الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبقت صداه باهتمامي بكل ما
…
أراد ولم أحوجه أن يتمهلا
وأوسعته لما آتاني بشاشة
…
ولطفاً وترحيباً وخلقاً ومنزلا
بسطت له وجهاً حيياً ومنطقاً
…
وفياً ومعروفاً هنياً معجلا
وراح يراني منعماً متفضلا
…
ورحت أراه المنعم التفضلا
وقال يمدح الملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن محمد الأيوبي سنة 646
عرف الحبيب مكانه فتدللا
…
وقنعت منه بموعد فتعللا
وأتى الرسول فلم أجد في وجهه
…
بشراً كما قد كنت أعهد أولا
فقطعت يومي كله متفكراً
…
وسهرت ليلي متململا
وأخذت أحسب كل شيء لم يكن
…
متحركاً في فكرتي متخيلا
فلعل طيف زار منه فرده
…
سهري فعاد بغيظه متقولا
وعسى نسيم بت أكتم سرنا
…
عنه فراح يقول عني قد سلا
ولقد خشيت بأن يكون أماله
…
غيري وطبع الغصن أن يتميلا
وأظنه طلب الجديد وطالما
…
عتق القميص على امرئ فتبدلا
أبداً يرى بعدي وأطلب قربه
…
ولو أني جارٌ له لتحولا
وعلقته كالغصن أسمر أهيفا
…
وعشقته كالظبي أحور أكحلا
فضح الغزالة والغزال فتلك في
…
وسط السماء وذاك وسط الفلا
عجباً لقلبٍ ماخلا من لوعة
…
أبداً يحن إلى زمان قد خلا
ورسوم جسمٍ كاد يحرقه الجوى
…
لو لم تداركه الدموع لأشعلا
وهوى حفظت حديثه وكتمته
…
فوجدت دمعي قد رواه مسلسلا
أهوى التذلل في الغرام وإنما
…
يأبى صلاح الدين أن أتذللا
مهدت بالغزل الرقيق لمدحه
…
وأردت قبل الفرض أن أتنفلا
ملك شمخت على الملوك بقربه
…
ولبست ثوب العز منه مسربلا
ورفعت صوتي قائلا يا يوسف
…
فأجابني ملك أطال وأجزلا
ثم ألتفتُ وجدت حولي أنعما
…
ما كان أسرعها إلي وأعجلا
وهصرت أغصان المطالب ميساً
…
ومريت أخلاف المواهب حفلا
قهر الزمان وقد عراني صرفه
…
حتى مشى في خدمتي مترجلا
وإذا نظرت وجدت بعض هباته
…
فيها المآثر والمفاخر والعلى
يروي حديث الجود عنه مسنداً
…
فعلام ترويه السحائب مرسلا
من معشر فاقوا الملوك سيادة
…
وسعادة وتطولا وتفضلا
وكأن متن الأرض يوم ركوبهم
…
يكسونه برداً عليه مهلهلا
من كل أغلب في الهياج كأنما
…
لبس الغدير وهز منه جدولا
وإذا سألت سألت غيثاً مسبلا
…
وإذا لقيت لقيت ليثاً مشبلا
مولاي قد أهديتها لك كاعباً
…
عذراء تبدي عذرة وتنصلا
حملت ثناء كالهضاب فأبطأت
…
فاعذر بطيئاً قد أتى لك مثقلا
عرفت محبتها لديك وحسنها
…
فأتت تريك تدللاً وتعللا
بدوية إن شئت أو حضرية
…
جمع الخزامى نشرها والمندلا
لو أنها ممن تقدم عصره
…
منعت زياداً أن يقول وجرولا
غزل ومدح بت أغرق فيهما
…
كالخمر مازجت الزلال السلسلا
فتألقت عقداً يروق نظامه
…
والعقد أحسن ما يكون مفصلا
يا أيها الملك الذي دانت له
…
كل الملوك تودداً وتوسلا
فعلاهم متطولاً وحباهم
…
متفضلاً وأتاهم متمهلا
يا من مديحي فيه صدق كله
…
فكأنما أتلو كتاباً منزلا
يا من ولائي فيه نص بين
…
والنص عند القوم لن يتأولا
ولقد حلا عيشي لديك ولم أرد
…
عيشاً سواه فإن أردت فلا حلا
وشكرت جودك كل شكر عالماً
…
أن لا أقوم ببعض ولا ولا
وقال يمدح الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيوب وأنشدها بقاعة دمشق سنة 613
يطيب لقلبي أن يطول غرامه
…
وأيسر ما يلقاه منه حمامه
وأعجب منه كيف يقنع بالمنى
…
ويرضيه من طيف الخيال لمامه
تعشقته حلو الشمائل أهيفا
…
يحرك شجو العاشقين قوامه
وهمت بطرف فاتن منه فاتر
…
لبابل منه سحره ومدامه
فما الغصن إلا ما حوته بروده
…
وما البدر إلا ما حواه لثامه
أغار إذا ما راح ريان عاطرا
…
أراك الحمى من ريقه وبشامه
وأرتاح للبرق الذي من دياره
…
ويحسب طرفي أن ذاك ابتسامه