الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال يمدحه
ويذكر وفد الروم
قل للسحاب إذا حدتهُ الشمألُ
…
وسرى بلبلٍ ركبةُ المتحمّلُ
عرّج على حلبٍ فحي محلةً
…
مأنوسة فيها لِعلوة منزل
لغريرةٍ أدنو وتبعدُ في الهوى
…
وأجودُ بالودِ المصون وتبخل
وعليلة الألحاظ ناعمة الصبا
…
غَري الوشاة بها ولّج العذل
لا تكذبنّ فأنت ألطفُ في الحشا
…
عهداً واحسن في الضمير وأجمل
لو شئت عدت إلى التناصب في الهوى
…
وبذلتِ من مكنونه ما أبذل
أحنو إليك وفي فؤادي لوعةٌ
…
وأصدُّ عنك ووجهُ ودي مقبل
وإذا هممتُ بوصل غيرك ردّني
…
وَلهٌ إليك شافعٌ لك أول
وأعزُّ ثم أذلُّ ذلة عاشقٍ
…
والحبُ فيه تعزَّزٌ وتذلّلٌ
إنّ الرعية لم تزل في سيرة
…
عُمريَّةٍ مذ ساسها المتوكل
الله آثر بالخلافة جعفراً
…
ورآه ناصرها الذي لا يخذل
هي أفضل الرتب التي جعلت له
…
دون البرية وهو منها أفضل
ملكٌ إذا عاذ المسيء بعفوه
…
غفر الإساءة قادراً لا يعجل
وعفا كما صفح السحابُ ورعدهُ
…
قصفٌ وبارقهُ حريقٌ مُشعلُ
يتقبل العباس عمَّ محمدٍ
…
ووصيَّه فيما يقول ويفعل
شرفٌ خصصت به ومجدٌ باذجٌ
…
متمكن فوق المجوم مؤثلٌ
لا يعد منك المسلمون فإنهم
…
في ظلّ ملكك أدركوا ما أمَّلوا
حَصَّنت بيضتهم وحطت حريمهم
…
وحملت من أعبائهم ما استثقلوا
فاديت بالأسرى وقد غلقوا فلا
…
منٌّ يُنال ولا فداءٌ يقبل
ورأيت وفد الروم بعد عنادهم
…
عرفوا فضائلك التي لا تجهل
لحظوك اول لحظة فاستصغروا
…
من كان يعظم فيهم ويبجل
أحضرتهم حججاً لو اجتلبت بها
…
عصمُ الجبالِ لأقبلت تتنزل
ورأوك وضاح الجبين كما يُرى
…
قمرُ السماءِ السعد ليلة يكمل
نظروا إليك فقدسوا ولو أنّهم
…
نطقوا الفصيح لكبروا أو هللوا
حضروا السماط فكلّما راموا القرى
…
مالت بأيديهم عقولٌ ذهل
تهوي اكفهم إلى أفواههم
…
فتحيد عن قصدِ السبيل وتعدل
متحيرون فباهتٌ متعجبٌ
…
ممّا رأى او ناظرٌ متأمل
ويود قومهمُ الألى بعثوا بهم
…
لو ضمهم بالأمس ذاك المحفل
قد نافس الغيب الحضورُ على الذي
…
شهدوا وقد حسدَ الرسولَ المرسل
عجّلت رفدهم وافضلُ نائلٍ
…
حُبي الوفودُ به الهنيء المعجل
فالله أسألُ أن تعمرَّ صالحاً
…
فدوام عمرك خيرُ شيءٍ يُسألُ
وقال يمدحه
أنافعي عند ليلى فرطُ حُبيها
…
ولوعةٌ لي أبديها وأخفيها
أم لا تقاربُ ليلى من يقاربها
…
ولا تداني بوصل من يدانيها
بيضاء أوقد خدّيها الصِبا وسقى
…
أجفانها من مُدام الراح ساقيها
في حمرةِ الورد شكلٌ من تايّبها
…
وللقضيبِ نصيبٌ من تثنيها
قد عُلّمَت أنني لم أرضَ كاشحها
…
فيها ولم أستمع من قول واشيها
ويومَ جدَّ بنا عنها الرحيل على
…
صبابةٍ وحدا الأظعان حاديها
قامت تودعني عجلا وقد حدرت
…
سوابقٌ من تؤام الدمع تُجريها
واستنكرت ظعني عنها فقلتُ لها
…
إلى الخليفة أمضي العيس ممضيها
إلى إمامٍ له ما كان من شرفٍ
…
يُعدُّ في سالف الدنيا وباقيها
خليفة الله ما للحمد مُنصرفٌ
…
إلاّ إلى نعمٍ أصبحت توليها
فلا فضيلة إلا أنت لابسها
…
ولا رعيَّة إلا أنت راعيها
مِلك كملك سليمان الذي خضعت
…
له البريّةُ قاصيها ودانيها
وزلفةٍ لك عند الله تُظهرها
…
لنا ببرهان ما تأتي وتبديها؟
لما تأبد محل الأرض واحتبست
…
غرُّ السحائب حتى ما نرجيها
وقمت مستسقياً للمسلمين جرت
…
غرُّ الغمام وحلّت من عزاليها
فلا غمامة إلا أنهلّ وابلها
…
ولا قرارة إلا سال واديها
وطاعة الوحش إذا جاءتك من خرقٍ
…
أحوى وادمانةٍ كُحلٍ مآقيها
كالكاعب الرود يخفي من ترائبها
…
روعُ العبير ويبدو في تراقيها
ألفانِ وافت على قدرٍ مسارعةً
…
إلى قبول الذي حاولته فيها