الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك الأشرف موسى في عسكر كثيف، وحصروا قلعة وان، فسلموها صلحا وخرجوا منها.
فرجع الملك الأشرف إلى بلاده.
وهذه خلاط كانت من أعظم الممالك، وذكر أنها تقارب الديار المصرية في المنزلة، وأنها تشتمل على نحو سبعين بلدا، ويعرف إقليمها بأرمينية، وإنما خرّبت هى وغيرها من البلاد لما ملكها التتر.
ذكر الفتنة بخلاط
ولما ملك الملك الأوحد خلاط سار عنها إلى ملاذكرد ليقرّر قواعدها، فلما فارق خلاط وثب أهلها على من بها من عسكر الملك الأوحد، فأخرجوهم من عندهم، وحصروا القلعة وبها أصحاب الأوحد، ونادوا بشعار شاهرمن وإن كان قد مات قبل ذلك بزمان، وإنما يعنون بذلك ردّ الملك إلى مماليكه.
وبلغ الخبر الملك الأوحد، فعاد إليها، وقد وافاه عسكر من عند (1) أخيه الملك الأشرف، (49 ب) وحصر خلاط، فملكها، وبذل السيف في أهلها، فقتل منهم خلقا عظيما (2)، وأسر جماعة من الأعيان (3)، وسيّرهم إلى ميافارقين، وكان كلّ يوم يرسل إليهم من يقتل منهم جماعة، فلم يسلم من أهلها (4) إلا القليل.
وكان الملك الأوحد شهما مقداما على القتل، فذلّ بهذا الفعل
[أهل](1) خلاط، وتفرقت كلمة الفتيان بها. وكان الحكم لهم يملّكون كلّ يوم ملكا ويقتلون آخر.
وفى هذه السنة عزل الخليفة الناصر لدين الله وزيره نصير الدين ناصر ابن مهدى العلوى، وكان متمكنا في وزارته، وأصله من الرىّ، من بيت كبير.
وكان سبب عزله أنه أساء السيرة مع أكابر مماليك الخليفة، منهم: أمير الحاج مظفر الدين سنقر - المعروف بوجه السبع -، هرب من يده إلى الشام، واتصل بالملك العادل سنة ثلاث وستمائة، وأرسل يعتذر، ويقول:«هربت من يد الوزير» .
ثم تبعه في الهرب قشتمر، وهو أخصّ مماليك الخليفة، هرب إلى دسقان، وأرسل يقول:«إن الوزير يريد أن لا يبقى في خدمة الخليفة أحد من مماليكه، ولا شك أنه يريد أن يدّعى الخلافة لنفسه» .
وأكثر الناس القول فيه.
وقال بعض الشعراء فيه أبياتا يعرّض فيها بأن الوزير يروم الخلافة لنفسه، لشرفه.
وهى:
ألا مبلغ عنى الخليفة أحمدا
…
توقّ - وقيت السوء - ما أنت (2)
صانع
وزيرك هذا بين أمرين فيهما
…
فعالك - يا خير البرّية - ضائع
فإن كان حقّا من سلالة أحمد
…
فهذا وزير في الخلافة طامع
وإن كان فيما يدّعى غير صادق
…
فأضيع ما كانت لديه الصّنائع
فعزله الخليفة.
وقيل: كان سبب عزله غير ذلك، والله أعلم.
ولما عزل كتب إلى الخليفة:
وسأل أن يؤخذ الجميع، وأن يفرج عنه، ويسكن في المشهد أسوة ببعض العلويين.
فخرج الجواب:
فأختار أن يكون تحت استظهار من جانب الخليفة (3)، لئلا يتمكن منه عدو، فتذهب نفسه، ففعل به ذلك.
وكان حسن السيرة قريبا من الناس حسن اللقاء لهم.