الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجاوب أًداء القرون بصدره
…
ولله أبقى للذي هو ذاخره
مليك حكاه المزن بشرى ونقمة
…
عزيز على كر الدهور نظائره
ولا غرو فهو التالد الطارف الذي
…
غذته نمير المجد طفلاً حرائره
تجشم ما لم يحتمله مملك
…
وشب وشابت بالكفاح غدائره
وأصبح موفور الجلال معظماً
…
ترجى جوازيه وتخشى بوادره
إذا ارتجلت فصل الخطاب شباته
…
حسبت ارتجاس الرعد ما هو ثائره
بهت إذاً لو كنت شاهد عبرة
…
تحدرها خوف الإله محاجره
حمته عن الأدناس والرجس والخنا
…
خلائق تقواه وطابت عناصره
له فطر ضن الزمان بمثلها
…
فجاءت كإعجاز به جل فاطره
يباهي بها في الله دون تكبر
…
ويصلى بها ذات الوقود مكابره
فلله عيناً من رآه فشاقه
…
ورح سليباً نستبيه معاشره
تشع به آفاقنا وقلوبنا
…
سروراً ويغدو بالسعادة طائره
يصافحه الغرب المدل مقدراً
…
وتغبطه أحزابه وأباطره
وترقب فيه الشمس مطلع شمسه
…
إذا اتخذت أشياعه ومصادره
وما الشمس هذا الضوء إلا تواضع
…
ولكنه العز المخلد قاهره
بعيد مناط الهم تندق دونه
…
رقاب أعاديه وتقسو جرائره
وقور حليم فاتك متعبد
…
موارده محمودة ومصادره
وتزداد إيماناً وحباً وطاعة
…
إذا ابتعثته للحديث خواطره
تألى يميناً في الجزيرة برة
…
فوفى بها والبر أوشك سائره
لتغدو على رغم العوائق وحدة
…
بحول الذي أصفاه ما هو قادره
ولن يخلف الله المهيمن وعده
…
لمستخلق نارت لديه بصائره
ومها أطلت الوصف فيه فإنني
…
على العجز مضطر وإن هو غافره
فهل من عذير حين يرتج مقولي
…
قصوراً ولما يبلغ الشوط شاكره
أجل إِن ملكاً ذلكم بعض شأنه
…
لأجدر أن لا يلح بالعجز شاعره
فلا زال للإسلام سعد سعوده
…
وتسمو به أرجاؤه وعشائره
وأضفى عليه الله سابغ نصره
…
ومكنه فيما تكن سرائره
وأبقاه ذخراً للعروبة كافلا
…
وأبناءه ما طاف بالبيت زائره
شعر
محمد رضى الخطيب
ومما مدح به الملك عبد العزيز أيده بنصره قصيدة ألقاها الشاعر العراقي محمد رضى الخطيب أمام جلالته في منى سنة 1354هـ:
أرى العرب قد ألقت إليك قيادها
…
وأعطتك عفواً قلبها وفؤادها
بمغناك في الدنيا يطيب معاشها
…
وباسمك في الأخرى تلاقي معادها
رأت فيك من يستدفع الضيم باسمه
…
وتعطى بحمد الله فيك مرادها
فتحمي نواحيها وتجمع شملها
…
وتمنع عنها بالأذى من أرادها
لقد وجدت فيك الجزيرة سيداً
…
علاها على رغم الأُنوف وسادها
وكانت مواتاً قبل ذاك وإنما
…
أَبو فيصل نحو الحياة أعادها
ليجعل فيها الأمن والعدل ظاهراً
…
ويمحو بآيات الصلاح فسادها
أخو همة لم يبق في الناس بدعة
…
تخافه إلا إلى الدين قادها
أتى للورى نوراً من الحق مشرقاً
…
لتبصر من بعد الضلال رشادها
لئن أجدبت فالكف منه كفيلة
…
تقوم مقام الغيث إن هو جادها
لقد محض الإِسلام نية ناصح
…
كما محضته كل نفس ودادها
دعوت فلباك الحجيج ملبياً
…
من الأرض يطوي بحرها ووهادها
ولو لم تكن أرض الحجاز منيعة
…
بحكمك ما استرعيت منها بلادها
قطعت إِليك الفج والشوق رائدي
…
ونار الجوى أورت بقلبي زنادها
ولما بدت من أرض نجد نفودها
…
وقد قاربت نفس المشوق نفادها
تعللت في لقياك عن كل مأرب
…
ونفسي من ذكراك صيرت زادها
وحين تراءت للحجاز هضابه
…
وقد سلب الشوق العيون رقادها
فقلت لهل قري فقد قرب الحمى
…
وقاربت مولى يعرب وجوادها
وباتت تناجي الفرقدين مناعة
…
مبانٍ لك الرحمن بالعز شادها
تسير وما زلت بك الرجل مرة
…
وأوتيت في كل الأمور سدادها
عقدت على الشبل الكريم ولاية
…
لعقدك قد شاء الإِله انعقادها
ولاية حق عزز الله قدرها
…
وشد على حقو السعود نجادها