الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستعظم الوجد صبري حين باعدني
…
وسام للقلب سلواناً فما عطفا
معذبي والليالي بالهوى سلفت
…
وخمر ثغر رشفناه فكان شفا
ما لذ جفني بنوم من بعدكم
…
كلا وداعي الكرى بالطرف ما هدفا
لكنني والهوى قد بت ذا قلق
…
أساجع الورق نوحاً كلما هتفا
هيهات ما كل ذي عشق أخي تلف
…
كلا ولا كل حب بالغرام وفى
ومن غزلياته قوله:
يا مي يا ظبية وادي اللوى
…
هواك لم يترك بقلبي هوى
يا هل ترى لاقيت مثل الذي
…
لاقى معناك غداة النوى
أبيت أرى النجم ذا مهجة
…
أضرم فيها الشوق نار الجوى
آها من البين ولوعته
…
لولا النوى لم تلق صباً ثوى
واهاً لأيام مضت ذكرها
…
ينشر وجداً في فؤادي انطوى
في ذمة الله حبيب إذا
…
ما غاب عن عيني بقلبي ثوى
ذو قامة كالغصن مياسة
…
من فوقها بدر الجمال استوى
أفديه دون الناس من شادن
…
هاروت عن أجفانه قد روى
بدر إذا أسفر ريم إذا
…
دنا رديني إذا ما التوى
مولع بالتيه لا يرعوي
…
وخاطري عن حبه ما ارعوى
يا قمراً فارقه حبه
…
ومن حميا ثغره ما ارتوى
وجؤذر يشتاق ناظري
…
وإن يكن قلبي عليه احتوى
من سقم عينيك سقامي ومن
…
نيران خديك فؤادي اكتوى
جد واردد النوم على مقلة
…
ما سهرت قط بحب السوى
وابعث خيالاً منك يرتادني
…
إذ علتي منك وأنت الدوا
وقوله:
ظبي بلبنان قد سلت لواحظه
…
للعاشقين سيوف الغنج والحور
مورد الخد ساجي الطرف مبتسم
…
عن الحباب وعن طلع وعن درر
في ذمة الله ذاك الريم إن له
…
بين الجوانح عهداً غير مندثر
أفديه من قمر كم بن أرصده
…
شوقاً له وهو في سمعي وفي بصري
لو لم يكن قمراً ضاءت محاسنه
…
ما أصبحت داره تعزى إلى قمر
تم الاختيار من
شعر
بطرس ويليه الاختيار من شعر
الرصافي البغدادي
شعر
الرصافي البغدادي
قال الرصافي البغدادي واسمه معروف:
أما آن أن يغشى البلاد سعودها
…
ويذهب عن هذي النيام هجودها
متى يتأتى في القلوب انتباهها
…
فينجاب عنها رينها وجمودها
أما أسد يحمي البلاد غضنفر
…
فقد عاث فيها في المظالم سيدها
برئت إلى الأحرار من شر أمة
…
أسيرة حكام ثقال قيودها
سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها
…
وقا كان رواد الأمان ترودها
جرى الجور منها في بلاد وسيعة
…
فضاقت على الأحرار ذرعاً حدودها
عجبت لقوم يخضعون لدولة
…
يسوسهم بالموبقات عميدها
وأعجب من ذا أنهم يرهبونها
…
وأموالها منهم ومنهم جنودها
إذا وليت امر البلاد طغاتها
…
وساد على القوم السراة مسودها
وصارت لئام الناس تعلو كرامها
…
وعاب لبيداً في النشيد بليدها
فما أنت إلا أيها الموت نعمة
…
يعز على أهل الحفاظ جحودها
ألا إنما حرية العيش غادة
…
منى كل نفس وصلها ووفودها
يضيء دجنات الحياة جبينها
…
وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها
لقد واصلت قوماً وخلت وراءها
…
أناساً تمنوا الموت لولا وعودها
وقد مرضت أرواحنا في انتظارها
…
فما ضرها والهتفا لو تعودها
بني وطني ما لي أراكم صبرتم
…
على نوب أعيا الحصاة عديدها
أما آدكم حمل الهوان فإنه
…
إذا حملته الراسيات يؤودها
قعدتم عن السعي المؤدي إلى العلى
…
على حين يزري بالرجال قعودها
لم تأخذوا للأمر يوماً عتاده
…
فجاءت أمور ساء فيكم عتيدها
ألم تروا الأقوام بالسعي خلدت
…
مآثر يستقصي الزمان خلودها
وساروا كراماً رافلين إلى العلى
…
بأثواب عز ليس يبلى جديدها
قد استحوذت يا للخسار عليكم
…
شياطين أنس صال فيكم مريدها
وما اتقدت نار الحمية منكم
…
لفقد اتحاد فاستطال خمودها
ولولا اتحاد العنصرين لما غدا
…
من النار يذكوا لو علمتم وقودها
إذا جاهل منكم مشى نحو سبة
…
مشى جمعكم من غير قصد يريدها
كأنكم المعزى تهاوين عندما
…
نزا فنزا فوق الدحال عتودها
وما ثلة قد أهملتها رعاتها
…
بمأسدة جاعت لعشر أسودها
فباتت ولا راع يراعي مراحها
…
فرائس بين الضاريات تبيدها
بأضيع منكم حيث لا ذو شهامة
…
يذب الرزايا عنكم ويذودها
أتطمع هذي الناس أن تبلغ المنى
…
ولم تور في يوم الصدام زنزدها
فهل لمعت في الجو شعلة بارق
…
وما ارتجست بين الغيوم رعودها
وأدخنة النيران لولا اشتعالها
…
لما تم في هذا الفضاء صعودها
وإن مياه الأرض تعذب ما جرت
…
ويفسدها فرق الصعيد رقودها
ومن رام في سوق المعالي تجارة
…
فليس سوى بيض المساعي نقودها
وله أيضاً:
تيقظ فما أنت بالخالد
…
ولا حادث الدهر بالراقد
فخلد بسعيك مجداً يدوم
…
دوام النجوم بلا جاحد
وابق لك الذكر بالصالحات
…
وخل النزوع إلى الفاسد
ورد ما يناديك عنه الصدود
…
ألا در درك من وارد
وصر بين قومك في سيرة
…
تميت الحقود من الحاقد
فإن فتى الدهر من يدعي
…
فتأتي أعاديه بالشاهد
ولا تك مرمى بداء السكون
…
فتصبح كالحجر الجامد
وكن رجلاً في العلا حوَّلاً
…
تفنن في سيرة الراشد
إذا اضطردت حركات الحياة
…
ومرت على نسق واحد
ولم تتنوع أفانينها
…
ودامت بوجه لها بارد
ولم تتجدد لها شملة
…
من السعي في الشرف الخالد
فما هي إلا حياة السوام
…
تجول من العيش في نافد
وما يرتجى من حياة امرئ
…
كماء على سبخة راكد
وليس له في غضون الحياة
…
سوى النفس النازل الصاعد
يغض على الجهل أجفانه
…
ويرضى من العيش بالكاسد
فذاك هو الميت في قومه
…
وإن كان في المجلس الحاشد
وما المرء إلا فتى يغتدي
…
إلى العلم في شرك صائد
سعى للمعارف فاحتازها
…
وصاد الأنيس مع الآبد
وطالع أوجه أقمارها
…
بعين بصير لها ناقد
فأبدى الحقائق من طيها
…
وألقى القيود على الشارد
إذا هو أصبح نادى البدار
…
وشمر للسعي عن ساعد
فكان المجلي في شأوه
…
بعزم يشق على الحاسد
وإن بات بات على يقظة
…
بطرف لنجم العلى راصد
وأحدث مجداً طريفاً له
…
واضرب عن مجده التالد
وما الحمق إلا هو الإتكال
…
على شرف جاء من والد
فذاك هو الحي حي الفخار
…
وإن لحدته يد اللاحد
ومن قوله أيضاً:
الشعر مفتقر مني لمبتكر
…
ولست للشعر في حال بمفتقر
دعوت غر القوافي وهي شاردة
…
فأقبلت وفي تمشي مشي معتذر
وسلمتني عن طوع مقادتها
…
فرحت فيهن أجري جري مقتدر
إذا أقمت أقامت وهي من خدمي
…
وأين ما سرت سارت تقتفي أثري
صرفت فيهن اقلامي وحت بها
…
أعرِّف الناس سحر السمع والبصر
ملكن من رقة رق النفوس هوى
…
من حيث أطربن حتى قاسي الحجر
سقيتهن المعاني فارتوين بها
…
وكن فيها مكان الماء في الثمر
كم تشرئب لها الأسماع مصغية
…
إذا تنوشدن بين البدو والحضر
طابقت لفظي بالمعنى فطابقه
…
خلواً من الحشو مملوءاً من العبر
إني لانتزاع المعنى الصحيح على
…
عري فأكسوه لفظاً قد من درر
سل المنازل عني إذ نزلت بها
…
ما بين بغداد والشهباء في سفري
ما جئت منزلة إلا بنيت بها
…
بيتاً من الشعر لا بيتاً من الشَّعر
وأجود الشعر ما يكسوه قائله
…
بوشي ذا العصر لا الخالي من العصر
لا يحسن الشعر إلا وهو مبتكر
…
وأي حسن لشعر غير مبتكر
ومن يكن قال شعراً عن مفاخرة
…
فلست والله في شعر بمفتخر
وإنما هي أنفاس مصعدة
…
ترمي بها حسراتي طائر الشرر
وهن إن شئت مني أدمع غزر
…
أبكي بهن على أيامنا الغرر
أبكي على أمة دار الزمان لها
…
قبلاً ودار عليها بعد بالغير
كم خلد الدهر من أيامهم خبراً
…
زان الطروس وليس الخبر كالخبر
ولست أدكر الماضين مفتخراً
…
لكن أقيم بهم ذكرى لمدكر
وكيف يفتخر الباقون في عمهٍ
…
بدارس من هدى الماضين مندثر
لهفي على العرب أمست من جمودهم
…
حتى الجمادات تشكو وهي في ضجر
أين الجحاجح ممن ينتمون إلى
…
ذؤابة الشرف الوضاح من مضر
قوم هم الشمس كانوا والورى قمر
…
ولا كرامة لولا الشمس للقمر
راحوا وقد أعقبوا من بعدهم عقباً
…
ناموا على الأمر تفويضاً إلى القدر
أقول والبرق يسري في مراقدهم
…
(يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر)
يا أيها العرب هبوا من رقادكم
…
فقد بدا الصبح وانجابت دجى الخطر
كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم
…
والعود ليس له صوت بلا وتر
ما لي أراكم أقل الناس مقدرة
…
يا أكثر الناس عداً عير منحصر
وقال مواسياً لصديق له قد أضاعه أصحابه وجفاه أحبابه:
علام حرمنا منذ حين تلاقيا
…
أفي سفر قد كنت أم كنتلا هياً
عهدناك لا تلهو عن الخل ساعة
…
فكيف علينا قد أطلت التجافيا
ومالي أراك اليوم وحدك جالساً
…
بعيداً عن الخلان تأبى التدانيا
أنابك خطب أم عراك تعشق
…
فإني أرى حزناً بوجهك باديا
وما بال عينيك اللتين أراهما
…
تديران لحظاً يحمل الحزن واهيا
وأي جوى قد عدت أصفر فاقعاً
…
به بعد أن كنت احمر قانيا
تكلم فما هذا الوجوم فإنني
…
عهدتك غرِّيداً بشعرك شادياً
تجلد تجلد يا سليم ولا تكن
…
بما ناب من ظروف الزمان مباليا
ولا تبتئس بالدهر إن خطوبه
…
سحابة صيف لا تدوم ثوانيا
فقال ولم يملك بوادر أدمع
…
تناثرن حتى خلتهن لآليا
لقد هجتني يا أحمد اليوم بالأسى
…
وذكرتني ما كنت بالأمس ساليا
أتعجب من حزني وتعلم انني
…
قريع تباريح تشيب النواصيا
لقد عشت في الدنيا أسيفاً وليتني
…
ترحلت عنها لا عليَّ ولا ليا
وقد كنت أشكو الكاشحين من العدى
…
فأصبحت من جور الأخلاء شاكياً
وما رحت استشفي القلوب مداوياً
…
من الحقد إلا عدت عنها كما هي
وداريت حتى قيل لي متملق
…
وما كان من داء التملق دائيا
وحتى دعاني العزم أن خلِّ عنهم
…
فإن صريح الرأي أن لا تداريا
ورب أخ أوقرت قلبي بحبه
…
فكنت على قلبي بحبه جانيا
فإن أحق الناس بالرحمةامرؤ
…
أضاع وداداً عند من ليس وافياً
وما كان حظي وهو من الشعر ضاحك
…
ليظهر إلا في سوى الشعر باكيا
ركبت بحور الشعر رهواً ومائجاً
…
وأقحمت منها كل هول يراعيا
وسيرت سفني في طلاب فنونه
…
وألقيت في غير المديح المراسيا
وقلت اعصني في الشعر يا مدح إنني
…
أرى الناس موتى تستحق المراثيا
ولو رضيت نفسي بأمر يشينها
…
لما نطقت بالشعر إلا أهاجيا
وكم قال يعني حيتن أنشدت مادحاً
…
إلي الندى ناع فأنشدت راثيا
وكم بشرتني بالوفاء مقالة
…
فلما انتهت للفعل كانت مناعيا
فلما بكى أمسكت فضل ردائه
…
وكففت دمعاً فوق خديه جاريا
وقلت له هوِّن عليك فإنما
…
تنوب دواهي الدهر من كان داهيا
وما ضر أن أصفيت ودك معشراً
…
من الناس لم يجنوا لك الود صافيا
كفى مفخراً أن قد وفيت ولم يفوا
…
فكنت الفتى الأعلى وكانوا الأدانيا
لعل الذي أشجاك يعقب راحة
…
فقد يشكر الإنسان ما كان شاكيا
ألا رب شر جر خيراً وربما
…
يجر تجافينا إلينا التصافيا
فلو أن ماء البحر لم يك مالحاً
…
لرحنا من الطوفان نشكو الغواديا
ولولا اختلاف الجذب والدفع لم تكن
…
نجوم بأفلاك لهن جواريا
وكيف نرى للكهرباء ظواهراً
…
إذا هي في الاثبات لم تلق نافيا
تموت القوى إن لم تكن في تباين
…
ويحيين ما دام التباين باقيا
فلا تعجبن من أننا في تنافر
…
ألم تر التنافر في الكون ساريا
وهبهم جفوك اتليوم بخلاً بودهم
…
ألم تغن عنهم ان ملكت القوافيا
فطر في سموات القريض مرفرفاً
…
واطلع لنا في النجوم الدراريا
فأنت امرؤ تعطي القوافي حقها
…
فتبدو وإن أرخصتهن غوالبا
هذا آخر ما أردت نقله في هذا المجموع والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً وكان الفراغ من تسويده في شعبان لثمان وعشرين خلت من سنة خمس وخمسين بعد الثلاثمئة والألف من هجرة خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وعلى آله الكرام وأصحابه السادة الأعلام بقلم جامعه الفقير إلى رحمة باريه الواثق به فيما يؤمله ويرتجيه عبد الرحمن بن عبد الله بن درهم.