الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصادق عزم إن طما ليل فتنة
…
تبلج منه حنادسه فجر
ركوب لما يخشى من الخطب عالم
…
بأَن المعالي دونها الخطر الوعر
مغازٍ لها في الغرب والشرق رجفة
…
وفي أفق العليا هي الأنجم الزهر
مشاهد فيها عزز الدين واعتلى
…
وادحض فيها الجو وانمحق الكفر
وفيما مضى للشاهد اليوم عبرة
…
ولكن قلوب حشوها الغل والوغر
ومن كلن عما قلته متجاهلاً
…
ستصدقه قولي المهندة البتر
فقل لحسين دام فيي النفوس منزع
…
ألا ترعوي من قبل أن يقصم الظهر
زجرت طيور النحس تحسب أنها
…
سعودفلا طرق أفاد ولا زجر
أماني مخدوع يعلل نفسه
…
من دون هاتيك المنى المشرب المر
وضرب كأفواه المخاض مجاجة
…
دم تمتريه البيض واللدنة السمر
ترقب لها ملمومة تملأ الفضا
…
يسوق إليك الوحش من لغطها الذعر
تظل عليها سغب الطير عكفاً
…
معودة أن القبيل لها جزر
يدبرها عزما ًورأيا ومنفصلا
…
مدير رحاها لا كهام ولا غمر
إمام الهدى عبد العزيز الذي رنت
…
إليهالمعالي قبل أن تكمل العشر
أتانا به الله الكريم بلطفه
…
على حينماج الناس واستفحل الشر
وشعبت الأهواء دين محمد
…
ولم يك نهي عن فساد ولا أمر
وولي أمر الناس من لا يسوسهم
…
بشرع وخاف الفاجر المؤمن البر
فأسفر صبح المسلمين وأشرقت
…
بطلعته أنوارهم وانتفى العسر
وأعطوا بعيد الذل عزاً وبدلوا
…
من الخوف أمناً والشقا بعده اليسر
أليس من قاد المناقب شزبا
…
إلى كل جبار دخائله المكر
فلم يغنه طول الدفاع وحصنه
…
ولن يؤوه لوفر بّر ولا بحر
مفيد ومتلاف إذا جاد أو سطا
…
فما الأسد الضاري وما الوابل الغمر
طلوب لأقصى غاية المجد كلما
…
رقى رتبة منها يقل فوقها القدر
إليك إمام المسلمين تطلعت
…
تراعي بينها الشام وانتصرت مضر
وناداك ملتف الحطيم ويثرب
…
ولولا احترام البيت قد قضي الأمر
وأي امرئٍِ لم يعتقدك أميره
…
فأيمانك لغوٌ وعرفانه نكر
وهل مؤمن إلا يرى فرض نصحكم
…
وطاعتكم حقاً كما وجب الذكر
ومن شذ عن رأي الجماعة حظه
…
وإن صام أو صلى من العمر الوزر
ودونكها ولاجة كل مسمع
…
يقال إذ تتلى كذا تحسن الشعر
وصلى غله العالمين على الذي
…
له الحوض والزلفى إذا ضمنا الحشر
محمد الهادي الأمين وآله
…
وأصحابه ما هز نبت الربى قطر
شعر سلمان بن سمحان
ومن قول الشيخ سليمان بن سمحان يسلي الإمام عبد العزيز، بعد الهزيمة التي أجراها الله عليه في يوم جراب سنة 1333:
أمور القضا ليست بحكم العوالم
…
ولكن إلى رب حكيم وعالم
قضاها إله العرش جل جلاله
…
وقدرها من قبل خلق العوالم
بخمسين ألفاً قدرت من سنيننا
…
فليس لأمر حمه من مقاوم
فلو أن لو تجدي وتنفع قائلاً
…
لأصبح مفتوناً بها كل لائم
يلوم على ما قدر الله وانقضى
…
فتباً له ماذا جنى من مآثم
وما كان هذا الأمر بدعاً فقد جرى
…
لأفضل خلق الله صفوة هاشم
محمد الهادي إلى الرشد والهدى
…
وأصحابه أهل النهى والمكارم
لئن كان قد أضنى بنا ما أمضنا
…
بشؤم الذنوب المعضلات العظائم
من القرح ما نرجه من فضل ربنا
…
وإحسانه محواً لتلك الجرائم
فقد مسّهم من ذلك القرح فادح
…
فكانوا طعاماً للنسور الحوائم
بأيدي رجال من ذوي الصدق في اللقا
…
حماة كماة الأسود الضراغم
يسومون الهيجا نفوساً عزيزة
…
وترخص منهم في حضور المواسم
وقد غادروا أبناء حائل في الوغى
…
جثاثاً ركاماً كالهشيم لشائع
وقد منّ مولانا بطلعتك التي
…
أضاءت بها شمس العلى في العوالم
فأصبح هذا الناس في ظل مجدكم
…
بأمن وفي رغد من العيش ناعم
وجاء بك المولى معافى مسلماً
…
وأعداك في كبت وذل ملازم
لتنصر دين المصطفى وتقيمه
…
وتنكأ من أعدائنا كل غاشم
وتعلي من الإسلام أعلام مجده
…
وتحميه من كيد العدو المراغم
فكن ناصراً للدين معتصماً به
…
فليسوا على شيء من الدين عاصم
وجرد بعزم نصل سيفك ناهضاً
…
بهمتك العليا لنيل المكارم
وجر عليهم جحفلاً بعد جحفل
…
وأثخنهمُ بالمرهفات الصوارم
واعمل هديت اليعملات بغزوهم
…
وأرهبهمُ بالصافنات الصلادم
واعدد لهم منها كميناً فإنه
…
يكون لكم ظهراً وردماً لرادم
وشن عليهم غارة بعد غارة
…
على غرة منهم وذا فعل حازم
ولا سيما الأعراب منهم فانهم
…
هم الرد للأعدا بتلك الملاحم
أولئك هم أوباش جند ذوي الردى
…
وهم قوة الباغين أهل المآثم
فمزقتهم أيدي سبا وأذقتهم
…
كؤوس الردى بالمرهفات الصوارم
وأنت بما قلناه أدرى وعلمكم
…
بكل الأمور الساميات المعالم
أحق وأعلى منظراً ومقامكم
…
أجل لدى أهل النهى والمكارم
لأنك محمود المآثر في العلى
…
ومجدك سام فوق هام النعائم
بك الله يا عبد العزيز أعزنا
…
وأنقذنا من رق باغ وظالم
فلا زلت في عز أكيد مؤيد
…
ولا زلت منصوراً على كل غاشم
يسعافك الإقبال والعز والهنا
…
على كل من ناواك يا ابن المكارم
وأزكى صلاة الله ثم سلامه
…
على المصطفى المعصوم صفوة آدم
وأصحابه والآل مع كل تابع
…
وتابعهم ما انهل ودق الغمائم
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله أيضاً مهنئاً للإمام عبد العزيز لما فتح الله على يده بلد الأحساء والقطيف سنة 1331 هـ،:
بهجر أضاء الفجر واستعلن الرشد
…
وناء على آطامها الطالع السعد
وقد كان أهلوها بأسوأ حالة
…
وقد فتحت للكفر أعينه الرمد
وكانت قضاة السوء تصرخ جهرة
…
بتمجيد عباد القبور وهم ضد
وتمجيد ضباط لهم وعساكر
…
فبعداً لهم بعداً وسحقاً لمن ودوا
وقد صارحونا بالعداة والأذى
…
فهم للهدى ضد وللأشقيا جند
وقد أظهر الأرفاض فيها شعارهم
…
ومدوا يداً نحو العلى وبها امتدوا
وفيها الخنا والخمر والزمر ظاهر
…
وما ليس محصوراً وليس له عد
وقد كان فيها للضلالة والردى
…
مقر وفيها للهوى صادح يشدو
وقد كان فيها للملاهي ملاعب
…
وحادٍ على أعقاب أربابها يحدو
وأحكام أهل الكفر تجرب بسفحها
…
وقانونهم يعلو بها ظاهراً يبدو
فناء بها سعد السعود فأسفرت
…
بآل سعود هجر وافتخرت نجد
وأقلع عن هجر دياجي ما سجى
…
من البغي والأرفاض حل بها النكد
وأصبح من فيها نحباً وناصحاً
…
ينادي ألا أهلاً بكم أيها الجند
فقدماً لقد كنا بأيدي عداتنا
…
أذلاء والأعداء يسمو لهم جتد
وهم قد أخافوانا بها وتغلبوا
…
يسوموننا خسفاً ويعلو بها الضد
فقوض عنا الغي والبغي والأسى
…
وأهل الردى والفحش واستعلن الرشد
وزال قتام الكفر عنا وأشرقت
…
شموس الهدى والحق في الخلق ممتد
وأضحت بهجر شرعة الحق تجتلي
…
وقانون أهل الكفر حل به النكد
وقد أشرقت فيها شموس ذوي الهدى
…
وحالت بحمد الله أحوالها الكمد
فيا من بها من عصبة الدين والهدى
…
ليهنكم الإقبال والعز والمجد
فشكراً بني الإسلام قد رجعت لكم
…
بناكرة من بعد ما يئس اللد
وقد ظن قوم أنها دولة مضت
…
وليس لما قد فات عود ولا رد
فقد عاد ما قد مات غضا فات غضا كما بدا
…
فلله مولانا على ذلك الحمد
وذلك من فضل الإله ومده
…
فمن جوده الحسنى ومن فضله المد
وقد كان ما أجراه فضلاً ونعمة
…
ولله من قبل الأمور ومن بعد
بمهد هزبر المعي مهذب
…
يقود أسوداً في الحروب بها حرد
وغيظ على أعداء دين محمد
…
وأحزابهم ممن عن الدين قد ندوا
أتاهم بها إذ غاب نجم مشعشع
…
وقائده الإقبال والعز والسعد
لسبع من الساعات في غسق الدجى
…
وقد هجع الحراس والترك والجند
فما راعهم إلا وآساد جنده
…
قد اقتحموا فيها وما مسهم نكد
وصاحوا بها من كل قطر وجانب
…
شعارهم التهليل والذكر والحمد
وقد ملكوا أبوابها وبروجها
…
ومن كل نهج نحو أعدائها تعدو
يقودهم ليث همام سميدع
…
أبيٌّ وفيٌّ فاتكٌ إن عثا الضد
يخوض عباب الموت والموت ناقع
…
إذا استعرت نار لها في الوغى وقد
ويركب هول الخطب والخطب معضل
…
وقد هابه الأبطال رعباً وقد ندوا
هو الملك السامي إلى منتهى العلى
…
وقد أمه في نيلها الطالع السعد
إمام الهدى عبد العزيز الذي به
…
تضعضعت الأملاك واستعلن الرشد
لقد فاق أبناء الزمان وفاتهم
…
بعفو وإقدام وساعده الجد
فيا أيها الغادي على ظهر حرة
…
عرندسة ما مسها دهرها الجهد
تجوب فيافي البيد وخداً ومسأداً
…
وما نقبت أخفاقها عندما تخدو
تحمل هداك الله مني هدية
…
هدية مشتاق أمض به الوجد
وأروى به من لاحج الشوق جذوة
…
ولكنه قد عاقه النأي والبعد
وخامره من نشأة البشر نشوة
…
وفي قلبه سكر من البشر ممتد
إلى الملك الشهم الغيور أخي الندى
…
مذيق العدى كأس الردى عندما يعدو
ومن أصله المجد المؤثل والعلى
…
ومن جوده الجدوى لمن مسه الجهد
فأبلغه تسليماً كأن أريجه
…
شذى المسك لما ضاع من نشره الند
ونادى بأعلى الصوت عند لقائه
…
بمجلسه الأسنى الذي حفه السعد
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها
…
بلوغ المنى لما تسامى بك المجد
ونال بك الإسلام فخراً ورفعةً
…
وعزت بك الأحساء واستعلن الرشد
وذلك بك الأعداء من كل فاجر
…
وكل خبيث دينه الكفر والجحد
فصار الاعادي والبوادي ومن بهم
…
نفاق أذلاءً وألوانهم كمد
فيالك من فتح وعز مؤثل
…
أطيد ومجد قد تسامت به نجد
فروح بالأفراح أرواح عصبة
…
وريح أعطافاً وأودها المجد
وأكمد أكباداً وأورى بجذرها
…
سواعرهم قد أمش بها الوقد
فلله ربي الحمد والشكر والثنا
…
فمن جوده الحسنى ومن فضله المد
فلا زلت يا حامي حمى الدين والهدى
…
لك النقض والإبرام والحل والعقد
ولا زلت في عزٍ من الله دائماً
…
يساعدك الإسعاف والنصر والسعد
وأعداك في كمد وكبت وذلة
…
وفي قلة يعلوهم الحد والجهد
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤدداً
…
وأم إلى هاماتها إذ هي القصد
ملكت فاسجع وابذل العفو والندى
…
لتنجو في يوم اللقا حينما نغدو
إلى الله في حشر ونشر وموقف
…
حفاة عراة ما لنا منهما بد
وعامل عباد الله باللطف وارعهم
…
بعدل وإحسان ليصفو لك الود
من كان ذا ود وقد كان محسناً
…
فعامله بالحسنى لينمو لك الحمد
ومن كان قدماً قد أساء فأسقه
…
زعافاً لكي يدري وينزجر اللد
وينحسم الداء العضال وينتهي
…
ذوو الغي إن راموا فساداً أو ارتدوا
وخذ من تقى الرحمن درعاً وجنة
…
تقيك إذا ما شدة للورى تبدو
وبالله فاستعصم وكن متوكلاً
…
عليه يقيك الله أشرار من صدوا
وندوا عن الإسلام والدين والهدى
…
وأشرار من كانوا بغاة وقد ندوا
ولا تستشر إلا صديقاً مجرباً
…
سريرته التقوى وغايته الود
ولا تصغ للنمام سمعك إنما
…
بزور أتى المأفون والكاشح الوغد
وأحسن فبالإحسان تستعبد الورى
…
وتملكهم والحر يملكه الرفد
ولا يملك الأعراب ذاك لأنهم
…
كما قيل أصنام لها الكسر والهد
فخفهم وجانبهم ولا تأمننهم
…
وألف بني الأحرار إذ هم لك الجند
ولا شك أن البذل والجود والندى
…
بها يملك العاصي ويستألف الضد
لكنه في حالةٍ دون حالةٍ
…
وذلك لا يخفى على من له نقد
وأنت بهذا كله ذو فطانة
…
وأدرى به منا ولكنما القصد
بهذا هو التنبيه والنصح والوفا
…
بحقك بل هذا علينا من العهد
أدام لنا ربي بك العز والهنا
…
وأولاك مجداً دائماً ما له حد
وعزاً وتمكيناً وفخراً ورفعة
…
يقصر عن إدراكها الحصر والعد
ودونك من أبكار فكري قلائداً
…
يجل سناها أن يماثلها عقد
إليك طوت بيد الساسب والفلا
…
تؤمك من نجد وأنت لها القصد
لتنشر من أعلام مجدك ما سمت
…
بأنواره الأحساء وافتخرت نجد
وأزكى صلاة الله ما انهل وابل
…
وما هبت النكبا وما قهقه الرعد
وما طلعت شمس وما جن غاسق
…
وما لاح في الآفاق من كوكب يبدو
وما حج بيت الله من كل راكب
…
على ضامر يهوي إلى بيته تخدو
على السيد المعصوم والآل كلهم
…
وأًحابه والتابعي نهجهم بعد
وقال يمدح الإمام عبد العزيز أعزه الله، ويذكر فيها ما من الله به عليه من النصر والتأييد على ابن لاشيد ومن معه من العساكر، وانهزامهم ورجوعهم خائبين سنة 1322 هـ:
أهاجك أم أشجاك رسم المعاهد
…
معاهد أنس بالحسان الخرائد
أتذكر عهداً بالأوانس رافها
…
وتعقيد وصل حافد المقاصد
لغيداء يحكي البدر ضوء جبينها
…
منعمة مهضومة الكشح ناهد
كأن وميض البرق في غسق الدجى
…
رفيف ثناياها العذاب النضائد
كأن أريج المسك نكهة ثغرها
…
إذا هي ناجت وامقاً ذا توجد
لها مقل دعج وكف مخضب
…
رخيص كأعناب بغصن العناقد
وفرع أثيث سابغ متجعد
…
كديجور ليل حالك اللون حاشد
وقدّ قويم ناعم متأود
…
كغصن من البان المذلل مائد
برهرهة كالشمس في يوم صحوها
…
تفوق جميع الغانيات الخرائد
فلو كلمت شيخاً بطاعة ربه
…
مديباً عليها دائباً غير حائد
لأصبح مفتوناً بها ومولعاً
…
وخال رشاداً أن تفي بالمواعد
فضلت على تلك الديار وأهلها
…
كمثل سليم شاجن القلب ساهد
فدع ذكر عهد قد تقدم عصره
…
وتذكار وصل للحسان الخرائد
ولكن أزح عنك الهموم وسلها
…
بعوجاء من قود الهجان الحرافد
وجب للمطاويح المفارز قاصداً
…
ولا تخش من فتك اللصوص الرواصد
لشمس تبدي ضوؤها هو ساطع
…
وطالع سعد مشرق بالمحامد
رأى ضوءه من بالوهاد ومن على
…
رعان اليفاع الشامخات الفدافد
فثاب في ظل المحاسن وارعوى
…
إلى ظل أفياء لها كل شارد
لقد بلغت شرق البلاد وغربها
…
فكالشمس حلت في السعود الصواعد
تسامى بها شمس البلاد وبدرها
…
وجماع شذاذ المعالي الشوارد
هو الملك الشهم أخو الندى
…
مذيق العدى كاسات سم الأساود
إمام الهدى عبد العزيز الذي له
…
محامد في الإسلام أي محامد
أزاح جموع الترك عنا بهمة
…
تسامى بها فوق السهى والفراقد
ومزقهم أيدي سبا وتمزقوا
…
فما بين مقتول مصاب وشارد
وما بين محمول إلى عقر داره
…
كسيراً حسراً خاسئاً غير فاقد
بكره وإجبار وعنف توعد
…
فعادوا وقد باؤوا بخيبة عائد
فهذا هو المجد الأثيل وإنما
…
حوى ذاك من قوم كرا أماجد
وميراث آباء له ومآثر
…
تأثلها عنهم بحسن المقاصد
لعمري لقد أضحى بها متسامياً
…
على كل أملاك البلاد الأماجد
فتى حسنت أخلاقه فتألقت
…
وغنت بها الركبان فوق الجلاعد
فتى دمث سهل الجناب مهذب
…
ولكنه صعب المقاد لكائد
أذاق الأعادي والبوادي جميعها
…
كؤوس حتوف من سمام الأساود
فكم جر من جيش لها عرمرم
…
يغادي به شوس الملوك السوامد
له رأي حزم كالحسام مجرداً
…
ولهذم عزم نافذ للمعاند
ووثبة ضرغام أبي غضنفر
…
إذا الحرب ألقت بالدواهي الشدائد
وبذل نوال كانسجام هوامع
…
تعودها طبعاً لعارف وقاصد
فيا من سمت أخلاقه وتألقت
…
محامده نحو السهى والفراقد
عليك بتقوى لله جل ثناؤه
…
وإصلاح ما يدعو لعضل المفاسد
وبالعفو والإحسان والصدق والوفا
…
فإن بها تسمو لشأو المحامد
وراع جناب الحق والصدق راجياً
…
جزيل ثواب الله يا ابن الأماجد
وإياك أن تصغي لمن جاء واشياً
…
يرى أنه بالنصح أعظم وافد
وما قصده إلا ليحظى لديكم
…
بما قال من زور وبهتان حاقد
وكن باذلاً للجد والجهد قائماً
…
بنصرة دين الله من كل كائد
فهذا الذي كنا نحب ونرتضي
…
لمن يتولى الأمر من كل قائد
وكان على دين النبي محمد
…
ويا حبذا الدين القويم لسائد
ونصح ولاة الأمر قد جاء ذكره
…
عن السيد المعصوم أرشد راشد
أبي وفي لا يخيس بعهده
…
ولكنه لا يرتضي بالمفاسد
وليس له قصد بأخذ تراثهم
…
وما جمعوا من طارف بعد تالد
ولكن ببذل المكرمات وفعلها
…
يجود وهذا قيد شبه الأوابد
وقال الشيخ سليمان أيضاً رحمه الله، رداً على رجل من أهل العراق، يقال له: جميل أفندي الزهازي، لنظمه قصيدة في مدح ابن متعب، ويشكره في جره الترك على أهل نجد، ويشجعه على حربهم، فقال الشيخ رحمه الله مجيباً ومادحاً الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل أعزه الله بقوله:
ألا بلغا عني جميلاً رسالة
…
فقد جاءنا بالترهات الكواذب
وفاه بقول لا حقيقة تحته
…
وليس مقام الفديم يوماً بصائب
تهور فيما قاله حيث لم يكن
…
خبيراً بأحوال الورى والنوائب
فتعساً له من مارق تحذلق
…
وخب لئيم معرق في المعاثب
يرى سفها أن البسالة كلها
…
لمن جاء بالأتراك من كل ناكب
ورام بهم إعلاء أعلام شركهم
…
وإعدام أعلام الهداة الأطايب
ومحو لآثار الهدى بذوي الردى
…
فتباً له من جعظري مشاغب
فدع قوله في المعتدين ومدحه
…
وناد بما قلنا بكل المقانب
لقد من مولانا وأفضل وارتضى
…
لنا ملكاً سامي الذرى والمناقب
فشام المعالي وارتضاها وأمها
…
بهمته العليا وجرد شواذب
وبيض قواض يختلي الهام حدها
…
ونص الهجان اليعملات النجائب
فتى همه العليا وشأو مرامها
…
فأم إلى هاماتها والغوارب
فتى ليس يثني همه ومرامه
…
طوال العوالي أو طوال السباسب
يخوض عباب الموت والموت ناقع
…
إذا استعرت نار الوغى بالكتائب
ويركب هول الخطب والخطب معضل
…
وقد هابه شوس الملوك الأصاعب
يرد لهام الجيش وهو عرمرم
…
ويحطمه بالمرهفات السوالب
لقد فات أبناء الزمان وفاقهم
…
بنيل المعالي الساميات المراتب
وجود وإقدام إذا استعر الوغى
…
وضاق مجال الصافنات السلاهب
وأحجم أهلوها بيوم عصبصب
…
به النقع يسمو كارتكام السحائب
هنالك لا تلقاه إلا كضيغم
…
هزبر أبي شبلين حجن المخالب
ترى جثث الأبطال صرعى بغابة
…
تراوحها الأشبال من كل شاغب
كذا الملك الشهم الهمام فإنما
…
كماة العدى جزر له بالقواضب
ترى عافيات الطير يعصبن فوقه
…
لتحظى بأشلاء العدو المشاغب
وتتبعه غرث السباع لعلها
…
تروح بطانا من لحوم المحارب
وقد وثقت أن لا تعود خوامصاً
…
وأن لها جزر كماة الكتائب
فلله من ندب همام مهذب
…
أغاظ العدى من عجمها والأعارب
فنلنا المنى من بعد أن كادت العدى
…
تحيط بنا من كل قطر وجانب
بعبد العزيز ابن الإمام ابن فيصل
…
حليف العلى نسل الكرام الأطايب
ومن ألمعي أحوذي ومصقع
…
بليغ بما قد شاءه في المقانب
يقود أسوداً في الحروب ضياغماً
…
تغير على الأعدى كأسد شواغب
حنيفية في دينها حنيفة
…
وليس لهم إلا العلى من مآرب
سما بهم نحو المعالي سميدع
…
أبي وفي فاضل ذو مناقب
إذا هو أعظى ذمة لم يخس بها
…
وما كان ذا غدر وليس بكاذب
فان رمت أخباراً له ووقائعاً
…
فسل شمراً عنه بصدق المضارب
وحرباً وسل عنه مطيراً وغيرهم
…
من العجم والأعراب من كل ناكب
فمزقهم أيدي سبا فتفرقوا
…
فما بين مقتول وما بين هارب
وما بين منكوب وقد خال أنه
…
بقوته قد حاز كل المآرب
بلطف من المولى له وأعانه
…
على كثرة الأعدى له والمحارب
إذا أم أمراً واعتلى متسامياً
…
تمزقت الأعداء من كل جانب
وما ذاك إلا أنه لا ترده
…
طوال العوالي أو طوال السباسب