الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال السيد أمين بن مكين اليماني: مادحاً جلالة الشيخ عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم. قال: إلى زبرقان هالة سماء الفاضل، والمنهل العذب الزلال، دوحة المجد واللطافة، وكهف المستجير مما يخافه، غوث الملهوف ومعدن الفضل والمعروف، الماجد الشهم الشيخ المحترم عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم بن محمد الثاني دام مجده وعلا عزه وسعده. وبعد. فالذي ننهيه إلى جنابكم بأنا وصلنا إليكم من شقة بعيدة، مفارقين أهلنا وأوطاننا من مدة مديدة، حتى أوصلتنا الأقدار إلى هذه الدار، وقصدناك لما يبلغنا عنك بأنك تعظم أهل بيت النبوة، ونحن من سادات اليمن، وقد أصابنا في هذه السنين قحط وديون مجحفة، ولم يسعنا إلا الخروج لطلب الإعانة ممن هو مثلكم، وها نحن منتظرون حلول الأريبة، لا لت محروساً آمين.
دمعي من البين لا ينفك ساجمهُ
…
وقادح الشوق في الأحشاء ضارمهُ
فمن لمن قذفت أيدي البعاد به
…
وخانه الصبر وانحلت عزائمه
إن رام كتم الهوى شنت مدامعه
…
فأظهرت لجوىً في القلب كاتمه
يبيت من ذكر من حل الحمى كلفاً
…
ينوح شوقاً كما ناحت حمائمه
يرجو التلاقي بهم والدهر يبعده
…
ولم يقل قد قضى بالجور حاكمه
أعني بذلك عبد الله من فضحت
…
سحائب القطر بالجدوى براجمه
ومن هو الأسد الضاري إذا شرعت
…
يوم الوغى البيض واستلت صوارمه
إلى المعاضيد ينمي وهو خير فتى
…
من لم يكن في العلى شخص يزاحمه
بحر المكارم إنسان الزمان فما
…
ذاك الزمان ومن في الجود حاتمه
فقد زهى قطر مذ شاخ في نعم
…
عن غيره وبه طابت معالمه
ينبيك عن مجده في الناس سيرته
…
وعن مناقبه تنبي تراجمه
عج بالرياض وسل عن ذات شيمته
…
تجد خلائقه كالزهر باسمه
لو اشتكى أحد جور الزمان لما
…
راعته في عمره يوماً مظالمه
أو جاءه زائر يوماً فليس يرى
…
له نديماً سوى مجد ينادمه
يا ماجداً في الورى قد طاب محتده
…
إليك نظماً قصير الباع ناظمه
فاقبله وافضل على منشيه محتسباً
…
فقد شكى من صروف الدهر راقمه
واسلم ودم في سماء المجد مرتقياً
…
أوج المكارم صافي العيش دائمه
ثم الصلاة على خير الورى حسباً
…
ما لاح برق وما هلت غمائمه
وآله الطهر والأصحاب ما رقصت
…
أغصان بان وما غنت حمائمه
شعر علي بن سليمان
هو الشيخ العلامة ذو العقل الراجح والشهامة، علي بن سليمان آل يوسف التميمي، ثم الوهيبي نسباً، والحنبلي مذهباً، والسلفي معتقداً، والبصري مسكناً، طلب العلم في بغداد على مشايخ كثر، منهم آل الألوسي ومنهم الشيخ نعمان الألوسي، والشيخ شكري الألوسي، ومشايخ لم أحفظ أسمائهم، وأدرك في كثير من الفنون إدراكاً تاماً، وقد رأيته واجتمعت به واستنفدت منه في مدة اقامته عندنا ببلدنا قطر، وهو إذ ذاك في صحبة الشيخ يوسف آل إبراهيم في أيام قدومه على الشيخ المرحوم قاسم الثاني رحمه الله سنة 1315،فرأيت رجلاً لا يجارى فيما تكلم فيه من أي فن، خصوصاً في الأصول وعلم العقائد والتحقيق لعقيدة السلف، والدعوة إليها والرد على من خالفها، وأما الشعر والأدب، فحدث عنه ولا حرج، إن نثر شنف بنثره الآذان، وإن نظم أزرى بعقود الجمان، له الأشعار الفائقة، والمعاني الرائقة، أنقل إن شاء الله منها في هذا المجموع نموذجاً يدلك على سمو مقامه وجودة نظامه. فمن ذلك ما كتبه تقريظاً على النسخة التي جمعها وهو إذ ذاك ببلدنا فإنه جمع سبع قصائد في عقيدة السلف أولها القحطانية النونية ذكرها في هذه الأبيات وهي:
أشمس سعود أشرقت من سما المجد
…
أم المسك أمسى فائحاً من صبا نجد؟
أم الروضة الغناء باكرها الحيا
…
فأحيا بها روض البنفسج والورد
أم البرق من أفق الخليصاء لائحٌ
…
أم المزن حنت فازدهى حادي الرعد
أم البدر للسارين ليل تمامه
…
تجلى فشاموا طالع الأنس والسعد
أم الغادة الحسناء أسفر وجهها
…
فزدت بها يا صاح وجداً على وجدي
ولكنها مجموعة قد تجمعت
…
بها نسخ تحكي الزواهر في العد
حوت حكما واستحكمت بأدلة
…
تدل على نيل السعادة والقصد
عقيدة أهل الحق من كل جهبذ
…
هم القدوة المثلى لمن كان مستهدي
تقدم هذي السبع منها قصيدة
…
لحبر بني قحطان والعلم الفرد
ويتلو سناها في الثنا واسطية
…
وهاهي في التحقيق واسطة العقد
وميمية ابن القيم الجهبذ الذي
…
به الله أحيا دارس العلم والزهد
ولامية السامي الذرى ابن مشرف
…
وميمية فاقت على عبهر الند
وبائية الشهم الغيور أخي العلى
…
أمام بني صنعا وتاج ذوي المجد
وتائية كالدر أندلسية
…
تحت على كسب الفضائل بالجد
فسمعاً لما فيهن فاعتصموا به
…
لتحظوا بدار الخلد في العيشة الرغد
وعضوا عليها بالنواجذ واسمعوا
…
نصائح منها لا تنهنه بالعد
على منهج الأصحاب والسلف الألى
…
أقاموا عماد الدين بالصارم الهندي
وقد أصبحت ترمي نجوم سمائها
…
بشهب شواظ ويك مسعرة الوقد
على تابعي علم الكلام وأهله
…
لقد أصبحوا عن منهج الحق في بعد
وقد سفهت أحلامهم حين مانحوا
…
مسالك جهم واقتفوا مذهب الجعد
وقد عطلوا رب الورى عن صفاته
…
لرأي شيوخ خالفت سبل القصد
وقالوا بأن الله ليس بمستو
…
على عرشه بل قابلوا ذاك بالرد
وقد أنكروا معراج أحمد حيثما
…
حباه إله العرش بالقرب والود
فدع قولهم يا من يروم سلامة
…
فإنا نرى أقوالهم جرباً يعدي
فما الهدي إلا هدي أحمد لا كما
…
يقول أولو التعطيل والمذهب المردي
فكن تابعاً ما قاله سيد الورى
…
وقال به الصحب الكرام أولو الرشد
وتابعهم ثم الأئمة بعدهم
…
كمالك والنعمان ذي العلم والزهد
كذا الشافعي الحبر ثم ابن حنبل'
…
إمام مردي ذوي الزيغ والجحد
وكل إمام بعدهم ومحقق
…
فهم قدوتي حتى أوسد في لحدي
فكن تابعاً ما قرروا في اعتقادهم
…
وكن حذراً من منهج الخاسر الجعد
وقال مؤرخاً عام طبعه، وانتشر نفعه:
زهت روضة الإيمان وابتهج التقى
…
وشيد عماد الدين من بعد وضعه
ولاحت شموس العلم في أفق الهدى
…
وحلت بدور الفضل في سوح ربعه
وقرت عيون الحق بعد عمائها
…
وبان من التوحيد أعلام رفعه
بطبع كتاب قد حوى كل محكم
…
من القول من هدي النبي وشرعه
لقد ربحت فيه تجارة مقتف
…
وخاب امرؤ قد فاته نيل نفعه
به فافتخر يا من يؤرخ مجده
…
فقد سطعت في الكون أنوار طبعه
قال مادحاً الشيخ القادم إلى رحمة الله وغفرانه المرحوم قاسم بن محمد الثاني عليه الرحمة والرضوان:
شجاني بسفح البان سجع الحمائم
…
فحل عزالي مقلتي بالسواجم
وأرقني منها ترنم نوحها
…
وما ليل مأسور الفؤاد بنائم
وأجج في كانون قلبي ناره
…
فزاد غراماً بالأسى المتفاقم
وما ذاك من وجد بسلمي وزينب
…
فما أعقل من يهوى الحسان بسالم
فلا الوصل من سلمى بأسنى مآثري
…
ولا زينب في القرب خير مغانمي
ولا شاقني ذكرى حبيب ومنزل
…
ولا خفقت قلبي بروق المباسم
ولكنه يا سعد شوقاً لماجد
…
يزيل عن العاني ثقال المغارم
فقد طفت في شرق البلاد وغربها
…
وسيرت رحلي بين تلك المعالم
فلم أر من يرجى لكشفت ملمة
…
ولم أر من يهوى اكتساب المكارم
فناد دع التسيار عنك فلن تجد
…
لعمرك مطلوباً سوى الشيخ قاسم
همام لنصر الحق أضحى مجرداً
…
ولا يختشى في الله لومة لائم
وندب له كسب الفخار سجية
…
وميراث آباء أباة أكارم
وطود منيع لا يرام وجاره
…
عزير وما اللاجي إليه بنادم
تضلع من علم وفهم وعفة
…
وأمسى لديه الجود أسنى المغانم
فدته أناس لا تهش لمدحه
…
ولا ترتجى يوماً لكشف المظالم
فمن حل في أرجائه حل آمناً
…
وراح بعز من معاليه دائم
له صدمات أرجفت قلب ضده
…
وما ليل من عادى علاه بنائم
مواقف صدق طم فيها على العدى
…
ببحر حديد بالقنا متلاطم
فسل قطراً عن فعله أو سل الحسا
…
وماذا حسا أعداؤه من علاقم
وسل عنه جند الروم ماذا أصابهم
…
وما بالهم أضحوا طعام القشاعم
وسل عنه خنوراً من حل سوحها
…
وماذا دهاهم من سيول صوارم
وإن بني ثاني على البعد والنوى
…
لبيت فخار ويك سامي الدعائم
أياديهم مشكورة لذوي العلى
…
وأيامهم مشهورة في المواسم
أبا فهد يا فخر من سكن الفلا
…
ويا عز أصحاب القرى والأعاجم
لكم عندنا أيد جزيل نوالها
…
وإن علينا الشكر ضربة لازم
وما عندنا شيء يكافئ حقها
…
سوى در نثر أو لآلئ ناظم
فلا زلت يا شمس السماحة والعلى
…
بعز على مر الجديدين دائم
وكان لك الباري معيناً مساعداً
…
لتنصف أهل الحق من كل ظالم
وله على الله عنه يمدح السيد طالب النقيب، وهي طويلة جداً فاختصرت بعضها وهي من غرر القصائد وفائق الشعر:
فؤادي إثر الظاعنين عميد
…
وصبري إذا جد المسير فقيد
وشوقي إلى نجد وأطلال رامة
…
سقتها الغوادي يا هذيم شديد
وإن غرامي باللوى وظبائه
…
وسكان سلع ما عليه مزيد
تريد شجوني ما أضاءت بذي الغضا
…
بروق وحنت بالعقيق رعود
ويسفح دمعي ما جرى الخفيف من منى
…
فبحر دموعي وافر ومديد
ألا يا لقومي للصبابة والأسى
…
فهل من مجير إنني لوحيد
عدمتكم هبوا لإسعاف مغرم
…
به بين أفلاذ الضلوع وقود
أيهنيكم أن يحمل الضيم جانبي
…
وأنتم على لين الوطاء رقود
تبيت فتاة الحي تردع همتي
…
وتزعم أني في اللقاء شرود
اذاً لا نمتني من تميم كرامها
…
ولا نجحت لي في العلاء جدود
بل إنني في مأزق الحرب فارس
…
تحطم من فتكي ظبى وبنود
وإني في الهيجاء مسعر نارها
…
وليث شراها إذ تذل أسود
وما ملكت مني القياد كماتها
…
ولكن سبتني بالكريهة خود
وقيدني في ربقة الأسر حبها
…
وللصب في أسر الغرام قيود
فما عشت لا أنسى ليال تصرمت
…
بربع زرود لا جدبت زرود
وساعات أنس قد بلغت بها المنى
…
إذ العيش غض والرقيب بعيد
وقد نسجت أيدي الربيع مطارفاً
…
تفتح من أكمامهن ورود
فاضحك ثغر الأقحوان بأدمع
…
بها أعين الغيث الملث تجود
ورصع في روض الشقائق أنجماً
…
ولاح على عطف الشقيق برود
وإذ أشرقت نار المجوس بأكؤس
…
لدنها الندامى ركع وسجود
شمول إذا ما مسها المزج أبرزت
…
فقاقع تحكي الدر وهو نضيد
مشعشعة يعشي العيون سناؤها
…
لها في العصور السالفات عهود
تطوف بها ريا الخلخل ناهد
…
مهفهفة غرثى الوشاح ميود
بعيدة مهوى القرط لمياء ناعس
…
تقد الحشا منها نواظر سود
تأرج من أردانها المسك فائحاً
…
وضرج منها بالدماء خدود
تصول علينا والسيوف لواحظ
…
وتفتك فينا والرماح قدود
وتبسم عن در نضيد وحبذا
…
إذا لاح منها برقع وعقود
اما وبدور اشرقت وهي أوجه
…
وسود ليال طلن وهي جعود
وأغصان بان تنثني في غلائل
…
وسمر رماح فوقهن برود
لقد رقرق الدمع الهتون بمحجري
…
شهيد غرام بالدمى وصدود
ولم ألف من عون سوى الشهم طالب
…
وحسبي بمن فيه الكرام تسود
رفيع الذرى ليث الشرى عمت الورى
…
مكارم منه يا هذيم وجود
فتى لا يراع المستظل بظله
…
وعيش الموالي في حماه رغيد
وقرم إذا هز اليراع بكفه
…
تسيل نفوس أو تسير جنود
وندب إذا ما أعطل الأمر حله
…
بعزم به شم الجبال تميد
ومنهل جود أمه الناس فانثنوا
…
لهم صدر من فيضه وورود
وسائس ملك في الرياسة معرق
…
يدل بني السادات كيف تسود
وذو رتبة قعساء أما عروقها
…
فتزهو وأما ظلها فمديد
وشهم دعا العليا فلبت كأنما
…
عليها من العهد القديم عهود
وحاز فخاراً من طريف وتالد
…
وما الفخر إلا طارف وتليد
فما سيفه المشهور إلا كبارق
…
له فوق هام المعتدين رعود
وما ربعه المعمور إلا مرابع
…
إذا سار وفد حل فيه وفود