملك الظاهر - صاحب حلب - ومؤازرا له».
وبعث كل من الملوك أميرا من عنده ليحضر الحلف.
قال عماد الدين الكاتب:
«وندبنى الملك الأفضل فيمن ندبه من الأماثل والأعيان لنكون شاهدين عقد (1) الحلف» .
قال: «فخرجنا من دمشق في جمع جمّ من الرسل والشهود والأتباع والحفود، وذلك ليلة السبت ثانى عشر رجب سنة تسعين وخمسمائة. (10 ا) وأدلجنا (2) تلك الليلة، وصبحّنا المخيّم بكرة، وضيّقنا النوبتيّة - مع سعتها - كثرة. ولما أذن لنا الملك العزيز، رفعنى واصطفانى لمشافهته، وتناول نسخة اليمين وتأملها، وأنكر منها كلمات، وابتكر (3) مقترحات، والتمس تغيير شروط فقال له الرسل - وأكثرهم ترك -:
«نحن لا نقدر على تغيير ما قرّر، وما لنا إلا أن نعود ونذكر لمرسلينا الغرض» .
فقلنا لهم: «كيف نرجع بلا فائدة، والصواب إثبات المقترح، فإذا رجعنا أعلمناهم بالحال.
(1)(ك): «شاهدين على الحلف» .
(2)
يوجد على هامش هذه الصفحة تمليك هذا نصه: «نظر في هذا التاريخ المبارك العبد الفقير إلى (كذا) تعالى، وأحوجهم إلى عفوه وكرمه محمد بن المرحوم حسن غفر الله له ولوالديه ولمن دعا له بالتوبة والمغفرة وللمسلمين أجمعين (كذا)، آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله و (صحبه) وسلم تسليما كثيرا، في تاريخ الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثمانمائة من الهجرة النبوية» ، انظر مقدمتنا لهذا الجزء.
(3)
(ك): «وأنكر مقترحات» .
فقالوا للملك العزيز:
«أحضر كاتبك وعيّن ما تلتمسه من الشروط» .
فأشار إلىّ الملك العزيز وقال:
«هذا كاتب البيت ويمين الدولة، وبقلمه يتسدد (1) هذا الخلل» .
فعلمت أن ذلك يصعب على الملك الأفضل، ويعتب علىّ بسببه، ولم يمكن رد كرامة الملك العزيز، فأثبتّ جميع ما أملاه واشترطه؛ ولما خرجنا من عنده، ردّنى إليه وأجلسنى وآنسنى بالحديث، فرددت معى تاج الدين الكندى، فأجلسته عنده معى لئلا أتفرّد بالخلوة معه، فتظنّ بى الظنون، ويبتذل عند الملك الأفضل قدرى المصون، ولم يزل الملك العزيز معنا في المفاوضة حتى قربت العشاء، وأبطأنا عن الرسل، وقالوا:
قال: «فخرجنا إليهم فوجدناهم يرجمون بنا الظنون، فاجتمعنا معهم على المشاورة»
فقالوا: «لا يمكننا القعود ولا بد من سرعة العود» .
فعدنا إلى دمشق، فوصلناها بكرة الأحد والجماعة منتظرون لنا، فأنهينا القصة، وأعلمنا الملك الأفضل بانفرادنا بالملك العزيز، فأهمّه ذلك ولم يعجبه، وقال:«ربما ظنّ الملك العادل أن لى مقصودا باطنا ينافى مقصوده، وإنى إنما أرسلتكم إلى الملك العزيز برسالة باطنة تخالف الظاهر» .
ثم اجتمع بالملك العادل، ونفى عنه الريبة، وأطلعه على الصورة. ونفّذ الملك العزيز أمناءه وأمراءه ليتولوا إنشاء العهد».
(1)(ك): «ينسد» .
(2)
الأصل: «الخبر» ، والتصحيح عن (ك، ص 440).
(3)
الأصل: «للفضول فضولا» والتصحيح عن (ك).